آخر الأخبار

المغرب- الكيان الصهـ ـيـ ـوني: من التطبيع إلى الخضوع والانبطاح الكامل

زكرياء حبيبي

يتزايد غضب المغاربة، في أعقاب سياسة محمد السادس في حرمان رعيته من كل مقومات الكرامة والعيش الكريم. فإلى جانب مظاهر عيشه الرغيد، أرسل الملك المغربي جنوده القمعيين لدحر أي مُحاولة من المواطنين لإحياء عيد الأضحى، وذلك عقب “فتواه” الشهيرة في فبراير الماضي.

ويتزايد هذا الغضب مع العمليات اليومية لتهجير المغاربة من أراضيهم ومساكنهم، لصالح المستوطنين الصهاينة الجُدد الذين يُواصلون إستراتيجيتهم في استيطان أرض المناضل المقاوم عبد الكريم الخطابي.

مشاركة لواء “غولاني” التابع للجيش الصهيوني في مناورات الأسد الأفريقي في خضم الإبادة الفلسطينية

كانت أغلبية كبيرة من المغاربة قد تابعت مقاطع الفيديو التي تم بثها على مواقع التواصل الاجتماعي والتقارير التي بثتها العديد من القنوات التلفزيونية، والتي أشارت إلى مشاركة لواء الإبادة الجماعية التابع للجيش الصهيوني المسمى “غولاني” في المناورات العسكرية لجيش النظام المخزني، في الفترة ما بين 14 و23 مايو 2025.

بالنسبة للشعب المغربي، إنها وصمة عار في جبين نظام المخزن. “لواء غولاني سيئ السمعة التابع للجيش الصهيوني مع القوات الخاصة المغربية” في مناورات الأسد الأفريقي التي نُظمت في المغرب تحت إشراف القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم).

للتذكير، يُعتبر لواء غولاني مسؤولاً عن مقتل 15 رجل إنقاذ في غزة في مارس 2025.

وكما كان متوقعا، أضرّت هذه المشاركة كثيرا بالمواطنين المغاربة، الذين خرج الملايين منهم إلى الشوارع منذ ديسمبر 2020 للتنديد بالتطبيع مع نظام الفصل العنصري في تل أبيب.

ومن خلال مظاهرات يومية، يُعبّر المغاربة عن رفضهم لخيار الملك محمد السادس، الذي لم تُحدث سياساته الواقعية المزعومة أي تغيير ملموس في مصير البلاد وسكانها. والأسوأ من ذلك، أنها جعلت من المغرب مستعمرة صهيونية جديدة.

بالفعل، انتقل المغرب الآن من التطبيع إلى الخضوع والانبطاح التام.

واليوم، قدّم نظام المخزن رسائل خضوعه التام لليمين الصهيوني المتطرف، في وقت ينأى فيه مهندس اتفاقيات إبراهيم، أي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنفسه عن المجرم بنيامين نتنياهو.

بل وحتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان يُحاول التشبث بعربة المجرم نتنياهو، انتهى به الأمر إلى التخلي عنها.

أما المغرب مُصرّ على ما هو عليه من خنوع وخضوع للصهاينة، رغم أنه في الواقع لا يُوجد ما يُلزمه بذلك، ومع هذا لا يزال قائد هذا البلد يحمل زورا وبهتانا صفة رئيس لجنة القدس.

وفي سجل طوفان ردود فعل المغاربة بشأن مشاركة لواء الإبادة الجماعية “غولاني” في مناورات جيش نظام المخزن، يمكننا أن نقرأ: “لم أشعر قط بهذا القدر من الخجل من بلدي”، “عار على الحكومة المغربية ولكن ليس على الشعب المغربي”، “عار حقيقي!!!”، “أنا مغربي ولا أؤيد هذه الفظائع على الإطلاق”…

المخزن ومشاركته في الإبادة الصهيونية للفلسطينيين

بانتهاكه حظر الأسلحة المفروض على الكيان الصهيوني، يُشارك النظام المغربي بنشاط في حرب إبادة الشعب الفلسطيني. وهكذا، وفي ظل استمرار الغضب العالمي إزاء العمليات الصهيونية الإجرامية في قطاع غزة، يُعزز نظام المخزن تعاونه العسكري مع جنرالات الإجرام في تل أبيب، رغماً عن إرادة شعبه. كما أنه تم إرسال ضباط من الجيش الصهيوني إلى المغرب للمشاركة في مناورات “الأسد الأفريقي” المشتركة، تحت قيادة الولايات المتحدة.

تمت هذه المناورات العسكرية، التي تُشارك فيها جيوش أفريقية وغربية سنويًا، على الأراضي المغربية في سياقٍ حساس للغاية. فالحرب التي يشنّها الكيان الصهيوني على غزة منذ 7 أكتوبر2023، تسبّبت في مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، وفقًا لمنظمات دولية. ولا يزال هذا الوضع، الذي يصفه المجتمع الدولي بالإبادة الجماعية، يُثير ردود فعلٍ قويةً في جميع أنحاء العالم.

وأثار الإعلان عن تواجد جنود صهاينة في المغرب غضب الشارع المغربي الذي يُعارض بشكل كبير تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

وعلى منصة إكس (تويتر سابقًا)، استنكرت الناشطة الفرنسية الفلسطينية ريما حسن هذا التعاون العسكري، مُشيرةً إلى أن “الشعب المغربي لا يريد التطبيع مع إسرائيل”. وهي الرسالة التي لاقت تفاعلًا وتعليقات واسعة.

ومنذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب في ديسمبر 2020، في إطار اتفاقيات إبراهيم، كثّف المغرب شراكاته مع الكيان الصهيوني في مجالات عدة، منها الدفاع والأمن السيبراني والتكنولوجيا. ولا تزال هذه الديناميكية، التي تُدعمها السلطات المغربية، موضع انتقادات شديدة من المغاربة الذين يُدينونها باعتبارها خيانة للقضية الفلسطينية.

للتذكير، توافد آلاف المغاربة، يوم الأحد 20 أبريل 2025، تجاه ميناء طنجة المتوسط، احتجاجا على مرور سفينة شحن أمريكية تابعة لشركة “ميرسك”، محملة بمعدات عسكرية موجهة للكيان الصهيوني، في خضم حرب الإبادة للفلسطينيين في قطاع غزة.

وشهدت التظاهرة، التي جرت في أجواء متوترة لكن سلمية، مشاركة مواطنين مغاربة من كافة مناطق البلاد، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومطالبين بوقف المبادلات العسكرية بين الموانئ المغربية والعدو الصهيوني.

وحسب مراسل الجزيرة في طنجة، مختار العبلاوي، طالب المتظاهرون شركة ميرسك بتعليق جميع عمليات نقل الأسلحة أو قطع الغيار التي قد تُستخدم في النزاع الدائر. وتُتهم المجموعة الدنماركية من قِبَل العديد من المنظمات الدولية بنقل مكونات مخصصة لطائرات إف-35 المقاتلة التي يستخدمها الكيان الصهيوني.

زكرياء حبيبي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى