الرياضة والأرشيف يتصدران مداخلات المختصين: دور المجتمع المدني في مناهضة الدول المضطَهِدة في أشغال الجامعة الصيفية الـ12 لإطارات البوليزاريو والدولة الصحراوية

تتواصل فعاليات الجامعة الصيفية الـ12 لإطارات البوليزاريو والدولة الصحراوية التي تحتضنها جامعة الشهيد “أبا علي حمودي” التي تحمل شعار “كفاح وتضحية لفرض الاستقلال الحرية”، وهذا بكلية الحقوق والعلوم السياسية ببودواو ولاية بومرداس من 13 إلى 24 جويلية الحالي.

حمل عنوان اليوم الـ10 للتظاهرة “دور المجتمع المدني في مناهضة الدول المضطهدة”، وعرف حضور سفير الجمهورية العربية الصحراوية “عبد القادر الطالب عمر”، وأعضاء في الأمانة الوطنية وناشطين صحراويين للجمهورية العربية الصحراوية، ومشاركة قرابة الـ400 صحراوي وصحراوية في النقاش، حيث نشّط الملتقى مجموعة من أساتذة والدكاترة في القانون والعلاقات الدولية والأرشيف، ورئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة والعمل: “عبد الكريم شوشاوي”، ورئيس اتحاد الكتاب الصحفيين الصحراويين “نافعي محمد”.

وتطرّق رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة والعمل، “عبد الكريم شوشاوي” الذي استهل سجل مداخلات اليوم العاشر للجامعة الصيفية، عن نقطة مهمة متعلقة بالجانب الرياضي، باعتباره سلاحا قويا في نضال الشعوب، مستعرضا أمثلة من التاريخ المعاصر على ذلك، والتي من أهمها نضال فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، في الثورة التحريرية، الذي يعدّ أول استعمال للرياضة في نضال الشعوب من أجل نيل الاستقلال، حيث تمّ إنشاء فريق جبهة التحرير في 1958م وهرب لاعبوه من منتخب فرنسا الذي كان متأهلا لمونديال السويد، ورفضوا المشاركة معها ردا على على مقولة قادة الاستعمار بأن “الجزائر فرنسية”، ومن بين هؤلاء اللاعبين: “رشيد مخلوفي”، “مصطفى زيتوني”، “عبد العزيز بن تيفور”، “محمد معوش”، الذين انتقلوا إلى تونس وانطلقوا هناك في ثورة رياضة هي الأولى من نوعها في إطار النضال من أجل الاستقلال.

واصل رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة والعمل مداخلته من خلال تقديم نموذجين آخرين للنضال الرياضي، الأول كان للعداء الأمريكي الأسود البشرة “جيسي أوينز”، الذي أحرج زعيم النازية “أدولف هتلر” (صاحب نظرية التفوق العرق الآري) بتتويجه بأربع ذهبيات في أولمبياد 1936م بيرلين، وجعله يغادر المنصة الشرفية حتى لا يكرّمه شخصيا، في زمن كان لا يعترف فيه بالحقوق المدنية للسود ببلد العام سام. أما النموذج الثاني فكان عن أسطورة الفن النبيل المرحوم “محمد علي كلاي”، الذي رفض المشاركة في حرب الفيتنام وفضل دخول السجن وسحب اللقب العالمي منه، على قتال الأخرين ظلما.

وختم عبد الكريم شوشاوي كلمته بالتأكيد على أن ماراثون الصحراء الغربية الذي ينظم سنويا بمخيمات اللاجئين، بالشراكة بين الاتحادية الجزائرية للرياضة والعمل ونظيرتها الصحراوية منذ 2014م، يعدّ حدثا دوليا هاما، استطاع استقطاب عددا كبيرا من العادئين من عدة دول ما سمح بالتعريف بالقضية الصحراوية بشكل واسع في الوسط الرياضي والجمعوي الدولي، إضافة لمشاركة الرياضيين الصحراويين في مختلف المنافسات الرياضية التي تنظمها المنظمة الإفريقية للرياضة والعمل التي صارت الاتحادية الصحراوية عضوا رسميا فيها.

من جانبه، تطرّق بروفيسور الأرشيف بجامعة بوزريعة الأستاذ، “عاشور سلال”، في مداخلته إلى نقطة مهمة متعلقة بالأرشيف، وهي نقطة مهمة دعى للاهتمام والعناية بها من قبل الصحراويين، وهذا حماية منهم لمكتسباتهم التاريخية والمادية من السرقة والضياع، لأنها أساس يتبنى به الهوية الوطنية، خاصة مع الحملات الهوجاء والكاذبة التي تقودها الجهات المغربية من أجل تزوير الحقائق التاريخية، وعليه فإن الأرشيف وضبطه وتسجيله هام جدا ويعدّ سلاحا قويا وهاما في نضال الشعوب لاسيما الشعب الصحراوي.

وفي نفس السياق، أنهى رئيس اتحاد الكتاب الصحفيين الصحراويين، “محمد نافعي” اليوم الدراسي بحديثه عن جرائم المستعمر المغربي الذي يستعمل بروباغاندا كاذبة، وفق خطاب إعلامي يدار من خلال إعلاميين مدربين على هذه الآلة الدعائية الإعلامية المضلّلة، التي تعمل لخدمة أجندات استبدادية، معتبرا ذلك محاولة بائسة وفاشلة لتصدير مشاكلهم الداخلية، ومغالطة الرأي العام الدولي.

كما أشاد “محمد نافعي” بمواقف الجزائر الرجولية وفضلها الكبير في الدفاع عن القضية الصحراوية العادلة ونضال الفلسطينيين والقضايا العادلة في العالم، ومحاربتها لكل الأكاذيب المخزنية التي صارت تزور الحقائق وتحاول سرقة وتشويه سمعة وإنجازات الجزائر، مثل أكذوبة الذكاء الاصطناعي التي أطلقت على صور محاصيل القمح لهذا السنة، ومحاولة سرقة الموروثات الثقافية كالزليج الجزائري.

محمد حسام مروش

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى