الوزير الأول سيفي غريّب: الشراكة الاستراتيجية مع فيتنام تُجسد إرادة قوية لدفع التعاون قدماً
شرف الدين عبد النور

أكد الوزير الأول سيفي غريّب، في تصريح صحفي عقب محادثاته مع رئيس وزراء جمهورية فيتنام الاشتراكية فام مينه شينه، ارتياحه البالغ لنتائج الزيارة التي توجت بـ “اعتماد إعلان إقامة شراكة استراتيجية” بين الجزائر وفيتنام. وشدد غريّب على أن هذه الشراكة تفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، وتُجسد الإرادة القوية للقيادتين للدفع قدماً بالتعاون في كافة المجالات، مؤكداً حرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على ترقية هذا التعاون ضمن مقاربة متجددة.
وأوضح الوزير الأول أن إقامة هذه الشراكة الاستراتيجية تتويج لرؤية مشتركة لاستغلال كافة فرص التعاون المتاحة في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتقنية والعلمية والثقافية. وبالإضافة إلى هذا الإعلان -يضيف الوزير الأول- تدعم الإطار القانوني للتعاون بين البلدين بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات التي غطت مجالات هامة على غرار التربية والسكن والتجارة والتعاون المالي والتعليم العالي.
وكشف الوزير غريب أن المحادثات التي أُجريت سمحت بإجراء تقييم شامل لواقع العلاقات واعتماد جملة من التدابير العملية لتعزيز التعاون، كان أبرزها تكثيف التشاور السياسي والتنسيق الدبلوماسي، وتعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن ومكافحة الجريمة العابرة للحدود. كما تقرر حسب الوزير الأول، توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري لدعم الشراكات، لا سيما في قطاعات المحروقات والطاقات المتجددة والزراعة والصناعة والبنى التحتية.
ولفت الوزير الأول إلى أن التدابير المتفق عليها شملت أيضاً تعزيز التعاون في المجال الزراعي وتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة في التنمية المستدامة، والصيد البحري، وحماية البيئة. كما اتفق الطرفان على تشجيع تبادل الخبرات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي والإدارة الذكية، وتكثيف المبادلات الثقافية والرياضية والفنية بين البلدين، يضيف الوزير الأول.
وأبرز سيفي غريّب، أنه تم التوافق على مواصلة التنسيق في المحافل الدولية والإقليمية لدعم الجهود الرامية إلى إرساء نظام دولي أكثر عدلاً وتوازناً. وأشار إلى أن انضمام الجزائر إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا في جويلية الماضي يشكل فرصة لمواصلة العمل مع فيتنام ودول رابطة الآسيان (ASEAN)، معرباً عن ثقته بأن طلب الجزائر للحصول على صفة “شريك حوار قطاعي” لدى الآسيان سيحظى بدعم فيتنام.
وسجل الوزير الأول بارتياح تزامن الزيارة مع انعقاد الدورة الثالثة عشر (13) للجنة المشتركة الجزائرية الفيتنامية يومي 16 و17 نوفمبر الجاري، فضلاً عن انعقاد منتدى اقتصادي جزائري-فيتنامي، عبّر عن أمله بأن يعطي دفعاً قوياً للمبادلات الاقتصادية ويسمح بتشجيع الاستثمارات المتبادلة والمشتركة. وفي الختام، أكد الوزير على أهمية متابعة تجسيد هذه النتائج الهامة في الأطر الثنائية المناسبة، لجعل العلاقة الثنائية نموذجاً يحتذى به في التعاون بين بلدان الجنوب.

تصريح الوزير الأول سيفي غريّب أمام الصحافة خلال زيارة فام مينه شينه الوزير الأول لجمهورية فيتنام الاشتراكية
“دولة السيد فام مينه شينه، رئيس الوزراء لجمهورية فيتنام الاشتراكية الصديقة،
– السيدات والسادة الوزراء،
– أسرة الإعلام،
السلام عليكم ورحمة الله
أود بداية، السيد رئيس الوزراء، أن أجدد الترحيب بكم، وبالوفد المرافق لكم، في زيارتكم هذه إلى الجزائر، معربا لكم عن بالغ ارتياحي لنتائج هذه الزيارة الهامة التي توجت باعتمادإعلان إقامة شراكة استراتيجية بين الجزائر وفيتنام، والتي تفتح صفحة جديدة على درب توثيق علاقات التي تجمع بلدينا وشعبينا الصديقين، وتُجسِّد إرادتهما القوية للدفع قدما بالتعاون الثنائي في كافة المجالات، مؤكدا لكم حرص رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على ترقية التعاون مع جمهورية فيتنام الاشتراكية الصديقة ضمن مقاربة متجددة لبناء شراكة قوية ومتنوعة ترقى لمستوى العلاقات التاريخية بين شعبينا الصديقين.
