الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على افتتاح أشغال ندوة حول صناعة المحتوى الرقمي الحافظ للذاكرة الوطنية

أشرف الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، على افتتاح أشغال ندوة، بعنوان “صناعة المحتوى الرقمي الحافظ للذاكرة الوطنية”.

و تهدف الندوة التي نظمتها مديرية الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي، حسب ما أورده بيان وزارة الدفاع الوطني، إلى تسليط الضوء على التهديدات التي تستهدف الذاكرة الوطنية، وسبل مواجهتها على مختلف المنصات في الفضاء الرقمي.

و حضر أشغال هذه الندوة، رئيس مجلس الأمة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، رئيس المحكمة الدستورية، ومستشار السيد رئيس الجمهورية المكلف بالمديرية العامة للاتصال، إلى جانب أعضاء من الحكومة، والمدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، ومسؤولين سامين في الدولة، فضلا عن الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، وقادة القوات والدرك الوطني، ورؤساء دوائر ومديرين ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي، بالإضافة إلى عدد من المجاهدين، والشخصيات الوطنية، ومديري وسائل الإعلام، وأساتذة جامعيين.

و ألقى الفريق أول، بالمناسبة، كلمة رحّب فيها بجميع الضيوف والمشاركين، مؤكدا أن صناعة محتوى رقمي حافظ للذاكرة الوطنية، يعدّ رهانا أساسيا للمحافظة على الإرث التاريخي العظيم للأمة الجزائرية، ضد جميع محاولات التزييف والتحريف والتشويه التي يتعرض لها، ومحذّرا من محاولات استهداف الهوية الثقافية والحضارية للأمم.

وقال في هذا السياق، “لقد تغيَّر مفهوم الأمن مع تغيُّر طبيعة الحروب وتوالي أجيالها، حيث أصبحنا نتحدث عن الأمن الهوياتي والأمن المجتمعي والأمن السيبراني. ففي سياق الحروب الجديدة، التي يعرفها عالم اليوم، أو ما يصطلح عليها بـ”الحروب الهجينة”، يعد الإعلام بكل وسائطه، خاصة منصات التواصل الاجتماعي، أدوات ووسائل أساسية في استراتيجيات صناعة عدم الاستقرار، التي تحاول استهداف الهوية الثقافية والحضارية للأمم، وتعمل على إعاقة مسار بناء مستقبلها،من خلال طمس الهوية الوطنية، وتشويه التاريخ، ونشر المعلومات المضللة والتشكيك في الرموز الوطنية“.

كما أكد الفريق أول، على ضرورة التكيف مع متطلبات العصر، والحضور بقوة في العالم الافتراضي، من خلال صناعة محتوى رقمي، غني بالمعلومات الموثوقة والمقنعة شكلا ومضمونا، ويُعزز روح الانتماءللأمةالجزائرية.

و قال بهذا الخصوص“في ظل السياق الجيوسياسي الدولي الراهن، الذي يعج بالتهديدات والتحديات، بات لزاما علينا تبني أساليب مجابهة جديدة، ومقاربات وطنية منسجمة، تشمل إلى جانب استغلال الوسائل والقدرات العسكرية، تعبئة كافة قدراتنا الوطنية،في إطار إستراتيجية وطنية متكاملة، تواكب التطورات الراهنة، وتعزز التلاحم الوطني،وتحافظ على الهوية الوطنية الجامعة، وتعمل على نقلها للأجيال القادمة،في وعاء جديد ومناسب، يعكس ذلك الزخم الثقافي والإرث الحضاري والتاريخي للأمة الجزائرية”.

و أضاف، “ولن يتحقق لنا ذلك إلا من خلال التكيف مع متطلبات العصر، والحضور بقوة في العالم الافتراضي، من خلال صناعة محتوى رقميحافظ للذاكرة الوطنية، غني بالمعلومات الموثوقة والمقنعة شكلا ومضمونا، ويُعزز روح الانتماء للأمة الجزائرية، في إطار الوفاء لوصايا شهدائنا الأبرار، ومنها بالتحديد وصية الشهيد ديدوش مراد، رحمه الله، الذي قال “إذا استشهدنا، حافظواعلى ذاكرتنا”.

هذا و أعلن الفريق أول، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على إثر ذلك، عن الافتتاح الرسمي للندوة.

و تواصلت بعدها، فعاليات هذه الندوة، بإلقاء مداخلات قيّمة، قدمها أساتذة جامعيون مختصون في التاريخ وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، تناولت مواضيع هامة، على غرار “أهمية المحتوى الرقمي لحفظ الذاكرة الوطنية”، و”الذاكرة الوطنية في ظل الجزائر الجديدة-انجازات وتحديات”، بالإضافة إلى موضوع “زخم وثراء الذاكرة الوطنية…أيُّ سبيل لمحتوى رقمي يقوي الوحدة الوطنية ويُعزز الأمن المجتمعي”، وكذا “التحديات التي تواجه صناعة المحتوى الرقمي الحافظ للذاكرة الوطنية”.

و اختتمت هذه التظاهرة العلمية، بتقديم توصيات حول ضرورة، توحيد الجهود بين مختلف المتدخلين، بغية مواصلة العمل على التوعية بأهمية صناعة المحتوى الرقمي الحافظ للذاكرة الوطنية، وتعزيز الحس الوطني لدى الأجيال الصاعدة.

شرف الدين عبد النور

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى