الكاتب محمد بن زيان: مستقبل الرواية الجزائرية واعد بشرط تأطير الكتابة ونضج الكتّاب

نظّمت المكتبة الوطنية الجزائرية، اليوم السبت، ضمن فعاليات منتدى الكتاب، ندوة ثقافية تناولت موضوع “تحولات الكتابة السردية” ألقاها الكاتب والروائي محمد بن زيان، بحضور ثلة من الأدباء والمثقفين.

تطرق الكاتب محمد بن زيان، وهو كاتب معروف على الساحة الأدبية والثقافية بالجزائر، في هذه الندوة إلى العديد من النقاط المتعلقة بالتحولات الحاصلة في الرواية الجزائرية، بداية من مرحلة الاستعمار إلى يومنا هذا.

واستهل الكاتب مداخلته بالتطرق إلى التطور التاريخي للسرديات في الرواية بشكل عام، حيث تناول كيفية تطور أساليب السرد عبر العصور ومدى تأثير السياقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على النصوص الروائية، مبرزًا في هذا الشأن كيف أثرت أحداث الحرب العالمية الأولى والأزمة الاقتصادية بالولايات المتحدة الأمريكية في ظهور نوع جديد من الكتاب الروائيين المعروفين بجيل الغضب. ثم انتقل مستفيضًا في حديثه عن الرواية الجزائرية، مبرزًا أهم المراحل التي مرت بها، بدءًا من الحقبة الاستعمارية وصولًا إلى التحديات المعاصرة التي يواجهها الأدب الجزائري.

فقد أكد في مداخلته على أن السرديات الأدبية هي انعكاس للواقع الذي تعيش فيه والتي وُلِدَت فيه، وليس في الجزائر فقط، بل في العالم كله، موضحًا بأنها متكيفة مع الواقع الذي برزت فيه. وفي الجزائر، بدأت السرديات بشكل بسيط ثم تعمقت ونضجت، خاصة في فترة الاستعمار الفرنسي، حيث ظهرت العديد من الكتابات المناهضة للاستعمار، وكان هاجس السرديات آنذاك هو هاجس التحرر والوطنية، وكان واضحًا من خلال الكتاب ومحاولاتهم التأكيد على ثنائية الوطنية والهوية.

وتابع قائلًا إن مرحلة ما بعد الاستقلال كانت سرديات أحلام بناء مشاريع كبرى لدولة الوطنية.

وفي تسليطه الضوء على مرحلة الثمانينات والتسعينات، أكد الأستاذ على ظهور تيارات جديدة في السرد، بدأت بالكتابات التي تعكس الحيرة والبحث عن الذات ومسألة التاريخ والتوجه إلى التصوف، لتنتهي في التسعينات هذه المرحلة وندخل في مرحلة أخرى، كانت مرحلة العشرية السوداء التي خلفت مشاعر الخوف في النفوس، وبدأت التساؤلات حول كيف وصلنا إلى هنا ولماذا؟!

ليصل بنا الكاتب في الختام إلى عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى الجيل الجديد من الكتاب الذين يستكشفون مواضيع جديدة. وفي هذا الشأن، اعتبر بن زيان أن هذه التأثيرات ليست سيئة في المطلق، قائلًا: “التحدي الآن يكمن في كيفية التكيف مع هذا الواقع”. وقد اختتم حديثه بالتأكيد على أن تطور السرديات في الرواية الجزائرية أمر بديهي، وأن التنوع في الكتابة هو الذي يصنع قراء.

وعلى هامش الندوة، في رده لسؤال جريدة “شرسال نيوز” المتعلق بمستقبل الرواية الجزائرية، قال بن زيان: “مستقبل الرواية الجزائرية واعد سواء بالعربية أو الفرنسية، فقط ما نحتاجه هو تأطير الكتابة بالمتابعات النقدية والإعلامية، وكذلك بنضج الكتاب وتوسيع رؤيتهم”.

مهدي الباز

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى