بن براهم: “المرصد الوطني للمجتمع المدني هو إرادة سياسية لرئيس الجمهورية”

قال اليوم، نور الدين بن براهم، رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، خلال إشرافه على إنطلاق أشغال الدورة العادية الخامسة لمجلس المرصد الوطني للمجتمع المدني، بقاعة المحاضرات لفندق السلطان، حسين داي، بالجزائر العاصمة، أن المرصد الوطني للمجتمع المدني هو إرادة سياسية لرئيس الجمهورية، و لكن ممارساته اليومية، يجب إعادة إنشائها من خلال إعادة تشكيل مفاهيم جديدة داخل المرصد، و هو الهدف الذي قال بن براهم، أنه اشتغل عليه منذ توليه رئاسته.

و في كلمته الافتتاحية، أشار بن براهم إلى أن لقائه مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي دام أكثر من 4 ساعات، كان حوارا حرا تفاعليا، مبنيا و مركزا على الإنشغالات العامة للمواطنين، و الديناميكية التي تعيشها البلاد، و التحديات و العوائق التي تواجهها، إضافة إلى التطرق إلى الوضع الإقليمي و الدولي، و كذا حالة المجتمع المدني الذي كان حسبه محورا من محاور النقاش، و الذي تم خلاله تقديم ورقة طريق لرئيس الجمهورية.

كما أضاف رئيس المرصد، أن هذا اللقاء هو ترجمة لمضمار طويل من العمل لأشهر بين أعضاء المرصد الذين التزموا بالانتقال إلى أكثر من 54 ولاية، عبر لقاءات مباشرة دامت أكثر من 333 ساعة، و الذين تفاعلوا مع أكثر من 5573 انشغالا.

هذا و أكد بن براهم على أن المرصد لا يمكنه أن يبقى إداريا لا يتعدى حدود المكاتب، حيث أن ديناميكية المجتمع المدني العالمية تستوجب اليوم ضرورة أن يتمتع هذا الأخير بديناميكية اجتماعية، و لذلك، يضيف نور الدين بن براهم، أطلق المرصد الوطني للمجتمع المدني، عنان المبادرة لكي يلتقي أعضاء المرصد بالولاة، وبنشطاء المجتمع المدني في 54 ولاية، مشيرا إلى أنه من المرجح انطلاقا من الأسبوع المقبل إتمام 58 ولاية.

و أشار رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، إلى أنه سيتم إطلاق أول مؤسسة للتكوين في الجزائر خاصة بالمجتمع المدني، تحت مسمى “كفاءات+”، تهتم ببناء القدرات و التدريب، و دراسة إتجاهات المجتمع المدني، و إدخال تكنولوجيات الاعلام الحديثة في المجتمع المدني.

كما قال ذات المتخدث، “لا نريد أن تكون المراحل القادمة، مراحل توصيات أو مجرد كتابات أدبية فقط، و التي لا يكون لها أي تأثير، بل نريد أن نتجه نحو الجودة و النوعية، لأن المواطن اليوم يريد الملموس من خلال جمعيات المجتمع المدني”.

و تابع، “التحديات اليوم هي تحديات تنموية، أي ما مدى قدرة المجتمع المدني في أن يكون فاعلا في العملية التنموية”.

و في ذات السياق، صرّح بن براهم، أن المرصد الوطني للمجتمع المدني، أطلق هدفا استراتيجيا، و هو تحويل المجتمع المدني إلى فاعل في العملية التنموية، من خلال إطلاق 1500 مشروع، من أجل الوصول إلى 100000 منصب شغل خلال ال 5 سنوات المقبلة، لأن التوجه الدولي حسبه، يتجه إلى إدماج اقتصادي من خلال جهد المجتمع المدني.

كما أكد ذات رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، على أن المجتمع المدني هو دعيمة أساسية لترقية الممارسة الديموقراطية، يتأسس على مبدأ الحرية، مضيفا، أن المرصد الوطني للمجتمع المدني ليس وصيا على الجمعيات، بل هو منظمة استشارية دستورية، يُوضع المجتمع المدني من خلاله في أعلى اهتمامات رئيس الجمهورية و المؤسسات الحكومية، حتى تعطي الآليات و القوانين و كذا الذهنيات داخل المنظومة التي تسير الدولة، مكانة معتبرة للمجتمع المدني، لأنه أصبح اليوم شريكا أساسيا في الحكم الراشد، و هذا ما يوفر بيئة ديمقراطية آمنة بعيدة عن التصادم السياسي والاجتماعي و هذا ما ينتج قيادات مجتمعية تستطيع أن يكون لها معالم واضحة.

و تابع نور الدين بن براهم قائلا، “نحن أمام تحدٍ، للتحضير لتقديم “عرض المجتمع المدني”، من خلال مراجعة القانون الذي يسيّر الجمعيات، و الذي لا بدّ أن ينسجم مع التوجّه الدستوري الجديد”.

و أضاف، “أول شيء قمت به منذ أكثر من 6 أشهر على ترأسي للمرصد، هو إطلاق استشارة قانونية عن طريق النت، و التي شارك فيها 2000 مشارك، حول المحاور الـ5 الاستراتيجية للمجتمع المدني و هي قانون الجمعيات، تمويل مشاريع الجمعيات، ديناميكية إقليمية و دولية للجمعيات، التدريب و التكوين. قانون البلدية و الولاية”.

كما أشار بن براهم، إلى أن المرصد الوطني للمجتمع المدني سيفتح نقاشا موسعا الأسبوع المقبل بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، و هذا من أجل دراسة واقع السياقات التي عاشها المجتمع المدني، حيث قال “سيكون لنا نقاشا موسعا لواقع المجتمع المدني منذ تأسيسه إلى غاية دستور 2020 وسنرفع تقريرا مفصلا لرئيس الجمهورية”.

شرف الدين عبد النور

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى