الخبير الاستراتيجي أحمد ميزاب: “الدبلوماسية الرّقمية”… أداة جديد لتعزيز الأمن الوطني في العصر الرقمي”

نظّم معهد المناهج للدراسات العليا والبحث العلمي، اليوم (السبت)، ندوة علمية أكاديمية بعنوان “الدبلوماسية الرقمية وتعزيز الأمن الوطني: الفرص والتحديات”، وذلك ببرج البحري في العاصمة. أدار الندوة الخبير الاستراتيجي الدكتور أحمد ميزاب، بحضور نخبة من الطلبة والباحثين من مختلف التخصصات.
الدبلوماسية الرقمية… مجال جديد فرض نفسه في العصر الرقمي
خلال الندوة، تناول الدكتور أحمد ميزاب مفهوم “الدبلوماسية الرقمية” باعتبارها أداة فعّالة تواكب الدبلوماسية التقليدية في إدارة الأزمات والتحديات الحديثة. وأوضح أن هذا المجال أصبح ضرورة في ظل التحوّل العالمي نحو التكنولوجيا الرقمية، حيث باتت الدول تعتمد بشكل كبير على الأدوات الرقمية لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
وأشار الخبير إلى أهمية الدبلوماسية الرقمية خاصة على المستوى الرسمي، وكيف يمكن للدول توظيف وسائل التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا المعلومات لتعزيز حضورها الدولي، مع التركيز على إدارة الأزمات بطرق مبتكرة تتناسب مع العصر الرقمي.
الدبلوماسية الرقمية… بين الفرص والتحديات
استعرض الدكتور ميزاب خلال الندوة عددًا من الفرص التي توفّرها “الدبلوماسية الرقمية”، منها تعزيز الاتصال والتواصل بين الشعوب والدول، ودور الأفراد في العالم الرقمي. كما سلط الضوء على أهمية المؤثرين الذين يقدمون محتوى هادف على المنصات الرقمية، ودورهم في الترويج الثقافي والسياحي لبلدانهم، مما يعزّز ما يُعرف بـ”القوة الناعمة” للدول.
في المقابل، تناول ميزاب أبرز التحديات التي تواجه الدول في هذا المجال، ومنها انتشار المعلومات المضلّلة أو ما يُعرف بـ”الأخبار الزائفة (Fake News)”، وتأثيرها السلبي على أمن الدول والأفراد. وأشار إلى أن مواجهة هذه التحديات تتطلب استراتيجيات فعّالة للتعامل مع المخاطر الرقمية.
مداخلات وأسئلة من الحضور.. نقاش أكاديمي ثري
شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، حيث أُتيحت الفرصة للمشاركين لطرح آرائهم وأسئلتهم. وفي سؤال من جريدة “شرشال نيوز”حول الاستراتيجيات اللازمة لسدّ الفجوة الرقمية، أكّد الدكتور ميزاب على أهمية دراسة التجارب السابقة للدول، مشيرًا إلى ضرورة تحديد نقاط القوة والضعف لبناء استراتيجيات فعّالة.
وأضاف الخبير أن التركيز يجب أن يكون على “البنى التحتية” و”الكفاءات البشرية” في المجال الرقمي، لافتًا إلى الجهود المبذولة في هذا الصدّد، ومنها إنشاء مدارس متخصصة مثل “المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي” و”المدرسة العليا للأمن السيبراني”.
الندوات العلمية..مساحة لتعزيز النقاش الأكاديمي
تُعد هذه الندوة العلمية فرصة مهمة لتعزيز النقاش الأكاديمي بين الباحثين والمهتمين بالمجال الرقمي والتكنولوجي، خاصة فيما يتعلق بتأثير هذه التطورات على الأمن القومي. وفي ظل التحديات المتسارعة التي يفرضها العالم الرقمي، تبقى مثل هذه الفعاليات منصّة لتبادل الأفكار والخبرات.
مهدي الباز