الكراهية والحقد الدفين للجزائر… عقدة اليمين المتطرف الفرنسي في عرقلة مسار العلاقات الجزائرية-الفرنسية
يبدو أن “فرنسا اليمين المتطرف” أصبحت عاجزة عن التحكم في سلوكها وإخفاء مشاعرها الخبيثة تجاه الجزائر. هذه المشاعر، المليئة بالكراهية والحقد والضغينة، تعادي كل ما هو جزائري أو يرتبط بالجزائر، حتى لو كان ذلك على حساب مستقبل العلاقات الجزائرية-الفرنسية، التي أصبحت أكثر توترًا من أي وقت مضى بسبب توجهات “اليمين المتطرف” ونخبه المسيطرة على الحكومة الفرنسية.
إن اليمين المتطرف، هذا التيار السياسي الذي يتبنى أيديولوجية عنصرية في تعامله مع مختلف الأحداث والملفات السياسية، أصبح الآن القوة المسيطرة على دولة “فرنسا”، يُوجّه سياساتها الداخلية والخارجية، ويفتعل الأزمات ويخلق الانقسامات لتحقيق مصالحه السياسية والأيديولوجية الضيقة، ولو كان ذلك على حساب الروابط الإنسانية والاجتماعية التي شكّلها تاريخ العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا.
في الواقع، “اليمين المتطرف” يعاني من أزمة نفسية وسياسية حادة يمكن وصفها بالسلوك الهيستيري وهي أشبه بالمرأة المجنونة و النكدية التي لم تتقبل موقف زوجها الذي رفض الخضوع لها ولسلوكياتها الغريبة، بعد أن اكتشف خبثها وخيانتها في العديد من المرات، لتجد كل مرة ذريعة من الذرائع الواهية التي تختلقها من أجل اخراج هذه العقدة “عقدة الكراهية “و “النزعة الانتقامية”، بسبب الإحباط من موقف الجزائر السيادي، الذي يرفض الخضوع و الخنوع.
تصريحات أنصار هذا التيار العنصري لا يمكن فهمها إلا في سياق الكراهية والنزعة الانتقامية ضد الجزائر. ففي التصريح الأخير الذي أدلى به يوم الجمعة، وزير الخارجية الفرنسي وأحد أبرز وجوه “اليمين المتطرف” في حكومة فرانسوا بايرو، “جان نويل بارو”، قال: “باريس لن يكون لديها خيار آخر سوى الرد إذا واصل الجزائريون هذا الموقف التصعيدي”. جاء ذلك ردًا على رفض السلطات الجزائرية استقبال المؤثر ذي الأصول الجزائرية المدعو “دوالمين”، الذي تمّ طرده من الأراضي الفرنسية بشكل تعسفي. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوز إلى تهديد “جان نويل بارو” للجزائر بقوله: “نمتلك الأوراق التي يمكننا تفعيلها… التأشيرات… ومساعدات التنمية وحتى عدد معيّن من مواضيع التعاون الأخرى”.
هذه التصريحات تُظهر بوضوح نوايا هذا التيار في التأثير السلبي على مسار العلاقات الجزائرية-الفرنسية، ودفعها نحو التأزم والتوتر أكثر. كما أن رئيس الوزراء الفرنسي السابق، غابريال أتال، لم يتردّد في الدعوة علنًا إلى تعليق الاتفاقية الفرنسية-الجزائرية الموقعة عام 1968، والتي تمنح الجزائريين امتيازات خاصة بالعمل والإقامة في فرنسا.
كل هذه المواقف تعكس رغبة “اليمين المتطرف” في عرقلة الحوار الجاد المنتظر منذ مدة بين قيادتي البلدين بشأن العديد من القضايا والملفات ذات التاريخ المشترك.كما يسعى هذا التيار إلى تحويل مسار العلاقات من التعاون البناء إلى التوتر المستمر، مستغلاً بذلك أدواته السياسية والإعلامية لتشويه صورة الجزائر والنيل من سيادتها واستقلال قرارها.
مهدي الباز