تصاعد الغضب الشعبي في المغرب بعد تدخلات أمنية عنيفة بإنزكان

ارتفعت أصوات التنديد في المغرب عقب التدخل العنيف لرجال أمن المخزن ضد شباب متظاهرين سلمياً في محافظة إنزكان، خلال خامس يوم متتالي من الاحتجاجات. وأكدت وسائل إعلام محلية أن الأحداث التي وقعت مساء الأربعاء أسفرت عن مقتل شخصين، ما أثار موجة غضب واسعة داخل الأوساط الحقوقية والسياسية.
وشهدت المدينة احتجاجات متواصلة عكست حجم الغضب الاجتماعي، غير أن أسلوب التعامل الأمني اعتُبر مبالغاً فيه، حيث استُعملت القوة بشكل مفرط ضد متظاهرين لم يخرجوا سوى للتعبير عن مطالبهم بشكل سلمي. وقد وصفت منظمات محلية ودولية المشاهد بأنها وحشية وصادمة، داعية السلطات إلى مراجعة سياستها الأمنية.
وفي تصريح إعلامي، اعتبر عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أن المقاربة الأمنية المنتهجة “تصنع الأزمة بدل أن تحلها”، مضيفاً أن المظاهرات تجسد حرقة جيل من الشباب المغاربة الذين نشأوا في سنوات الألفين، ليصطدموا بواقع حكومي يتسم بالإقصاء والتهميش وغياب الإصغاء لمطالبهم، خاصة مع الحكومة الحالية.
ويأتي هذا التطور في سياق اجتماعي مشحون، حيث يتصاعد الاحتقان بين فئات الشباب الباحثة عن فضاءات للتعبير والمشاركة الفعلية في الحياة العامة، مقابل مقاربة أمنية تواجه هذه المطالب بالعنف المفرط، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع ويؤشر على أزمة ثقة متنامية بين المواطن والدولة.
