جامعة الجزائر 3 تنظّم ملتقى وطنيا حول عصرنة الإدارة الجبائية

نظّمت كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير بجامعة الجزائر 3، بالتنسيق مع المجلس الوطني للمصف الوطني للخبراء المحاسبين، ملتقى علميا وطنيا يوم الإثنين بدالي إبراهيم تحت عنوان: “عصرنة الإدارة الجبائية: دراسة الاستراتيجيات، التحديات، مدى فعاليتها وتأثيرها على المكلفين بالضريبة”.
وشهد الملتقى حضور نائب عميد الكلية المكلف بالبيداغوجيا بوعلام بلقاسم ممثلا عن العميد، إلى جانب مدير حاضنة أعمال جامعة الجزائر 3 علي بوعشة، والدكتورة أمال بن يخلف نائبة رئيس الملتقى، فضلًا عن أساتذة وإطارات الكلية. واستهدف اللقاء الباحثين الجامعيين وطلبة الدراسات العليا، إلى جانب الكفاءات البشرية في المؤسسات الاقتصادية والإدارات الجبائية.
وتعززت أشغال الملتقى بمداخلات نوعية لأكاديميين ومهنيين مرموقين، من بينهم بوحوش عبد الكريم، رئيس المجلس الوطني للمصف الوطني للخبراء المحاسبين، الذي قدّم مداخلة بالفرنسية تناول فيها أثر التحولات الرقمية على الممارسات المهنية للخبير المحاسب. كما شارك برحال يونس، إطار بالمديرية العامة للضرائب، بمداخلة حول مراحل تجسيد النظام المعلوماتي الجبائي، فيما قدّم كل من شيحي حسين وعبابة علي مداخلة تناولت دور الإدارة الضريبية في مكافحة الغش والتهرب في ظل الرقمنة. وساهم الدكتور بن جوال بشير من ولاية الجلفة بمداخلة عن بعد حول أثر الرقمنة على كفاءة الإدارة الجبائية.
كما ناقش الملتقى جملة من المحاور الهامة تمحورت حول التحول الرقمي في الإدارة الجبائية، ودور التكنولوجيا في تحسين المعالجة الجبائية، وتطوير الأنظمة الإلكترونية لتعزيز الامتثال الضريبي، فضلًا عن التحديات التقنية والتشريعية التي تواجه هذا المسعى. كما تناول المشاركون تقييم فعالية الاستراتيجيات المعتمدة، وتحليل مؤشرات الأداء، مع استعراض تجارب دولية ناجحة في هذا المجال، واستشراف مستقبل الجباية الرقمية في الجزائر.
وهدف هذا اللقاء العلمي إلى تسليط الضوء على سبل توظيف التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في تحديث الإدارة الجبائية، ودراسة التحديات التي تواجه هذا المسار سواء على صعيد البنية التحتية أو الكفاءات البشرية أو المنظومة التنظيمية، مع تقييم الأثر الفعلي للاستراتيجيات الجبائية من حيث الامتثال، وتحسين الإيرادات، وتقليص التكاليف التشغيلية، وانعكاسات ذلك على الأفراد والمؤسسات.
وأفضى الملتقى إلى جملة من النتائج الهامة أبرزها التأكيد على أهمية التحول الرقمي كخيار استراتيجي لتحسين الكفاءة ومكافحة الغش، والاعتراف بوجود فجوة بين النصوص القانونية والتطبيق الميداني، إلى جانب ضعف آليات رقابة الاقتصاد غير الرسمي، واستمرار انعدام الثقة بين المكلف بالضريبة والإدارة الجبائية، فضلًا عن محدودية استغلال أدوات التحليل الرقمي، ونقص التنسيق بين مختلف الهيئات ذات الصلة، مع الإشارة إلى تعقيد الإجراءات التي تؤثر على مناخ الاستثمار، وغياب التأطير الكافي للتجارة الإلكترونية.
وخلص المشاركون إلى جملة من التوصيات شملت الجوانب التشريعية والتقنية والمؤسساتية، أبرزها ضرورة مراجعة المنظومة الجبائية لتتلاءم مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، وتبسيط الإجراءات، وتعميم الرقمنة، وتطوير نظام معلومات يعتمد الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تنظيم دورات تكوينية وتوسيع استخدام الدفع الإلكتروني، وتعزيز الشفافية عبر نشر تقارير دورية وإشراك المجتمع المدني في تطوير السياسات الجبائية.
وفي ختام الملتقى، أجمع الحضور على أهمية هذه الفعالية العلمية في دعم جهود الدولة لتحديث الإدارة الجبائية، وترسيخ الشفافية، وتحقيق العدالة الضريبية، مؤكدين ضرورة اعتماد الرقمنة كخيار لا رجعة فيه لبناء منظومة جبائية أكثر كفاءة وعدالة واستدامة.
شرف الدين عبد النور