خونة و عملاء في 2021

الكاتب الصحافي هيثم رباني

أصبت بالدهشة في أحد أيام شهر مارس 2004 قرب محطة سان شارل بمرسيليا عندما رأيت صفا من شباب المغرب العربي و منهم جزائريون يتلقون أوامر عسكري فرنسي لركوب الحافلة و التوجه إلى ثكنة اختبار الانضمام إلى اللفيف الأجنبي الفرنسي. إنها الخيانة بكل معنى الكلمة و في خمس نقاط سنتعرف على خونة و عملاء يعيشون معنا في عام 2021.

1- و كما في عام 2004 أخبرني أصدقائي قبل أيام، بشباب من العاصمة و من ولايات عديدة في الجزائر توجهوا لفرنسا لإجراء اختبار الانضمام إلى اللفيف الأجنبي كي ينوبوا عن فرنسا في القيام بالمهمات القذرة حول العالم.

2- هؤلاء الشباب تعلموا دروس التربية الإسلامية و نشيد قسما و أن حب الوطن من الإيمان في المدرسة، فلماذا توجهوا إلى اللفيف الأجنبي الفرنسي كي لا يتركوا الجزائر و حسب بل و ليقسموا أمام ضابط فرنسي أنهم سيموتون من أجل فرنسا؟

3- طائفة أخرى ممن باعوا ضمائرهم و هم هذه المرة من أصحاب اللحى و الأقمصة من مذهب المدخلية الجزائرية المقتنعة بأن القتال في ليبيا مع الجنرال حفتر جهاد في سبيل الله لاجتثاث الإخوان المسلمين الحاكمين في طرابلس، و عمالة هؤلاء واضحة عندما تتعارض مع مصلحة الجزائر التي رفض رئيسها عبد المجيد تبون أن تسقط طرابلس كما سقطت بغداد.

4- من الناحية العملية يمكن بسهولة كشف عمالة مدخلي جزائري من لسانه لأنه يعتبرها دينا و قد تحدثت مع بعضهم ، لكن من الصعوبة بمكان اكتشاف نوايا شاب جزائري يريد الإنضمام إلى اللفيف الأجنبي في الجيش الفرنسي لأنه يعلم أن الجميع سيهيج عليه.

5- و مما سبق نستنتج أن الإشارة من قبل الجيش الوطني الشعبي، أو من قبل الوطنيين من أهل الدين و الدنيا إلى العملاء و الخونة المندسين هي مقولة لا تنبع من خيال و لا مبالغة و لا مزايدة.

 

هيثم رباني

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى