بن جامع يؤكد دعم الجزائر لقوة الأمم المتحدة لفصل القوات في سوريا
أكد المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، أمس الجمعة، على دعم الجزائر الكامل لقوة الأمم المتحدة لفصل القوات UNDOF، ولقوات حفظ السلام التابعة لها، وعلى ضرورة ضمان سلامة وأمن هؤلاء من قبل جميع الأطراف.
وشدّد بن جامع في مداخلته بمجلس الأمن، عقب التصويت على قرار تجديد قوة الأمم المتحدة لفصل القوات (UNDOF)، على أهمية العمل الجماعي لمساعدة الشعب السوري في الحفاظ على استقلال بلاده ووحدته وسيادته وسلامة أراضيه، وفي إقامة مؤسسات جديدة من أجل مستقبل أكثر إشراقًا لسوريا.
شرف الدين عبد النور
النص الكامل لكلمة المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، في مجلس الأمن عقب التصويت على قرار تجديد ولاية قوات الأمم المتحدة لفصل القوات (UNDOF)
“سيدة الرئيسة،
أود أن أعرب عن امتناني للاتحاد الروسي والولايات المتحدة الأمريكية على جهودهما كدولتين حاميتين لمشروع القرار الذي اعتمدناه للتو.
لقد مكنت جهودكم من تجديد ولاية قوة الأمم المتحدة لفصل القوات (UNDOF) بالإجماع، وهو ما يأتي في وقت حاسم لسوريا وللمنطقة.
وفي هذا الصدد، أود أن أؤكد على النقاط التالية:
يؤكد القرار على أنه “يجب ألا تكون هناك قوات عسكرية، أو معدات عسكرية، أو أفراد في منطقة الفصل سوى قوات UNDOF.”
لذلك، فإن وجود القوات الإسرائيلية في المنطقة يعد غير قانوني ويشكل انتهاكًا صارخًا لاتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار الذي اعتمدناه للتو. ولا يوجد ما يمكن أن يبرر هذا الوجود.
ويشدد القرار على أن “كلا الطرفين يجب أن يلتزما بشروط اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 وأن يلتزما بدقة بوقف إطلاق النار.”
وتنص اتفاقية 1974 على أن “الطرفين سيلتزمان بدقة بوقف إطلاق النار على الأرض والبحر والجو وسيامتنعان عن أي أعمال عسكرية ضد بعضهما البعض، وذلك اعتبارًا من تاريخ توقيع هذه الوثيقة، تنفيذًا لقرار مجلس الأمن 338.”
ومن هنا، فإن الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية المدنية والعسكرية، وكذلك اجتياحاتها للأراضي السورية واحتلالها لأراضٍ جديدة، تعد انتهاكًا واضحًا للاتفاقية وقرارات مجلس الأمن.
في وقت سابق من اليوم، جرت مظاهرة في محافظة درعا احتجاجًا على وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية والمطالبة بسحبها. وقد قوبلت المظاهرة بالعنف حيث أطلق الجنود المحتلون النار، مما أسفر عن إصابة شاب.
لأولئك الذين لا يزالون يشككون في أننا نشهد احتلال أراضٍ جديدة في سوريا، أسألهم: ما هو موقفكم من هذا؟
إن هذه الأعمال ليست دفاعية ولا مبررة. إنها تشكل عدوانًا ضد دولة عضو في الأمم المتحدة وتستحق إدانتنا القاطعة.
القرار “يدعو الأطراف المعنية إلى تنفيذ قرارها 338 فورًا”.
وأود أن أذكر بأن القرار 338 يدعو إلى التنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن 242 بكل بنوده. ويدعو القرار 242 بشكل صريح إلى “انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في 1967.”
وبالتالي، فإن الوجود الإسرائيلي في هضبة الجولان يعد احتلالًا. وتؤكد الجزائر موقفها الثابت بأن الجولان هو أرض سورية محتلة.
علاوة على ذلك، تؤكد الجزائر دعمها الكامل لـ UNDOF ولقوات حفظ السلام التابعة لها، ويجب ضمان سلامة وأمن هؤلاء من قبل جميع الأطراف.
ونتقدم بالتهنئة إلى اللواء أنيتا أسماه على تعيينها رئيسة للبعثة وقائدة للقوات التابعة لـ UNDOF، ونؤكد لها دعمنا الكامل.
وفي الختام، أود أن أؤكد أن الوضع الهش في سوريا يتطلب تضامننا الجماعي ودعمنا. يجب على المجتمع الدولي أن يتجاوز خصوماته ومنافساته لتفادي سيناريو كارثي في سوريا والمنطقة الأوسع.
يجب أن نعمل معًا لمساعدة الشعب السوري في الحفاظ على استقلال بلاده ووحدته وسيادته وسلامة أراضيه، وفي إقامة مؤسسات جديدة من أجل مستقبل أكثر إشراقًا لسوريا.
شكرًا”.