المملكة المغربية: استدعاء التاريخ لطمس ضرورات الحاضر

الكاتب الصحافي هيثم رباني

شهدت العلاقات التاريخية ما بين الجزائر في العهد العثماني و سلاطين المغرب الأقصى فترات من الحروب و المعاهدات و الخلافات و التفاهمات الظرفية – أحيانا – لمواجهة الصليببين الاسبان أو المغاربة، إلى غاية استعمار الجزائر من قبل فرنسا و تحول المغرب إلى محمية مقسمة ما بين اسبانيا و فرنسا، و في النقاط الخمس التالية نحاول معرفة سبب اتكاء المغرب الحالي على التاريخ الماضي لاستعداء الجزائر.

1- منذ استقلال المغرب عن فرنسا عام 1956 لم يتوقف العقل الجمعي المغربي تارة أحزابا و تارة القصر الملكي و حاشيته من الحديث و الحنين على أقصى اتساع لممالك السعديين و العلويين و الناصريين في الشمال الإفريقي.

2- ضمن المغرب دعم فرنسا أو سكوتها عند الحديث عن المغرب التاريخي أو المطالبة بأراض لم تعد تحت السيادة المغربية على أرض الواقع، مقابل تبادل مصالح اقتصادية و جيوسياسة لا ناقة لشعب المغرب فيها و لا جمل.

3- علم القصر الملكي أن المطالب التاريخية ستقوض التكامل المغاربي ففضل الهروب إلى الأمام طمعا في ضعف الجزائر العسكري بعد الاستقلال و جهلا لعقلية الجزائريين الذين عوضوا قلة السلاح بوحدة شعبية جعلت المغرب يتراجع عام 1963.

4- و بسبب تهور القصر الملكي و تلاعبه بوحدة المغرب العربي بعد استقلال دوله، تظافرت جهود أوربا و الولايات المتحدة لتحويله إلى دولة وظيفية تعمل بالمقابل لصالح من يدفع أكثر.

5- و بعد انحدار المغرب إلى مستوى دولة وظيفية وجدنا أنه كلما اشترت الجزائر طائرات سفياتية أو روسية تلقت المغرب نصائح بضرورة شراء مضادات طائرات بعينها فرنسية أو بريطانية و عندما تعجز المغرب عن دفع الثمن، تدفعه دول عربية خليجية.

هيثم رباني

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى