الخبير الدولي الدكتور توفيق هامل: المغرب كمُصدّر وبلد عبور للمخدرات يشكّل تهديدا حقيقيا للاستقرار الإقليمي

أكّد الخبير الدولي في التاريخ العسكري وقضايا الدفاع الدكتور توفيق هامل أنّ المغرب كمُصدّر وبلد عبور للمخدرات، يشكّل تهديدا حقيقيا للاستقرار الإقليمي.
وكشف الدكتور هامل في حديث له للإذعة الوطنية أنّ المغرب هو فاعل مركزي في الاقتصاد العالمي للقنب الهندي؛ إذ أن أكثر من 70% من القنب المستهلك في أوروبا عام 2022 مصدره المغرب.
ومن جهة أخرى، فالمغرب يُعد منطقة عبور نحو أوروبا والشرق الأوسط، يلعب دوراً مركزياً في هذه الديناميكية، ما يؤثّر بالضرورة على استقرار الدول المجاورة، وخاصة الجزائر.
وقال الخبير هامل أنّ هذا يتطلب مقاربة جماعية ومتكاملة، لأن المغرب يُعدّ أول مصدر عالمي للقنب، بسوق تُقدّر قيمته بـ10 مليارات يورو. وأوضح أنّه لا توجد جهود كافية، ولا وسائل قوية للقضاء على هذه الزراعة. كما أن هناك شخصيات نافذة متورطة في شبكات التهريب، يضيف ذات المتحدّث.
وبخصوص التقرير الأخير لعام 2024 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والذي يُظهر استمرار الزيادة في زراعة المخدرات واستهلاكها والاتجار بها على مستوى العالم. فسّر الدكتور توفيق هامل هذه الظاهرة بعدّة عوامل منها النمو الديمغرافي، والأرباح الكبيرة التي يُدرّها هذا النشاط، والصراعات التي تلعب دوراً مهماً، وتَوفّر العرض، بالإضافة إلى عناصر أخرى تتعلق برقمنة عمليات البيع، وخصوصاً في ظل الهشاشة الاجتماعية والصحية. وأكّد أنّ كل هذه العوامل تُشكّل شبكة تفاعلات تُغذي هذا الاتجاه التصاعدي.
ولفت الدكتور هامل أنّ تقرير الأمم المتحدة نفسه يُصرّ على أهمية اعتماد مقاربة متعددة الأبعاد، وعلى ضرورة التنسيق الدولي، والتعاون القضائي، إضافة إلى تعزيز سياسات الصحة العمومية، والتعليم، وتقليل المخاطر، والبحث عن بدائل اقتصادية للزراعات غير القانونية، خاصة في المناطق الفقيرة.
واستنتج الخبير هامل انّه كلّما ازداد عدد السكان في العالم زاد عدد المستهلكين للمخدرات، فما بين عامي 2002 و2022، لوحظت زيادة تقارب 20%، حيث ارتفع عدد المتعاطين من 242 مليوناً إلى 292 مليوناً. كما أنّ التنوّع المتزايد في أنواع المخدرات، وتطوّر انتاجها هو سبب في تزايد عدد المستهلكين، كما أشار إلى تأثير جائحة كوفيد-19، التي أدت إلى تزايد الاضطرابات النفسية، كالقلق والاكتئاب، ما ساهم بدوره في زيادة الاستهلاك والإدمان.
وفي ردّه على سؤال حول التأثّر المباشر للجزائر من تفشي المخدّرات خاصة القنب والمؤثرات العقلية القادمة من الجهة الغربية، أوضح الدكتور هامل أنّ مكافحة انتشار المخدرات، خاصة المؤثرات العقلية، تتطلب استراتيجية شاملة، منسقة، ومتعدّدة القطاعات، ترتكز على ثلاثة محاور أساسية بدءا بالردع المستهدف، المتمثّل في تحديد واستهداف الشبكات الفاعلة في التهريب، وكذا الوقاية الاجتماعية والتربوية بالتركيز على فئة الشباب وتوعيتهم.
كما يرى الدكتور توفيق هامل أن الرعاية الصحية والنفسية، هي محور أساسي لمكافحة انتشار المخدرات، حيث اعتبر أنّه لا يمكن الاعتماد فقط على الأمن والقوانين، رغم أهميتهما، بل يجب تغيير المقاربة نحو شمولية تُركز على الصحة العامة، والإدماج الاجتماعي، وبناء مناعة مجتمعية.
كما أكّد أنّ المواطن لا بدّ أن يكون فاعلاً في هذه الاستراتيجية، ويشارك فيها بفعالية.
وختم الخبير الدولي في الشؤون العسكرية والدفاع الدكتور توفيق هامل حديثه للإذاعة الوطنية قائلا “شخصياً، أشبّه المخدرات والإجرام بالنمل الأبيض الذي ينخر البيوت من الداخل دون أن يُلفت الانتباه فوراً، لكن عواقبه تكون مدمّرة على المدى الطويل. لذا من الضروري تشديد الحرب على المخدرات والجريمة المنظمة.
وليد بحيري
الحوار كاملا: