الفريــق أحمد ڤـايـد صـالـح في زيارة إلى الأكاديمية العسكرية لشرشال”الرئيس الراحل هواري بومدين”
قام الفريق أحمد ڤـايـد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي هذا اليوم الأربعاء 26 جوان 2019 بزيارة إلى الأكاديمية العسكرية لشرشال “الرئيس الراحل هواري بومدين”، وذلك عشية حفل التخرج السنوي للدفعات بهذه القلعة التكوينية العريقة، والذي ستحتضنه الأكاديمية يوم غد الخميس، والذي يتوج حفلات التخرج بالمدارس العليا للجيش الوطني الشعبي.
السيد الفريق وفي بداية الزيارة وبعد مراسم الاستقبال، ورفقة اللواء سعيد شنقريحة قائد القوات البرية، واللواء علي سيدان قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء بلقاسم بوعافية قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال، ترأس لقاء توجيهيا مع إطارات وأساتذة وطلبة الأكاديمية، أين ألقى كلمة توجيهية تابعها أفراد جميع وحدات الجيش الوطني الشعبي عبر النواحي العسكرية الستة، عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد، ذكر في بدايتها بأن الأكاديمية العسكرية لشرشال قد حظيت ولا تزال تحظى، من لدن القيادة العليا، برعاية خاصة ووافية على جميع الأصعدة، مجددا التأكيد مرة أخرى، أنه وانطلاقا من الإخلاص الذي يكنه للجزائر وشعبها يواصل الجيش الوطني الشعبي مرافقته للشعب إلى غاية إرجاع الأمور إلى نصابها والسمو بالجزائر إلى مكانتها المستحقة بين الأمم:
“فإخلاص الجيش الوطني الشعبي للجزائر لا يضاهيه إلا إخلاصه لشعبه، فمن وحي هذا الإخلاص، مد جيشنا يده إلى شعبه مؤازرا ومساندا، ومن وحي كل هذا الإخلاص للوطن والشعب، يستمر الجيش الوطني الشعبي في مرافقة الشعب بكل ما تعنيه عبارة المرافقة من معاني الصدق مع الذات والوفاء للعهد المقطوع، ويستمر معه الوفاء، كل الوفاء، بهذا العهد المقطوع، بأنه لا طموحات سياسية لقيادة الجيش الوطني الشعبي، وأعيد ذلك مرة أخرى، بأنه لا طموحات سياسية لنا، بل أن مبلغ طموحنا هو خدمة بلادنا والمرافقة الصادقة لهذا الشعب الطيب والأصيل، للوصول ببلادنا وإياه إلى تجاوز أزمتها وبلوغ أعتاب الشرعية الدستورية، للتمكن بعدها من الانطلاق على أرضية صلبة ومنطلقا سليما وصحيحا وخوض غمار إرجاع الأمور إلى نصابها والسمو بالجزائر إلى مكانتها المستحقة بين الأمم.
وعليه فإننا ننتظر من شعبنا في كل ربوع الوطن، بل في كل شبر من أرض الجزائر الشريفة، بأن ينظر إلى كل خطوة نخطوها، وإلى كل مسلك نسلكه، وإلى كل عبارة ننطقها، وإلى كل وجهة نتجه إليها، وإلى كل نهج ننتهجه، قلت، فإننا في الجيش الوطني الشعبي، ننتظر من شعبنا تفهما يرتقي إلى مستوى رصيد الثقة التي تجمع الشعب بجيشه، فمن كانت الجزائر الأصيلة التي استشهد من أجلها الملايين من الشهداء وجهته الرئيسية، فلا شك أنه سيلتقي في هذه الوجهة السليمة مع الأغلبية الغالبة من الشعب الجزائري الأصيل.
والأكيد أيضا أنه من سلك هذا المسلك الوطني النبيل، سيجد أمامه عراقيل كثيرة يتسبب فيها كل من لا يعرف للصدق طريقا، ومن لا يعرف للإخلاص نهجا وسلوكا. هؤلاء الذين يرون في كل عمل جدي ومخلص للوطن مساسا بمصالحهم ومصالح أسيادهم، نعم مصالح أسيادهم، لقد تبين الآن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، واتضحت النوايا وتجلت التوجهات، والبقاء للأصلح، والأصلح هو من أخلص النية لله والوطن والشعب، وإننا نعتبر أنفسنا في الجيش الوطني الشعبي، من طينة هذه الفئة المخلصة والمصلحة، بل، والمثمرة، التي تعتبر بمثابة الشجرة الكثيرة الثمار، التي يرميها أعداؤها بالحجر فـــتـجود على وطنها وشعبها بثمارها”.
السيد الفريق أكد بأن للجزائر قدرات بشرية سليمة العقل والتفكير، ووطنية من حيث تحليل الأوضاع وسبر أحداثها، يمثلها الشعب رفقة جيشه الوطني الشعبي، وهو فقط ودون غيره من يحدد وجهة الجزائر ويصنع توجهها الوطني الأصيل:
“فالحملات الدنيئة والمتكررة التي ما فـتـئـت تتعرض لها قيادة الجيش الوطني الشعبي، مع كل خطوة صادقة ومدروسة تخطوها بكل وعي وإدراك وبعد نظر، هي حملات عقيمة ونتائجها معدومة لأن أهدافها أصبحت مفضوحة ونواياها مكشوفة، ولقد تفطن الشعب الجزائري لمراميها الخبيثة وأساليبها الخادعة وأفشلها في المهد، غير أن هذه الأبواق الناعقة، الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب واعتقدوا أنهم بإمكانهم الاستثمار في أزمة الجزائر والاستفادة، بل الارتزاق من جهدهم العميل، قد نسوا أو تناسوا، بأن للجزائر قدرات بشرية سليمة العقل والتفكير، ووطنية من حيث تحليل الأوضاع وسبر أحداثها، يمثلها الشعب رفقة جيشه الوطني الشعبي، هي فقط ودون غيرها من يحدد وجهة الجزائر ويصنع توجهها الوطني الأصيل، بعيدا كل البعد عن أي شكل من أشكال العمالة، وبعيدا كل البعد عن كل شكل من أشكال التفريط في أمانة الشهداء، فالجزائر اليوم في حاجة إلى أن تختار وجهتها النوفمبرية القويمة، وأن تتخلص وإلى الأبد من براثن التبعية بكافة أشكالها، فالاعتماد في بناء جزائر الغد ينبغي أن يكون على الله أولا، ثم على جهود المخلصين من أبنائها، فلا مكان اليوم لأي مرتزق ولأي عميل ومخادع ومراوغ، فلا ضبابية اليوم في أفق الجزائر، ولا جهود تعلو فوق الجهود الوطنية المخلصة.
لقد تجلت اليوم أحد هذه الجهود الوطنية المخلصة، المتمثلة في حرص الجيش الوطني الشعبي، وأعيد ذلك مرة أخرى، على مرافقة قطاع العدالة، وحرص كل الحرص على مساعدتها من أجل استرجاع هيبتها في ظل قوانين الدولة السارية المفعول، وحرص على أن يمدها بكل أشكال التأمين والتطمين، أصبحت من خلالها حرة ودون قيود وبعيدة عن كل الضغوطات والإملاءات، وهو ما سمح لها بممارسة مهامها وتطبيق القانون وإصدار الأحكام بالعدل والإنصاف دون أدنى تمييز.
فالعدالة الحرة والنزيهة هي واجهة دولة الحق والقانون التي ينشدها كل جزائري مخلص لوطنه، عدالة تعمل دون أي غلو إيديولوجي أو حسابات سياسوية، يتم في ظلها معاملة جميع المواطنين على قدم المساواة، وأن يكون القانون فوق الجميع دون استثناء، وهذه الطريقة الوحيدة ليس لإعادة إقرار مصداقية العدالة فحسب، بل للعمل على أن تحترم القوانين من قبل الجميع”.
السيد الفريق ثمن الحصص والموائد المستديرة وفضاءات الحوارات والنقاشات الموضوعية والهادئة والمقنعة التي يديرها أساتذة ومحللون ونخب من ذوي التوجه الوطني الصادق، موجها لهم بالمناسبة كل عبارات الشكر والتقدير والاحترام:
“ولابد من الإشارة هنا أنه ومن باب القول للمحسن أحسنت، فقد رأيت بهذه المناسبة بأن أتوجه بالشكر والامتنان إلى الصحفي بالمؤسسة العمومية للتلفزيون الأستاذ كريم بوسالم، مقدم حصة “في دائرة الضوء” الذي نشط يوم السبت 22 جوان 2019، حصة خاصة بعنوان ” الجيش الوطني الشعبي جاهزية، تفوق وامتياز”، وإلى من رافقه في إثراء النقاش القيم الذي ساد هذه الحصة، الأساتذة الجامعيين محمد طيبي، وعبد الكريم بن أعراب، وسليمان أعراج، والضابط السامي المتقاعد مختار السعيد مديوني، لقد تابعت هذه الحصة وغيرها من الحصص الأخرى باهتمام شديد ولمست مدى أهمية مثل هذه الحصص ومثل هذه الموائد المستديرة وفضاءات الحوارات والنقاشات الموضوعية والهادئة والمقنعة التي تديرها نخب ذات توجه وطني عفيف تنضح منها روح وطنية خالصة وكلمات صادقة وطيبة تتجه مباشرة نحو القلوب والأذهان، فبمثل هؤلاء انتصرت الثورة التحريرية بالأمس وبمثلهم ستتجاوز بلادنا هذه الأزمة، هؤلاء الذين كانوا من خلال تحاليلهم وآرائهم الموضوعية مرآة حقيقية لما يجري في الجيش الوطني الشعبي من جهود تطويرية ولما يحدوه من آمال واعدة في سبيل الارتقاء بالقدرات القتالية والعملياتية لقواتنا المسلحة إلى ما يكفل لها التأمين الكامل لأمن الجزائر واستقرارها، فكل هؤلاء وغيرهم من المخلصين والغيورين على وطنهم، وهم كثيرون، يستحقون مني اليوم كل الشكر والتقدير والاحترام، فجازاهم الله كل خير عن جيشهم ووطنهم.
وليعلم الجميع بأن الجيش الوطني الشعبي سيبقى يقظا، بل وفي غاية اليقظة، ولن يحيد عن خط سيره الوطني، ولن يحيد عن مهامه الدستورية الوطنية التي يستوجبها الوضع الحالي في البلاد، إلى غاية انتخاب رئيس للجمهورية، في الآجال الدستورية البعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال المراحل الانتقالية، فالجزائر الآمنة والمستقرة الموحدة أرضا وشعبا تستوجب من أبنائها المخلصين، وهم يشكلون الأغلبية الغالبة من شعبنا الأصيل، قلت تستوجب منهم تجاوز كافة الظروف، وإننا في الجيش الوطني الشعبي لدينا من الإرادة ما يكفي لتذليل كل الصعوبات، أقول كل الصعوبات، فلا صعوبات ولا عراقيل ولا عـقبات أمام تحقيق مصلحة الوطن العليا، فتلكم بديهة على كل من يعنيه الأمر أن يـعـيها ويدرك مراميها القريبة والبعيدة، فالجزائر ستبقى، بإذن الله تعالى وقوته، وإلى يوم الدين مصونة ومحمية ومهابة الجانب، كما أرادها الشهداء، وعندما أقول الشهداء فإنني أقصد كل المجاهدين الذين كانوا وقودا للثورة التحريرية المباركة، فجميعهم كانوا يطلبون الشهادة في سبيل الله والوطن، فمنهم من مـــــــن الله عليه وأكرمه بحسنى الشهادة، ومنهم من مـــــــن الله عليه وأكرمه رفقة شعبه، بحسنى النصر، فالجزائر هي أرض الجهاد وتربة الشهداء”.
بعدها فُسح المجال لتدخلات طلبة الأكاديمية، وأفراد وحدات الجيش الوطني الشعبي عبر النواحي العسكرية الست، والذين عبروا من جديد عن اعتزازهم وفخرهم الكبير بالانتماء إلى صرح الجيش الوطني الشعبي واستعدادهم الدائم، وفي كل الظروف للتضحية في سبيل عزة الوطن وأمنه واستقراره وسيادته.
السيد الفريق قام، إثر ذلك، بتدشين بعض المنشآت التي استفادت منها الأكاديمية على غرار مجمّع الإطعام والترفيه، الذي يضم مطاعم تسع (2400) مقعد، فضلا عن نوادي ترفيه تتوفر على كافة متطلبات واحتياجات الطالب اليومية والتي توفر له الراحة النفسية والجسدية ما يسمح له بمواصلة تكوينه في ظروف جيدة ومريحة، كما قام السيد الفريق بتدشين قاعة لكمال الأجسام التي شكلت إضافة هامّة للمركب الرياضي للأكاديمية والذي يكفل للطالب ممارسة مختلف أنواع الرياضات.
وزارة الدفاع الوطني