الروائية فاطمة بومدين لشرشال نيوز: “لا أكتفي بكسر الحواجز و إنما أعمل على معالجة ما بعد حدوث هذا الكسر “

حاورت شرشال نيوز الروائية الصاعدة فاطمة بومدين حول جوانب هامة من تجربتها الإبداعية.. وعن “إلياء وسمراء” الثنائية التي أدخلتها عالم الرواية بسرد واقعي واقعي، يصوّر عالم ما بعد الهجرة بمعاني تتقاطر بين السطور والحروف تتزاحم لتعالج صورة المرأة من كافة النواحي…

1. كيف نعرّف الكاتبة فاطمة بومدين لقرائنا؟

بومدين فاطمة كاتبة و روائية جزائرية من مواليد 20 اكتوبر 1994 دائرة فرندة ولاية تيارت متحصلة على شهادة ليسانس في الأدب العربي و طالبة ماستر 2 تخصص حداثة و معاصرة بجامعة ابن خلدون ـ تيارت تخصصها الذاتي علم النفس و الإجتماع و كذاـــ أخصائية تغذية
خبرة في الإعلان الآلي.
كتابة و تحرير مقالات في مجلة أفريكانو الثقافي ب: مصر
تكتب في ركن القصة و العبرة بمجلة البهجة ــ العراق.
صدر لها مؤلفين بعنوان إيلياء و سمراء عن دار آدم للنشر و التوزيع و يشكل هذا العمل ثنائية. تم دراستها كمذكرة تخرج ف عدة جامعات جزائرية

2. “سمراء” وإلياء” هما مدخلك نحو عالم الأدب والإبداع، كيف تلخصين هاتين التجربتين:

تتحدث الثنائية «إيلياء و سمراء» عن الهجرة و بعض و أسبابها قبل أن تتعمق في وصف عالم مابعد الهجرة. حيث تدور معظم أحداث الرواية في فرنسا لتصور لنا كيف أن المرأ يفقد ذاته مع توالي الإنكسارات، فيعود لايشتهي شيئا و تضيع أمنياته فيتشتت ويرحل فكره يجري خلف ذكريات الطفولة لايجدها عند الوصول فيتحطم قلبه الى قطع صغيرة.
ان الرحلة التي تصفها الثنائية رحلة مجهولة مملوؤة بالمآسي تَضرِب فيها الأقدار الأعناق وتتشابك فيها المصائر فنجد حظ الفتاتين منسوج بخيط سبق أن نسج مصير الأم. كيف لا والقدر يطاردهما يبتسم لهما الحظ دقيقة و يرميهما في الحزن لساعات طويلة.
تحمل الثنائية عبر من الحياة الواقعية حتى أننا نكاد نرى المعاني تتقاطر بين السطور و الحروف تتزاحم لتعالج صورة المرأة من كافة النواحي (المرأة المتمردة على العادات و التقاليد، العاملة، المهاجرة، الأم، الخادمة، المتزوجة، المهمشة، العليلة… وقضايا أخرى).
وقد لايفهم هذه المزاحمات الا شخص تجاوز مرحلة المطالعة العادية و هدهد العملين على مهل

3. هل يمكن أن نعرف تجربتك مع نشر الروايتان، فالعديد من الكتاب الشباب بقيت تجاربهم حبيسة أدراجهم لصعوبة ايجاد ناشر يقبل المغامرة مع مبدع شاب؟؟

نشر عمل أدبي اليوم مهما بلغت قيمته و مادته من قوة و تركيز ليس بالأمر الهين و يعود السبب الى عدم الاهتمام التام بالثقافة في الجزائر، و دور النشر همها الوحيد هو المبلغ المالي الذي ستقبضه اثر هذا العمل، ولو كانت الهيئات المختصة تقدم حلول جيدة للمبدع و مبادرات جليلة من شأنها أن تساعده، لخرج من رحم الجزائر الكثير من المبدعين و المثقفين

4. نستشفّ أنّك تكرّرين مسار آسيا جبار، إلا أنّها عاشت تجربتها بحق فكانت المهاجرة المتحرّرة من القيود التي تحاولين أنت أيضا كسرها في عملك؟؟

لا أعتقد أني أسير على خطى كاتب معين، أو أكرر تجربته أفضل صنع تجربة جديدة خاصة بي فقط لا أكتفي فيها بكسر الحواجز و انما أعمل على معالجة مابعد حدوث هذا الكسر أيضا.

5. تعتمدين على لغة الأدب الكلاسيكي والواقعي، بينما أعمالك تعيش القلق الوجودي (السارتري)، ما رأيك ؟

أعمالي تتأرجع بين الطرفين. لكنها تميل أكثر نحو الواقعية. ففي نظري الواقعية تحمل رسالة سامية جدا تعالج الواقع بحذافره دون تنميق أو تزويق. هدفها ابراز ظاهرة ما و معالجتها من الجذور

6. تتوجّهين نحو القصة ذات النفس الطويل، هل نستشف من هذا التوجّه أنّك تلقيت صعوبات مع الرواية؟

لم أواجه أي صعوبة مع الرواية الأمر فقط أني متحمسة لتجربة جيدة كما أن لغة الرواية لغة غير مهذبة ولها شروط لاتخفى على أحد، بينما لغة القصة لغة رزينة

7. قراءتك المتعدّدة من مشارب مختلفة، منحتك عكازا تتكئين عليه، ولكن ألم يحن الوقت بعد لتقفي على قدميك بلغة مستقلة، لغة خاصة بك، بعيدة عن المخزون اللغوي الموروث من تلك القراءات؟

ان تجربتي مع المطالعة تجربة جليلة كونت من خلالها نفسي و راجعت ذاتي و أفكاري و غذيت رصيدي لكن هذا لايعني أنها هي المسيطر على عملي الإبداعي بالعكس لغتي و أفكاري مستقلة 100٪

8. تكتبين في مرحلة يميل فيها الانسان إلى تثقيف الذات بوسائل تكنولوجية مؤثّرة، فما هي مكانة الأدب في هذا الزمن، وما مستقبل الإبداع، في رأيك؟

دون أن أتحدث عن الإبداع مستقبلا الإبداع في وقتنا الراهن شبه منعدم و ان وجد لايحظى بفرصة الظهور أو الإهتمام من قبل المسؤولين. وان لم تحدث ثورة ثقافية لن يكون له وجود مستقبلا.

طارق .ب 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى