“الوفاء” مجلة دورية أطلقتها الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية

أصدرت الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية تزامنا مع عقد الدورة الثانية لجمعيتها العامة العدد الأول من مجلتها الدورية الموسومة ” الوفاء”.
وتنوّع محتوى العدد الاول من مجلة الوفاء الذي يصبّ في خدمة الذاكرة والحفاظ عليها، في مقالات باللغات العربية والانجليزية والفرنسية، تخصّ أنشطة الجمعية، وحوارات وإسهامات مهمة لأصدقاء الثورة الجزائرية. كما خصّص العدد بابا كاملا للملتقى الدولي الجزائر وأفريقيا (الجزائر وإفريقيا ذاكرة مشتركة مصير واحد ومستقبل واعد).
واستهلت الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية مجلتها بمقتطف من كلمة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في يوم الذاكرة المصادف لـ8 ماي 1945، مؤكّدا فيها أن “عناية الدولة بمسألة الذاكرة، ترتكز على تقدير المسؤولية الوطنية في حفظ إرث الاجيال من أمجاد اسلافهم، وتنبع من اعتزاز الأمة بماضيها المشرف .. ومن جسامة تضحيات الشعب في تاريخ الجزائر القديم والحديث لدحر الأطماع، وإبطال كيد الحاقدين”.
كما عادت مجلة الوفاء إلى كلمة وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة لدى الجمعية التأسيسية للجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية، حيث أكّد ” ان الجزائر بأجيالها المتعاقبة ستظل وفية لكل من ناصرها ووقف إلى جانبها في كفاح التحرير الوطني”.
وأبرز رئيس الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية السفير نورالدين جودي في كلمة له تضمّنتها “الوفاء” أن الجزائر الوفية لأصدقاء ثورتها المجيدة، تؤكد دوام اعتزازها وفخرها بالقيم الإنسانية الخالدة التي تضمّنها بيان أول نوفمبر 1954. وبخصوص أصدقاء الثورة الجزائرية أوضح “وإذ تحتفي الجزائر بأصدقاء الثورة الجزائرية؛ إنما تعبر عن اعترافها وامتنانها لفضل أولئك الرجال الشرفاء والسيدات الفاضلات على إختلاف أعراقهم وتنوع ثقافاتهم، وتعدد دياناتهم، وتباين توجهاتهم، وانتماءاتهم الفكرية والعقدية.”
وأكّد الدكتور نورالدين السدّ رئيس تحرير المجلة هذا الخطّ الذي رسمه رئيس الجمهورية وأوضحه وزير المجاهدين وذوي الحقوق من خلال إفتتاحية عَنْوَنها ” الوفاء نهجنا” حيث أكّد أنّ ” مجلة الوفاء تهدف إلى الحفاظ على الذاكرة الوطنية في شقّها المتعلّق بأصدقاء الثورة الجزائرية من كل النواحي التاريخية والثقافية والديبلوماسية والإعلامية والعسكرية ، والترويج للوعي التاريخي ونقله للأجيال لتحصينهم”.
وخصّت مجلة الوفاء أصدقاء الثورة الجزائرية بحيّز هام، انطلاقا من زيارة حفيد الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا يزور إلى مقر الجمعية بالجزائر العاصمة، إلى مجموعة مقالات أعدّها مدير التحرير مصطفى أيت موهوب منها “ميشيل رابتيس، المعروف باسم بابلو 1911 – 1996…مناضل أممي في أحضان الثورة الجزائرية” و”ستيفان لابودوفيتش.. مصوّر جبال الثورة الجزائرية ” ومقال يخصّ رئيس مالي الأسبق موديبو كيتا عَنَوَنه بـ “رجل كل المعارك من أجل تحرير المظلومين و” رائد الوحدة الإفريقية كوامي نيكروما.. الوحدة الإفريقية مقدّسة، كما خصّ آيت موهوب المصوّر المرموق رينيه فوتييه بورقة أسماها ” الكاميرا في خدمة قضايا التحرّرّ.
ولم تكتف مجّلة الوفاء بأقلام محرّريها حيث أدرجت مساهمات بأقلام أصدقاء الجزائر من أبناء وبنات زعماء عُرفوا بمساندتهم المطلقة للثورة الجزائرية، على غرار غي ابن الزعيم الإفريقي باتريس لومومبا، سامية يابا كريستينا نكرومة ابنة الزعيم الغاني كوامي نكرومة وأنيك زواري راتسيراكا ابنة رئيس مدغشقر الراحل ديدييه راتسيراكا، ما يُضفي استمرارية عميقة في علاقة الجزائر بأصدقائها ومسانديها إبان الثورة التحريرية.
وضمّ العدد الأول من مجلة الوفاء دراسة مهمة تناولت “رموز النخب الليبية والتونسية المتضامنة مع الثورة الجزائرية” للأستاذ الدكتور عبد الله مقلاتي مدير مخبر الدراسات والبحث في الثورة الجزائرية بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، كان قد شارك بها في الملتقى الدولي حول أصدقاء الثورة الجزائرية سبق أن نشرها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954.
كما خصّ مدير التحرير مصطفى أيت موهوب رئيسَ الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية السفير نورالدين جودي بحوار عميق أوضح من خلاله أبعاد الجمعية لخدمة الديبلوماسية الجزائرية وهذا من خلال إبراز الدور الحاسم للجزائر في دعم حركات التحرّر وكذا دورها الصادق في خدمة القضايا العليا والدفاع عن مصالح الشعوب الإفريقية، كما أوضح جودي أنّ علاقة الجزائر بجيرانها نابعة من الدين الاسلامي الحنيف الذي يشدّد على حسن الجوار، كما خلص إلى أنّ “دول الساحل ستدرك في النهاية بأنّ مصيرها مرتبط بالجزائر”.
كما تناول العدد الأول من مجلة الوفاء مقابلة خاصة أجراها مصطفى آيت موهوب مع الناشر نليز أندرسون الذي كان له دور ريادي في دعم ثورة التحرير في مجال الطباعة والنشر بنشره لكتب كبّدته متاعب كثيرة لكشفه الوجه الشنع للاستعمار على غرار “السؤال” لهنري علاق و”التهدئة لحفيظ كرمان و”الغرغرينا” التي شارك في كتابته بشير بومعزة ورفاقه في الأسر.
وعلى نفس المنوال جاء الجزء الانجليزي والفرنسي للمجلة، حيث تناولا أهم المقالات من فصول المجلة.
حسان خروبي