عطاف: ”التنسيق الجزائري التونسي صار حتمياً في ظل الأوضاع الإقليمية والقارية والدولية“

أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، اليوم، في تصريح صحفي نشطه عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، أن التنسيق الجزائري-التونسي لم يعد ضرورياً فحسب، بل صار حتمياً بالنظر إلى الأوضاع الإقليمية والقارية والدولية المحيطة بالبلدين.
شرف الدين عبد النور
التصريح الكامل لوزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد
”إنه لشرف كبير أن أحظى بلقاء فخامة الرئيس قيس سعيد في هذا اليوم المجيد، عيد الشهداء في تونس، وأن أبلغه تحيات وتهاني أخيه الرئيس عبد المجيد تبون إليه شخصياً وإلى الشعب التونسي قاطبة.
إن الزيارة التي أقوم بها اليوم إلى تونس كمبعوث خاص لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى أخيه الرئيس قيس سعيد تندرج في إطار الحرص على ترسيخ تقاليد التشاور والتنسيق البيني، وهي التقاليد التي تجمع على الدوام بين قائدي بلدينا الشقيقين.
وأعتقد بكل صدق وإخلاص أن هذا التواصل الدائم يمثل وجهاً من أوجه التميز الذي يطبع العلاقات الجزائرية-التونسية. فهذه العلاقات ومثلما سبق وأن وصفها فخامة الرئيس قيس سعيد هي علاقات بين شعبٍ واحد في دولتين.
وأنا جد سعيد بأن وقفت اليوم مع فخامة الرئيس قيس سعيد على الحركية التي تشهدها هذه العلاقات في مختلف أبعادها وفي شتى مضامينها. ويمكنني القول دون أي تردد، ودون أي تحفظ، أن العلاقات الجزائرية-التونسية تعيش اليوم أبهى عصورها، بفضل الحرص الدائم والرعاية الخاصة التي أُحيطت بها من قبل قائدي بلدينا الشقيقين.
وستكون لي مساء اليوم جلسة عمل خاصة مع أخي ونظيري، معالي الوزير محمد علي النفطي، للخوض في جميع الملفات المتعلقة بالتعاون الثنائي ودراسة السبل الكفيلة بتجسيد التعليمات السامية التي تلقيناها للعمل معاً دون أي كلل أو ملل للحفاظ على تألق العلاقات الجزائرية-التونسية وتحقيق المزيد من المكاسب على هذا الدرب.
وإن كان هذا هو حال العلاقات الجزائرية-التونسية، فالأوضاع المحيطة بنا إقليمياً، وقارياً ودولياً، وللأسف، لا تبشر البتة ولا يرتاح لها بال. فمنظومة العلاقات الدولية المعاصرة، في شقيها السياسي والاقتصادي، تشهد تلاشياً مقلقاً، لاسيما من ناحية التجاهل المتزايد لأبسط القواعد والقوانين الدولية، أو من ناحية تحييد دور المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، أو حتى من ناحية الانتكاسات المتكررة التي تتعرض لها تعددية الأطراف أمام تصاعد منطق الانطوائية، ومنطق القوة، ومنطق اللاقانون بعينه.
أمام هذه التطورات، كانت ولاتزال منطقة الشرق الأوسط وقارتنا الأفريقية أول وأكثر المتأثرين والمتضررين. فالقضية الفلسطينية تشهد اليوم مرحلة هي الأخطر في تاريخها، بعد أن صار التحدي الذي يواجهها تحدياً وجوديا بامتياز، لاسيما ونحن نعيش على وقع تسابق محموم على سبل الإجهاز على هذه القضية، عوض البحث عن سبل حلها وآفاق تفعيل الحل الذي أقرته وثبّتته الشرعية الدولية منذ ثمانية عقود خلت. وكذلك الأوضاع في قارتنا الأفريقية، تشهد هي الأخرى تردياً مقلقا من كل النواحي، الأمنية والسياسية والاقتصادية. ويكفي التذكير بالعدد المخيف لمواطن النزاعات والأزمات والحروب التي صارت تطغى على المشهد القاري في أركانه الخمس دون استثناء، وبدرجة أكبر في منطقة الساحل الصحراوي.
في ظل أوضاعٍ كهذه، فإن التنسيق الجزائري-التونسي لم يعد ضرورياً فحسب، بل صار حتمياً. ويسعدني أن أؤكد هنا أن هذا التنسيق لم ينقطع يوما، وأننا في تواصل دائم مع الأشقاء في تونس، لأننا نعتبر أنفسنا في خندق واحد، يسرنا ما يسرهم ويسوؤنا ما يسوؤهم. ويتجلى هذا بالتأكيد في مواقفنا المتناغمة والمتوافقة، سواء تعلق الأمر بقضيتنا الفلسطينية، أو بتطورات الأوضاع في جوارنا الإقليمي، أو في فضاءات انتمائنا المشترك الأخرى.
مرة أخرى، أشكر فخامة الرئيس قيس سعيد على تشريفي بهذا اللقاء، وأشكر كل الإخوة في تونس على كرم الضيافة وعلى سخاء العناية منذ أن وطأت أقدامنا أرض هذا البلد الشقيق والغالي علينا“.