إن إقامة هذه الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر وفيتنام ليست مجرد إطار تعاون رفيع المستوى، وإنما تتويج لرؤية استراتيجية مشتركة لاستغلال كافة فرص التعاون المتاحة في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتقنية والعلمية والثقافية.
وبالإضافة إلى هذا الإعلان الهام، فقد تدعم الإطار القانوني للتعاون بين بلدينا بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات التي تغطي عددا من المجالات الهامة على غرار التربية والسكن والتجارة والتعاون المالي والتعليم العالي.
لقد سمحت المحادثات التي أجريناها اليوم بإجراء تقييم شامل لواقع العلاقات بين بلدينا، واعتماد جملة من التدابير العملية لتعزيز التعاون الثنائي لا سيما من خلال ما يلي:
1. تكثيف التشاور السياسي والتنسيق الدبلوماسي على جميع المستويات؛
2. تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن ومكافحة التهديدات غير التقليدية وفي مقدمتها الجريمة العابرة للحدود.
3. توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري من خلال دعم الشراكات بين المؤسسات الاقتصادية في البلدين، وتشجيع المتعاملين الاقتصاديين على استكشاف واستغلال فرص الاستثمار وإقامة شراكات مربحة لاسيما في قطاعات المحروقات والطاقات المتجددة والزراعة والصناعة والبنى التحتية.
4. تعزيز التعاون في المجال الزراعي وتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة في التنمية المستدامة والصيد البحري وتحويل المنتجات الزراعية وحماية البيئة والغابات ومواجهة التغيرات المناخية.
5. تشجيع تبادل الخبرات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي والإدارة الذكية.
6. تكثيف المبادلات الثقافية والرياضية والفنية بين البلدين.
7. تعزيز التعاون اللامركزي بين الجماعات المحاية وتثمين التوأمة القائمة بين ولاية باتنة ومحافظة ديان بيان.
كما تم التوافق على مواصلة التنسيق في المحافل الدولية والإقليمية لدعم الجهود الرامية إلى إرساء نظام دولي أكثر عدلا وتوازنا، قائم على احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخل في شؤون الدول وتعزيز التعاون جنوب – جنوب.
واسمحوا لي، السيد رئيس الوزراء، أن أشير إلى أن انضمام الجزائر إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا في شهر جويلية الماضي يشكل فرصة لمواصلة العمل مع فيتنام وغيرها من الدول الأعضاء في رابطة الآسيان (ASEAN) من أجل بناء فضاء تعاون متكامل وبَنَّاء يرتكز على قيم التضامن والمنفعة المتبادلة. وفي هذا الصدد، فإننا على ثقة بأن طلب الجزائر للحصول على صفة “شريك حوار قطاعي” لدى الآسيان سيحظى بدعم فيتنام باعتبارها أحد الأعضاء البارزين في هذه المنظمة.
كما أننا نسجل بارتياح تزامن زيارتكم مع انعقاد الدورة الثالثة عشر (13) للجنة المشتركة الجزائرية الفيتنامية يومي 16 و17 نوفمبر 2025، فضلا عن انعقاد منتدى اقتصادي جزائري-فيتنامي، والذي سيتم افتتاحه مساء اليوم، وكلنا أمل أن يُعطِي دفعا قويا للمبادلات الاقتصادية وأن يسمح بتشجيع الاستثمارات المتبادلة والمشتركة بين بلدينا.
وفي الختام، ونحن نقف على هذه النتائج الهامة لزيارتكم، نؤكد على أهمية متابعة تجسيدها في الأطر الثنائية المناسبة ووفق برنامج زمني محدد، من أجل تجسيد الطابع الاستراتيجي الذي أردناه لعلاقتنا الثنائية على أرض الواقع، وجعلها نموذجا يحتذى به في التعاون بين بلدان الجنوب.
وشكرا لكم على كرم الإصغاء.”
