سي الهاشمي عصاد: إدراج تعليم الأمازيغية في الجامعة خير دليل على تكفل السلطات العمومية بترقية هذه اللغة

قال سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، خلال لقائه اليوم، مع الاسرة الجامعية، بولاية باتنة، أن إدراج تعليم الأمازيغية في الجامعة التي تسجل سنويا تخرج المئات من الحاصلين على شهادة الليسانس والشهادات العليا من ماستر ودكتوراه، لخير دليل على تكفل السلطات العمومية بترقية هذه اللغة التي تدعمت بإنشاء معاهد للبحث ومدارس عليا وطنية متخصصة.

و أشار الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، إلى أن “هذه المناسبة جاءت كمحطة ثانية لبرنامج زيارتنا التي كانت انطلاقتها بالأمس بقرية أيث منعة ببلدية واد الماء أين سجلنا بكل اعتزاز تفاعل المواطنين لمبادرة المحافظة السامية للامازيغية من خلال الإعلان عن الدخول الاجتماعي والثقافي من هذه المدينة في قلب الاوراس وكذلك للتذكير بالمكاسب المحققة في العقدين الأخيرين اين استرجعت الأمازيغية مكانتها الطبيعية بولوجها لمختلف الفضاءات المؤسساتية والعمومية التي أصبحت برامجها وخدماتها متكيفة مع المكون الأمازيغي اللغوي والثقافي”.

و أكد عصاد في كلمته، قائلا “أن تواجدنا اليوم في ولاية باتنة المجاهدة وفي هذا الصرح المعرفي الذي تربطنا به علاقة شراكة وتعاون منذ ستة سنوات وهو دليل واضح وصريح على عزمنا على تجسيد برامج مشتركة تعود بالفائدة على أبناء الولاية وتكريس لمسعى التعاون الذي تتبناه المحافظة السامية للامازيغية مع مختلف المؤسسات والهيئات الحكومية بما فيها المؤسسات الجامعية”.

و أضاف سي الهاشمي عصاد، في كلمته،” فاليوم نسجل بكل فخر واعتزاز هذا الجو الإيجابي الذي وضع الأمازيغية في السكة الصحيحة ووضع قيمنا الوطنية في منأى عن الهواجس والمزايدات السياسوية وهذا ما زاد من عزيمتنا للعمل في هدوء واريحية بعيدا عن الضغوطات والديماغوجية الحماسية والزائدة.”

الهدف اليوم هو وضع منهجية عمل ترتكز على التشاور و التنسيق مع كل القطاعات

و قال عصاد بهذا الخصوص،” مسعانا اليوم هو إرساء منهجية عمل ترتكز على التوجه البرغماتي التشاوري والتنسيقي مع كل القطاعات دون تسرع وإرتجالية ونبقى في أمس الحاجة إلى الاجتهاد المستمر والتواصل البيداغوجي مع كافة شرائح المجتمع وهذا ما يجعل من عملنا الجاد حصن مانع أمام كل محاولة مساس لما تحقق من مكاسب توجت بفضل النضال الإيجابي لأجيال متعاقبة وكذلك بفضل الإرادة السياسية للدولة الجزائرية التي التزمت بإعادة الاعتبار للأمازيغية وترقيتها بكل متغيراتها اللسانية المتداولة عبر التراب الوطني باعتبارها رصيدا مشتركا بين كل الجزائريين”.

كما أشار سي الهاشمي عصاد، إلى أنه يجب التنويه بالعمل الميداني المتواصل الذي يقدمه المجتمع المدني والحركة الجمعوية في سبيل ترقية وصون كل مقومات الهوية الوطنية، مضيفا أن المحافظة السامية للامازيغية مدعومة بنسيج واسع من هذه الجمعيات الثقافية استطاعت منذ نشأتها مرافقة هذه الاخيرة في تجسيد عديد من المبادرات الثقافية المختلفة عبر شتى الصيغ المتاحة لتلعب الدور المنوط بها في التحسيس بمكانة الامازيغية في بناء الهوية وترسيخ مفهوم التعايش الطبيعي بين كل مكونات الشخصية الجزائرية.

و أردف عصاد القول بأن المستقبل يُبنى اليوم٬ داعياً الجميع إلى أن يكونوا في مستوى حب الجزائر وخدمتها وذلك بصون كل ركائز كينونتها الثقافية اللغوية بمكونيه العربي والامازيغي، وهذا تماشيا مع سماحة الدين الحنيف الاسلام.

للإشارة، فقد شرع، سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، بداية من أمس السبت، و إلى غاية يوم غد، الاثنين، 2 أكتوبر، في زيارة عمل إلى كل من ولايتي باتنة وأم البواقي ، للوقوف على وضعية تدريس الأمازيغية في منظومتي التربية والتعليم العالي وكذلك حضورها في منظومة الإتصال.

وبمرافقة السلطات المحلية للولاية، إستهل سي الهاشمي عصاد، أمس السبت، زيارته من خلال قرية أيث منعة في بلدية واد الماء، حيث نشط ندوة علمية بهذه المناسبة، فضلا عن حضور نشاط جمعية محلية مهتمة بميدان التراث والثقافة الأمازيغية.

و أما اليوم، فقد تم تنظيم لقاء مع الأسرة الجامعية من أساتذة وطلبة اللغة والثقافة الأمازيغية في جامعة الحاج لخضر باتنة1، فضلا عن تنظيم إجتماع تشاوري بمقر مديرية التربية لولاية باتنة بحضور أساتذة ومفتشي المادة لمناقشة مختلف الإنشغالات القائمة، وكذلك تنشيط ندوة صحفية بحضور الصحافة المحلية والوطنية.

و من ولاية باتنة سيواصل الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية زياته إلى ولاية أم البواقي يوم غد الإثنين، للإطلاع على عملية التعميم التدريجي للأمازيغية في المؤسسات التربوية بالأطوار الثلاثة فضلا عن حضورها في منظومة الإتصال بالولاية.

شرف الدين عبد النور

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى