آخر الأخبار

المديرية العامة للأمن الوطني: مخطط أمني متكامل لتأمين موسم الاصطياف 2025

أكد العميد الأول للشرطة، رابح زواري، خلال مداخلته في الندوة الصحفية المشتركة التي نظمتها قيادة الدرك الوطني صباح اليوم الإثنين، تحضيرا لموسم الإصطياف 2025، أن المديرية العامة للأمن الوطني وضعت مخططًا أمنيًا متكاملاً ومنسقًا تحسبًا لهذل الموسم، وذلك بهدف الاستجابة الفعالة لانشغالات المواطنين الميدانية وضمان سكينة المصطافين ورضاهم عن الخدمات الأمنية المقدمة.

وأوضح زواري في ذات السياق، أن هذا المخطط يعتمد على تعزيز المجهودات الميدانية للوحدات العملياتية بالتنسيق مع مختلف الشركاء الأمنيين عبر كافة المحاور ذات الصلة.

شرطة الحدود في صلب العملية الأمنية

وفي إطار ضبط الدخول والخروج عبر المراكز الحدودية، أشار زواري إلى أن مصالح شرطة الحدود كثفت جهودها، خاصة على مستوى النقاط التي تسجل تدفقًا كبيرًا للمسافرين. وقد تم تعزيز شبابيك الشرطة وتكييف أنماط العمل بما يتماشى مع برامج الرحلات الجوية والبحرية. كما تم وضع مكاتب متنقلة على مستوى بعض الموانئ والمراكز البرية، إلى جانب تخصيص شبابيك خاصة للتكفل بالمسافرين من المرضى، المسنين وذوي الهمم، في خطوة تهدف إلى تسهيل عبور جميع الفئات.

حركة نشطة عبر الحدود خلال الموسم الماضي

واستعرض زواري بالأرقام إحصائيات الحركة الحدودية المسجلة خلال موسم الاصطياف الماضي، حيث تم مراقبة ما يقارب 4.7 مليون مسافر جزائري وأكثر من 1.3 مليون أجنبي. كما تمت معالجة أكثر من 21 ألف رحلة جوية و1881 رحلة بحرية، إلى جانب مراقبة أزيد من 1.1 مليون مركبة منها أكثر من نصف مليون مركبة أجنبية. هذه الأرقام، كما أكد زواري، تعكس حجم التحديات المطروحة والتي استعدت المديرية العامة للأمن الوطني لمواجهتها عبر تسخير كافة الوسائل البشرية والتقنية.

تأمين شامل للفضاءات العامة والسياحية

وفي ما يخص تأمين الأماكن العامة، أوضح زواري أنه سيتم نشر تشكيلات أمنية ثابتة وراجلة وراكبة لتأمين الشواطئ، المواقع السياحية، المنتزهات، محطات النقل، الفضاءات الثقافية والتظاهرات الفنية، مع تركيز خاص على الفترات الليلية. وتهدف هذه التشكيلات إلى حماية الأشخاص والممتلكات وضمان النظام العام، لا سيما في المدن الساحلية التي تعرف إقبالاً واسعاً خلال فصل الصيف.

محاربة المظاهر السلبية وتطهير الفضاء العام

وأبرز زواري أن المخطط الأمني يتضمن أيضًا محاربة ظاهرة البيع غير الشرعي، خاصة تلك المتعلقة بالمواد سريعة التلف، وتنظيم الحظائر العشوائية للمركبات، مع تطهير الفضاء العام من المتسولين وتحويل الأشخاص دون مأوى إلى المصالح الاجتماعية المختصة. وأكد أن هذا الجانب لا يهدف فقط إلى الحفاظ على الأمن، بل أيضًا إلى صون جمالية المدن السياحية وحماية المحيط البيئي لجعله أكثر جاذبية للزوار.

إجراءات مشددة للسلامة المرورية

وفي سياق الحد من حوادث المرور، أشار زواري إلى تسخير فرق متخصصة على مستوى المحاور الكبرى في الولايات الساحلية، من خلال تدعيم فرق الرادار لمراقبة السرعة، ودعم كوكبة الدراجات النارية بـ78 دراجة إضافية. كما سيتم تكييف أوقات العمل مع فترات الذروة والازدحام. ولفت إلى أنه خلال الموسم الفارط تم تسجيل 4824 حادث مرور جسماني خلف 227 وفاة وأكثر من ستة آلاف جريح، وهو ما يتطلب مضاعفة الجهود ميدانيًا للحد من هذه الحوادث.

محاربة الجريمة والانحراف

ضمن محور محاربة الجريمة والانحراف، شدد زواري على أن الشرطة القضائية ستعمل على تكثيف الدوريات الأمنية في الفضاءات التي تعرف توافدًا كثيفًا للمصطافين، وتحسين فعالية الحواجز الأمنية لاعتراض المركبات المسروقة، ومراقبة الأشخاص والمركبات المشبوهة، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات شرطية موسعة لاستهداف أوكار الجريمة وبؤر الانحراف في المدن السياحية.

شرطة الشواطئ ومهام خاصة لضمان الراحة

وفي ما يتعلق بالشواطئ، أكد زواري أن المديرية العامة للأمن الوطني ستفعل مراكز شرطة على مستوى 103 شواطئ مرخصة للسباحة، حيث سيتم تجنيد 1400 شرطي، من بينهم 110 شرطية، خصيصًا للوقوف عند احتياجات وراحة العائلات الجزائرية. وستشمل مهام هذه الفرق التعامل مع مخالفات تتعلق بالسكينة العامة، الآداب، التجارة الموازية، استغلال الشواطئ بشكل غير قانوني، واستعمال الزوارق بمحركات داخل مناطق السباحة.

دور حيوي للوحدة الجوية في التغطية والمراقبة

وأوضح زواري أن الوحدة الجوية للأمن الوطني، المجهزة بـ14 مروحية، ستسهم في دعم القوات الميدانية عبر تقديم تغطية مباشرة للفعاليات، نقل صور آنية إلى مراكز القيادة، مراقبة الحركة المرورية، وتأمين المواكب الرسمية، فضلاً عن المساهمة في حالات الطوارئ عبر نقل التجهيزات.

اتصال وتحسيس لمرافقة الجهد الأمني

وأعلن زواري عن تبني مخطط إعلامي وتحسيسي موجه للمواطنين ومصطافي الشواطئ، يتضمن مشاركة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية، إنجاز روبورتاجات ميدانية، وتنظيم حملات توعوية تركز على مواضيع حوادث المرور، المخدرات، الحرائق، التسممات الغذائية، والتعديات البيئية.

تنسيق أمني مشترك مع الدرك الوطني

واختتم زواري كلمته بالتأكيد على أهمية العمل المشترك بين جهازي الشرطة والدرك الوطني، عبر تعبئة كافة القدرات للتصدي للتهديدات الإجرامية من خلال عمليات ميدانية منسقة تشمل حفظ النظام العام، محاربة الجريمة، حماية البيئة، مراقبة المركبات وتنقيط الأشخاص المشبوهين. كما دعا إلى تعزيز تبادل المعلومات بين الجهازين من أجل تكريس الانسجام والتكامل في العمل الأمني، وتوفير تغطية فعالة على مستوى المدن والمواقع الساحلية خلال موسم الاصطياف 2025.

شرف الدين عبد النور

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى