الرئيس تبون يدعو من الرياض إلى تكثيف الضغوط على المحتل الإسرائيلي ديبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا وفرض العقوبات عليه

دعا  رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون‎، في كلمته بالقمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية المنعقدة بعاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، والتي ألقاها عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، إلى  تكثيف الضغوط على المحتل الإسرائيلي ديبلوماسيا وسياسيا  واقتصاديا وفرض العقوبات عليه على شاكلة تجميد عضوية المحتل الإسرائيلي في الأمم المتحدة وفرض حظر على تصدير الأسلحة إليه، من أجل ردعه وحمله على وقف حربه على غزة وعلى لبنان والعدول على إذكاء حركيتها التصاعدية الآثمة.

ولفت رئيس الجمهورية أنّ الجزائر عملت منذ انضمامها إلى مجلس الأمن على ابقاء الضوء مسلّطا والاهتمام مركزا على الدوام على القضية الفلسطينية والمأساة اللبنانية خاصة وأن تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بصفة أوسع وأعمّ.

كما سجّل الرئيس تبون أمام القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية في طبعتها الثانية أن خطر الوجود الذي  يتهدّد القضية المركزية للعرب والمسلمين  يتأكّد ويتنامى أمام أعين العرب والمسلمين وأمام أعين المجموعة الدولية فلا أفق لوضع حرب الإبادة الجماعية الدائرة رحاها في غزة ولا أفق لتحصين لبنان من امتداد الحرب، ولا أفق لوقف تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني  وكبح جماحه في اشعال حرب اقليمية شاملة وفوق كل هذا وذاك هناك خطر تصفية القضية الفلسطينية.

وأوضح الرئيس تبون في ذات الرسالة التي ألقاها نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج أحمد عطاف، أنّ تصفية القضية الفلسطينية يتمّ عبر تفريغ المشروع الوطني الفلسطيني من مضمونه بطريقة مدروسة وممنهجة ومتقنة التصوّر والتنفيذ، وكشف أن تصفية القضية الفلسطينية يتمّ عبر نقل فكرة الدولة الفلسطينية واستبعاد قيامها كشرط محوري من شروط الحل العادل والدائم والنهائي للصراع العربي الإسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية عبر القضاء نهائيا على مبدأ الأرض مقابل السلام وسط تشبّث الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني بوهم تحقيق السلام على مقاسه ووفق أهوائه وأطماعه دون ادنى مراعاة لما أقرّته الشرعية الدولية من ضوابط وثوابت وأحكام وفي مقدمتها حتمية انهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية وعودتها لأصحاب الحق عليها.

كما اكّد رئس الجمهورية أنّه لا مناص من تثمين المكتسبات السياسية والديبلوماسية والقانونية التي حقّقتها القضية الفلسطينية لإفشال المخططات الإسرائيلية الرامية  لتصفيتها وطمس معالمهما والتحالف الدولي من أجل دعم حلّ الدولتين يمثّل خطوة هامة  للحفاظ على ثوابت ومقوّمات الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة.

أما بالنسبة للبنان بعد الحرب  فقد ألحّ الرئيس تبون أمام القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية المنعقدة بالرياض أنّ مستقبله يجب أن يبقى بين أيدي اللبنانيين وحدهم دون غيرهم.

 

ش.ن

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون‎، بالقمة العربية والإسلامية غير العادية والتي ألقاها عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف.

 

“بسم الله الرحمن الرحيم

1- شكراً صاحب السمو الملكي، رئيس القمة، وأستسمحكم بأن أتلو عليكم نص الرسالة التي يتوجه بها أخوكم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى جمعكم الموقر هذا.

2- بعد مرور عامٍ كامل على طبعتها الأولى، تلتئم القمة العربية-الإسلامية الثانية لتسجل أن الخطر الوجودي الذي يتهدد قضيتنا المركزية يتأكد ويتنامى أمام أعيننا وأمام أعين المجموعة الدولية.

3- فلا أُفقَ لوضع حدٍّ لحرب الإبادة الجماعية الدائرة رحاها في غزة، ولا أُفقَ لتحصين لبنان من امتدادها، ولا أُفقَ لوقف تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني وكبح جماحه في إشعال حربٍ إقليمية شاملة. وفوق كل هذا وذاك، هناك خطر تصفية القضية الفلسطينية:

– تصفية القضية الفلسطينية أولاً عبر تفريغ المشروع الوطني الفلسطيني من مضمونه، بطريقة مدروسة وممنهجة ومُتقنة التصور والتنفيذ.

– وتصفية القضية الفلسطينية ثانياً عبر نقض فكرة الدولة الفلسطينية واستبعاد قيامها كشرط محوري من شروط الحل العادل والدائم والنهائي للصراع العربي- الإسرائيلي.

– وتصفية القضية الفلسطينية ثالثاً وأخيراً عبر القضاء نهائياً على مبدأ الأرض مقابل السلام، وسط تشبثِ الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني بوهم تحقيق السلام على مقاسه ووفق أهوائه وأطماعه، دون أدنى مراعاة لما أقرته الشرعية الدولية من ضوابط وأحكام، وفي مقدمتها حتمية إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية.

4- أمام هذا الوضع المأساوي، فقد عملت بلادي منذ انضمامها لمجلس الأمن على إبقاء الضوء مسلطاً على الدوام على القضية الفلسطينية بصفة خاصة وعلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة.

5- وبذات القدر من الالتزام، ستستجيب الجزائر للطلب الموجه لها من قبل قمتنا هذه لإعادة طرح موضوع العضوية الكاملة لدولة فلسطين بمنظمة الأمم المتحدة. كما أن قناعتنا تبقى راسخة من أنه:

– لا مناص أولاً من تكثيف الضغوط على المحتل الإسرائيلي دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً. والعقوبات، على شاكلة تجميد عضوية المحتل الإسرائيلي بالأمم المتحدة وفرض حضر على توريد الأسلحة الموجهة إليه، تظل وحدها الكفيلة بردع هذا الأخير وحمله على وقف حربه على غزة وعلى لبنان، وكذا تصعيده في المنطقة.

– ولا مناص ثانياً من تثمين المكتسبات السياسية والدبلوماسية والقانونية التي حققتها القضية الفلسطينية لإفشال المخططات الإسرائيلية الرامية لتصفيتها وطمس معالمها. والتحالف الدولي من أجل دعم حل الدولتين يمثل خطوة هامة للحفاظ على ثوابت ومقومات الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة.

– ولا مناص ثالثا وأخيراً من التفافنا صفاً واحداً حول أشقائنا الفلسطينيين وحول أشقائنا اللبنانيين. لأن مستقبل غزة ما بعد الحرب يجب أن يحدده الفلسطينيون في المقام الأول وفي المقام الأخير، وكذلك الأمر بالنسبة لمستقبل لبنان بعد الحرب الذي يجب أن يبقى بين أيدي اللبنانيين وحدهم دوناً عن غيرهم.

وشكراً.”

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى