عزوز ناصري يدعو إلى تعزيز التكامل الإفريقي ومرافقة مسار النهضة القارية
شرف الدين عبد النور

أكد رئيس مجلس الأمة عزوز ناصري، في كلمة ألقاها نيابة عنه عضو المجلس محمد عمرون خلال المؤتمر السنوي لرؤساء البرلمانات الإفريقية بجنوب إفريقيا، التزام الجزائر الثابت بدعم مسار التكامل القاري ومرافقة الجهود الإفريقية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة والازدهار والسلام.
وأشاد ناصري بالصديق التاريخي للجزائر، جمهورية جنوب إفريقيا، معتبراً احتضانها مقر البرلمان الإفريقي رمزاً لقيم الحرية والمساواة، ومنبراً لصوت الشعوب الإفريقية الساعية إلى تكريس الحقوق وترسيخ الديمقراطية. وأوضح أن موضوع المؤتمر حول “تحفيز التكامل القاري بمشاركة المواطنين والتنمية المستدامة” يعكس ديناميكية جديدة تسعى إفريقيا من خلالها إلى تسريع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية وتحرير ثرواتها من التبعية الاقتصادية.
وأبرز رئيس مجلس الأمة أن الجزائر، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وضعت العمق الإفريقي في صلب استراتيجياتها الوطنية، بدءاً من مساندة حركات التحرر الإفريقية وصولاً إلى مرافقة القارة في استعادة سيادتها على الثروات والقرار. وشدد على أن الإصلاحات الوطنية سمحت ببروز نموذج اقتصادي جديد قائم على تنويع مصادر الدخل والانتقال نحو اقتصاد المعرفة، مع التزام بتحقيق انتقال طاقوي كامل في أفق 2035.
وأشار ناصري إلى أن الجزائر تعتبر ازدهارها لبنة في بناء ازدهار إفريقيا، مؤكداً أن المشاريع القارية التي أطلقتها الجزائر في مجالات البنية التحتية تمثل مساهمة فعلية في تسريع الاندماج القاري. وذكّر بالنجاح الكبير لمعرض التجارة البينية الإفريقية الرابع الذي احتضنته الجزائر بمشاركة 140 دولة، معتبراً أنه جسّد نموذجاً مصغراً للاندماج الإفريقي المنشود.
وفي حديثه عن القضايا الدولية، جدد رئيس مجلس الأمة دعم الجزائر لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وتضامنها مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والإبادة الجماعية في غزة. كما شدد على ضرورة أن يكون للقارة الإفريقية تمثيل دائم في مجلس الأمن الدولي، مبرزاً أن الدبلوماسية الجزائرية تواصل جهودها لتحقيق هذا الهدف بالتنسيق مع الدول الإفريقية.
وختم ناصري بالتأكيد على أهمية الدبلوماسية البرلمانية في نشر السلام وتعزيز ثقافة الحوار والمصالحة، معتبراً أن الجزائر الجديدة ستبقى وفية لمبادئها التاريخية ولمكانتها كفاعل أساسي في نهضة إفريقيا وبناء نظام دولي أكثر إنصافاً.
