آخر الأخبار

جامعة الجزائر 3 تنظّم ملتقى وطنيًا حول ريادة الأعمال والابتكار

احتضنت كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير بجامعة الجزائر 3، يوم أمس الخميس، فعاليات الملتقى العلمي الوطني الذي نُظّم حضورياً وعبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، تحت عنوان: “من الفكرة إلى المؤسسة: دور الجامعة الجزائرية في تعزيز ريادة الأعمال والابتكار في إطار القرار 008 المعدل والمتمم للقرار 1275”.

وجاء هذا الملتقى ثمرة تنسيق بين الكلية ومخبر “استراتيجيات التحول الاقتصادي”، وسعى إلى تسليط الضوء على موقع الجامعة الجزائرية في المنظومة الوطنية لريادة الأعمال، باعتبارها فاعلًا محوريًا في تعزيز ثقافة الابتكار وتحويل الأفكار إلى مشاريع حقيقية ذات قيمة اقتصادية.

وشهد الملتقى مشاركة واسعة لعدد من الأساتذة والباحثين ومسؤولي الهياكل الجامعية، إلى جانب مدراء الحاضنات الجامعية وممثلي اللجنة التنسيقية لمتابعة الابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى نخبة من المهتمين بالشأن الاقتصادي والطلابي. وتميز الحدث بمداخلات علمية نوعية عالجت مختلف جوانب الموضوع، منها الإطار التشريعي لريادة الأعمال الجامعية، وسبل دمج مفاهيم الريادة في المناهج الدراسية من خلال تطوير البرامج الأكاديمية وربطها بالتطبيق العملي.

كما تناولت النقاشات أهمية الانتقال من البحث النظري إلى التطبيق الاقتصادي، عبر آليات فعالة لنقل التكنولوجيا وتثمين نتائج البحث العلمي في السوق الوطنية، إلى جانب عرض نماذج واقعية لدور الحاضنات والمسرّعات الجامعية في دعم المشاريع الناشئة، سواء على المستوى اللوجستي أو المالي أو التوجيهي.

وسلّط المشاركون الضوء على ضرورة توفير بيئة تعليمية مرنة ومحفّزة تسمح للطلبة بتطوير مشاريعهم الريادية داخل الحرم الجامعي، مع تعزيز ثقافة الريادة عبر مبادرات توعوية هادفة. كما ناقشوا التحديات المرتبطة بتطبيق القرار 1275 وتقديم حلول عملية لتجاوز العقبات التنظيمية والإدارية، مؤكدين على أهمية بناء شراكات استراتيجية محلية ودولية، وتفعيل أدوات قياس الأداء لتقييم مدى نجاح السياسات المطبقة في مجال الابتكار الجامعي.

وقد سعى الملتقى إلى تحقيق جملة من الأهداف، أبرزها ترسيخ دور الجامعة كمحرك أساسي للاقتصاد الوطني، ودمج مفهومي الريادة والابتكار في المنظومة التعليمية والبحثية، فضلاً عن توفير منصة تواصل فعّالة بين الجامعة وقطاع الأعمال وصنّاع القرار، تسمح بتبادل الرؤى والخبرات واقتراح سياسات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع. كما شكل فرصة لاقتراح آليات عملية تدعم التحول من الفكرة إلى المشروع، من خلال تمكين الطلبة من تأسيس مؤسسات ناشئة داخل الوسط الجامعي، وتوفير الدعم اللازم من خلال الحاضنات، ومرافقتهم نحو التمكين الاقتصادي.

في ختام أشغال الملتقى، خرج المشاركون بجملة من التوصيات الرامية إلى دعم التعليم الريادي، وتبسيط الإجراءات الإدارية المرتبطة بالحصول على صفة مؤسسة ناشئة، وتوسيع شبكة الحاضنات الجامعية وربطها بمراكز البحث والقطاع الصناعي، إضافة إلى توفير تمويلات ملائمة عبر صناديق مشتركة بين الدولة والقطاع الخاص، وحماية الملكية الفكرية من خلال مكاتب استشارية متخصصة داخل الجامعات. كما أوصى المشاركون بضرورة دعم الطلبة من خلال مرونة أكاديمية تسمح لهم بالتركيز على مشاريعهم، وتوفير مواكبة نفسية وإرشادية تحفزهم على الاستمرار، إلى جانب تنظيم ملتقيات دورية مع المستثمرين، وإطلاق حملات إعلامية تبرز قصص نجاح طلابية لتكون مصدر إلهام للأجيال القادمة.

ويمثل هذا الملتقى محطة مهمة في مسار ترسيخ ثقافة الابتكار داخل الجامعة الجزائرية، بما يعزز دورها كمصدر للمعرفة ومحرّك للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقاطرة حقيقية لتحويل الأفكار إلى مشاريع مبتكرة تخدم مستقبل البلاد وتفتح آفاقًا واعدة أمام الشباب الجامعي.

شرف الدين عبد النور

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى