الرئيس تبون يؤكد تطلّع الجزائر لمشاركة التجارب الناجحة للدفع بالتنمية في القارة الأفريقية

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم، في كلمته، قرأها نيابة عنه، الوزير الأول، نذير العرباوي، في أشغال قمة المؤسسة الدولية للتنمية من أجل تعبئة الموارد لإفريقيا، بالعاصمة الكينية نيروبي، أن الجزائر التي رافعت دوما عن قضية التنمية في افريقيا، وكان لها دور ريادي في المسعى الجماعي لارساء نظام اقتصادي جديد عادل وشامل، تتطلع الى جعل هذا اللقاء الهام منصة لتقاسم الخبرات وتشارك التجارب الناجحة لإثراء النقاش و استكشاف السبل الأمثل للدفع بالتنمية في القارة الأفريقية.
شرف الدين عبد النور
النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون قرأها نيابة عنه الوزير الأول نذير العرباوي في أشغال قمة المؤسسة الدولية للتنمية من أجل تعبئة الموارد لإفريقيا بالعاصمة الكينية نيروبي
“تكتسي هذه القمة اهمية بالغة باعتبارها محطة اساسية لدعم اولويات وتطلعات المجموعة الافريقية خلال عملية إعادة تأسيس موارد المؤسسة الدولية للتنمية وفرصة مواتية لبحث سبل مواجهة التحديات التي يفرضها السياق الدولي الراهن لاسيما التفاقم القياسي لمستويات الديون وارتفاع اسعار الفائدة وشح التمويل الذي فرض على العديد من البلدان الفقيرة على تقليص النفقات الضرورية بما فيها تلك الموجهة لقطاعات حيوية كالصحة والتعليم والبيئة، بما يُقوّض تحقيق اهداف التنمية المستدامة لعام 2030 ويحول دون معالجة الاسباب الجذرية التي تغذي النزاعات وعدم الاستقرار.
أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة
تؤكد الجزائر مجددا على الدور التمويلي المحوري الذي تطلع به المؤسسة الدولية للتنمية، كما تشيد بتخصيصها لاكثر من 70% من مجموع التزاماتها لافريقيا خلال العملية العشرين لاعادة تأسيس موارد المؤسسة.
وتطّلع الجزائر الى انتهاج مقاربة طموحة ونوعية عملية اعادة تأسيس الموارد تساهم في رفع سقف الموارد الميسرة مع مراعاة احتياجات البلدان المقترضة، كما تجدد دعمها للمبادرات والاليات الكفيلة بسد فجوة التمويل وتخفيف وطأة الديون و رصد الموارد الضرورية للمجالات ذات الاولوية.
بالاضافة إلى ذلك، فإن دعم التنمية في افريقيا مرتبط بتسريع وتيرة الاندماج القاري وتنفيذ أجندة الاتحاد الافريقي 2063. وهو ما تعكف الجزائر على تجسيده لاسيما من خلال تصور اندماجي لمشاريعها الوطنية وانجاز مشاريع تنموية اخرى بعدة دول افريقية مجاورة.
اصحاب الفخامة
ان الجزائر التي رافعت دوما عن قضية التنمية في افريقيا وكان لها دور ريادي في المسعى الجماعي لارساء نظام اقتصادي جديد عادل وشامل، تتطلع الى جعل هذا اللقاء الهام منصة لتقاسم الخبرات وتشارك التجارب الناجحة لإثراء النقاش و استكشاف السبل الأمثل للدفع بالتنمية في القارة الأفريقية.
و من هذا المنطلق أود الإشارة إلى الاصلاحات الاقتصادية العميقة التي باشرتها الجزائر لبناء نموذج إقتصادي جديد قائم على التنويع و خلق الثروة و تحرير روح المبادرة. و بفضل هذه الجهود حققت الجزائر ارتفاعا ملموسا للناتج الداخلي الخام خلال السنتين الأخيرتين بما مكن من تعزيز المكاسب الإجتماعية ودعم الاستثمار و تمويل تطوير البنية التحتية القاعدية.
و في صلب هذه الاصلاحات، تم إصدار منظومة قانونية و تنظيمية جديدة للإستثمار تتضمن العديد من المزايا و التحفيزات و تكرس الاستقرار القانوني و الشفافية و المساواة بين المستثمر الاجنبي و الوطني، كما كرست هذه الاصلاحات نظاما جديدا لمنح العقار الاقتصادي الموجه للإستثمار وفق مقاربة اقتصادية شفافة، فضلا عن مراجعة شاملة للقانون النقدي و المصرفي و تنويع العروض التمويلية و فتح وكالات للبنوك الجزائرية في الخارج، لاسيما في القارة الأفريقية.
و على الصعيد الاجتماعي تعمل الدولة باستمرار على تحقيق العدالة الاجتماعية و تمكين المواطن من الوصول إلى خدمات نوعية في جميع المجالات، و قد سمحت هذه المقاربة المتوازنة بالتوفيق بين متطلبات التنمية و تكريس الطابع الإجتماعي للدولة و هو ما جعل الجزائر تحتل مكانة رائدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في قارة أفريقية.
أصحاب الفخامة
أود في الختام التعبير مجددا على دعم الجزائر لجهود مختلف الأطراف المشاركة في هذا الاجتماع بما يسمح بتوفير الإمكانيات المالية الضرورية و إدماج مجمل الأولويات الوطنية الأفريقية ضمن خطة عمل المؤسسة الدولية للتنمية و المضي قدما نحو مستقبل أكثر إنصافا و استداما”.