سكان فكيك بالمغرب يتحدّون قمع المخزن ويواصلون حراك الماء

مازال سكان منطقة الفكيك جنوب شرق المغرب، عازمون على احباط قرار خوصصة الماء، في تصعيد لحراكهم الذي انطلق منذ أكثر من سنة، حيث رفض ما أسمي بالإئتلاف الوطني لدعم حراك الوطني بالمساس بالتدبير الجماعي التضامني للماء، ولفت الائتلاف إلى خطورة الأبعاد الأخرى لخوصصة الماء بواحة فكيك منها بالأساس تفكيك التماسك الاجتماعي.

ونظّم ائتلاف دعم حراك فكيك المُشكّل من عدّة تنظيمات نقابية وجمعيات وأحزاب سياسية قافلة تجوب عدة مدن مغربية، منذ منتصف نوفمبر للضغط على السلطات للعدول عن قرار خوصصة الماء، غير أنّ تعنّت سلطات المخزن وقمعها لهذا الحراك، أدّى إلى تصعيد من طرف السكان واتّساع رقعة المساندة، حيث أطلق نشطاء الحراك “نداء فكيك” بشعار “لنناضل جميعا من أجل الدعم الواسع لحراك ساكنة فكيك ضد خوصصة ماء الواحة” جدّدوا فيه تمسّكهم بمطلبهم.

وكانت وزارة الداخلية المغربية قد اتّخذت قرار لتحويل تسيير الماء الشروب بالفكيك إلى الشركة الجهوية متعددة الخدمات الشرق للتوزيع، ما يعني الشروع في خوصصة المياه، ما رفضه سكان المنطقة قطعيا، وعبّروا عن تمسّكهم بالنظام القديم لتوزيع الماء، غير أنّ المخزن واجه رفض السكان بالقمعن ما أدّى إلى التصعيد والاستمرار في الاحتجاج ليتحوّل إلى حراك شعبي تسانده قوى اجتماعية وسياسية واسعة في المغرب.

وتعاطى الإعلام المغربي بشكل حذر وخبيث مع هذا الحراك، حيث لم يتمكّن من الاصطفاف بشكل علني مع مطلب السكان، وراح يحفر في الأجواف بحثا عن تركيبة تزكيه لدى المخزن ومن وسائل الإعلام من قام بسحب مقالات كان نشرها عند انطلاق هذا الحراك.

ويصرّ سكان منطقة فكيك على مواصلة الحراك حتى اسقاط هذا القرار، في وقت تتعنّت فيه سلطات المخزن لتواجهه بالقمع، علما منها أنّ هذا القرار يندرج ضمن خطّة شاملة لتفكيك النسيج الاجتماعي، الذي أضحى هشّا بإرادة ممنهجة في مختلف جهات المملكة، حيث تُعدّ عمليات ترحيل السكان واخراجهم من مساكنهم بالقوة دون وجهة معلومة، كما هو في الدار البيضاء ومدن أخرى بحجة أنّها ملك لغيرهم من أخطر ما يقوم به المخزن لنهش جسّد الشعب المغربي منذ ارتمائه في أحضان الصهيونية بشكل علني.

ش.ن

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى