شايب: “الجزائر ستعمل على توسيع تدريس اللغة العربية إلى مختلف البلدان التي تعرف تواجدا معتبرا للجالية الوطنية”
قال كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، في كلمة له لفائدة أفراد الجالية الوطنية بالخارج، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة العربية، المصادف ل 18 ديسمبر من كل سنة، أن مؤسسات الدولة ستعمل على توسيع تدريس اللغة العربية إلى مختلف البلدان التي تعرف تواجدا معتبرا للجالية الجزائرية حفاظا على الهوية الوطنية لدى الاجيال الصاعدة وتعزيزا لأواصر التلاحم والتماسك بين أفراد الجالية ووطنها الأم.
شرف الدين عبد النور
النص الكامل لكلمة كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة العربية
“بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين.
الاخوات والاخوة الافاضل
افراد جاليتنا الوطنية بالخارج
يطيب لي ان اقاسمكم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية. الذي نحييه في الثامن عشر ديسمبر من كل عام. تيمنا بالتاريخ الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للامم المتحدة سنة الف وتسعمية وتلاتة وسبعين اللغة العربية كلغة رسمية سادسة. بفضل جهود مضنية بذلتها الجزائر انذاك بمعية عدد من البلدان الشقيقة.
لقد اولت مؤسسات الدولة الجزائرية منذ استرجاع السيادة الوطنية سنة الف وتسعمية واثنين وستين. عناية خاصة لمسألة اعادة الاعتبار للغة العربية. عقب ما تعرضت له من اقصاء ممنهج طيلة فترة الليل الاستعماري في سياق محاولات طمس الشخصية الجزائرية. وقد خصصت السلطات العمومية نصيبا هاما من هذه الجهود إلى أبناء الجالية الجزائرية بالخارج. حيث عمدت منذ ثمانينيات القرن الماضي الى تدريس اللغة العربية لصالح الاطفال الجزائريين المقيمين خارج الوطن. لاسيما المتواجدين بفرنسا من خلال برنامج تعليم اللغات والثقافات الاصيلة، او ما اصبح يعرف حاليا ببرنامج التعليم الدولي للغات الاجنبية.
على ضوء هذه التجربة الرائدة ستعمل مؤسسات الدولة على توسيع هذا الدعم المادي والبيداغوجي الى مختلف البلدان التي تعرف تواجدا معتبرا للجالية الجزائرية بما يسهم في الحفاظ على الهوية الوطنية لدى الاجيال الصاعدة ويكفل تعزيز اواصر التلاحم والتماسك بين افراد جاليتنا ووطنها الام.
وفي نفس السياق تأتي مساعي فتح العديد من المراكز الثقافية الجزائرية بالخارج. وكذا مشروع انشاء مدرسة دولية جزائرية للتعليم عن بعد بغرض تلقين اطفالنا بالمهجر مختلف البرامج والمناهج المستخدمة في مؤسسات التربية الوطنية. وكل هذه التدابير وغيرها تندرج في اطار الحرص المتواصل الذي يوليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. للتكفل بانشغالات مواطنين في الخارج. وصون كرامتهم والحفاظ على هويتهم وثقافتهم وذاكرتهم. وهم الذين عبروا اكثر من أي وقت مضى ومن مختلف مناطق العالم بتمسكهم باصولهم والعناصر المكونة لشخصيتهم بما فيها تعليم اللغات الوطنية.
كما اغتنم هذه الفرصة السانحة وانا اخاطبكم بعد فترة وجيزة من تعييني كاتبا للدولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلفا بالجالية الوطنية بالخارج لاؤكد لكم التزامي الكامل بالعمل معكم وبمعيتكم من أجل الاستجابة الفعالة لكافة تطلعاتكم. وستعنى اللغة العربية التي نحتفي اليوم بعيدها العالمي المكانة التي تليق بها ضمن برنامج عملي. لاسيما فيما يتعلق باضفاء المزيد من الزخم والنجاعة والفعالية على الاليات المخصصة لتعليمها لفائدة اطفالنا.
شكرا على كرم الاصغاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.