المحلل السياسي عادل جارش لشرشال نيوز: فتح المجال أكثر للكيان الصهيوني في الشرق الأوسط سيكون جزءا من إستراتيجية ترامب
أيام قليلة تفصلنا عن تنصيب أغرب شخصية سياسية في تاريخ أمريكا الحديث، الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يستعد لتولي قيادة الولايات المتحدة لعهدة ثانية بعد فوزه الأخير على نظيرته الديمقراطية كاملا هاريس، نائبة منافسه السابق جو بايدن. يأتي هذا بعد فترة من الأحداث السياسية والتنافس والاستقطاب الذي شهدته الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمكن ترامب من حسم المنافسة لصالحه، وفقًا للعديد من المختصين في الشأن الأمريكي، من خلال الفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، مما مهد الطريق لعودته إلى البيت الأبيض مرة أخرى. ومن المقرر أن يتم تنصيبه في 20 من الشهر الجاري.
يشكل هذا الحدث نقطة تحول مهمة في التاريخ السياسي الأمريكي الحديث، خاصة في ظل التحولات الدراماتيكية التي تشهدها السياسة العالمية بفعل الأحداث الجارية، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط. تثير عودة ترامب إلى البيت الأبيض وقيادته لأعظم قوة في المنظومة الدولية، الكثير من النقاشات و التساؤلات حول سياسته واستراتيجياته المنتظرة وتأثيرها على الساحة السياسية الدولية.
وفي هذا الشأن اوضح المحلل السياسي والمختص في العلوم السياسة و العلاقات الدولية دكتور عادل جارش، لجريدة “شرشال نيوز”، أهم التغيرات السياسة والاستراتيجية المنتظرة بعد تنصيب ترامب، معتقدا بان عودة ترامب لتولي قيادة البلاد لعهدة ثانية تحمل معها العديد من التغيرات على المستوى المحلي “الامريكي” والدولي.بداية من الحرب الروسية الاوكرانيا التي سيسعى ترامب إلى التخفيف من وتيرها، حيث قد يحاول إيقاف النزاع إذا كان ذلك يعود بالفائدة على الولايات المتحدة. معتبرا بأن هذه الخطوة تمثل تحولًا مهمًا في السياسة الخارجية الأمريكية، وقد تساهم في تخفيف التوترات الدولية.
كما يتوقع أن يواصل ترامب زيادة الضرائب والضغوطات على الشركات الصينية، مما يعكس استمراره في اتخاذ موقف صارم تجاه بكين بهدف تحسين الميزان التجاري.
وفي سياق العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية و كندا، والتي تعتبر من بين النماذج الرائدة في العلاقات الدولية القائم على التعاون الوثيق و الاحترام المتبادل، اعتبر الدكتور عادل عودة ترامب تقضي بزيادة الضرائب على السلع الكندية، حيث يخطط لاستخدام ورقة العجز التجاري الكندي ليجعلها ولاية أمريكية رقم 51. وهو ماصرحه به يوم أمس عقب استقالة رئيس وزراء كاندا جاستن ترودو.
وبالنسبة لشؤون الامنية والاستراتيجية وبالتحديد المظلة الامريكية “حلف الناتو”، ذكر د.عادل بأن ترامب سيعمل على زيادة إنفاق الدول الأعضاء، مشددًا على أن الولايات المتحدة توفر الحماية لهم، وهو ما قد يلقى تحفظات من بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وفرنسا.
أما فيما يتعلق بالإنفاق العسكري، فمن المتوقع أن يشهد زيادة في الإنفاق العسكري الأمريكي، مما سيؤدي إلى زيادة الإنفاق العسكري العالمي. واضاف سيسعى ترامب أيضًا إلى البحث عن شركاء جدد يشترون الأسلحة، مما يعكس استراتيجيته في تعزيز القوة العسكرية الأمريكية.
وفي مجال السياسة البيئية، يتوقع د. عادل أن يتم الخروج من الاتفاقية الإطارية للمناخ، مما قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في التوجهات البيئية العالمية.
أما في منطقة الشرق الأوسط، والتي تشهد دينامكية غير معهودة منذ بداية” طوفان الاقصى”، يُتوقع أن يفتح ترامب المجال أكثر للكيان الإسرائيلي، مما قد يساهم في تغييرات جذرية في السياسة الإقليمية.
وعلى الصعيد السوري، يعتقد د. عادل أن ترامب قد يسعى إلى تحرير المال السوري، محاولًا لعب أدوار جديدة بالتعاون مع دول قد تستفيد من الوضع الراهن هناك.
فيما يتعلق بالهجرة، فمن المحتمل أن يشهد هذا المجال تعديلات على اتفاقيات الهجرة، مما قد يؤثر بشكل كبير على السياسات الداخلية.
علاوة على ذلك، قد يعمل ترامب على استغلال الاحتياطي النفطي الأمريكي لتعزيز الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى تعزيز الاستدارة في جنوب شرق آسيا، خاصة مع الدول الحليفة له.
أخيرًا، يتوقع د. عادل أن يسعى ترامب لزيادة الناتج القومي الأمريكي من خلال التركيز على الربح المادي وما ينفع أمريكا تحت شعار “أمريكا أولاً”.
في ختام تصريحاته، أكد د. عادل أن ترامب يهمّه الربح المادي، وأن الخيارات التي سيتخذها ستكون مدفوعة بالمصالح الأمريكية المباشرة، مما سيشكل تحديات وفرصًا جديدة على الساحة السياسية العالمية.
مهدي الباز