الحَركَى الجُدُد يجْترّون أصوات الغرغرة ومنصات التواصل الاجتماعي تفضح العملاء

كُلّما مرّ على الجزائر الثاني والعشرون من فبراير كسائر أيام العام، ارتفع تكالب شرذمة كانت توهم نفسها طيلة أيام السنة بانتفاضة شعبية وانهيار الدولة في هذا اليوم المبارك.. شرذمة فاتها قطار الحراك فركبت عربَة متوقّفة منذ ديسمبر 2019، لترى من بعيد مطالب الحراك المبارك تتحقّق على أرض الجزائر، وترى راية الجزائر تعلو في المحافل الدولية، وذراعيها مفتوحة لاستقبال الوافدين إليها جماعات وفرادى في أحداث عربية وإفريقية ميّزت سنة 2022، وكذا مناسبات رياضية مرّت أعراسا انخرط فيها الشباب بحماس مُفعم بالوطنية، رغم رهان هذه الشرذمة للفشل في عقدها أوإقامتها.. فهكذا كان يصرخ المدعوون العربي زيطوط وهشام عبود وأمير ديزاد وعبدو سمار وآخرون ممن فقدوا البوصلة وسقطت من مفهوميتهم كلمة الوطن.

ولم يعد خفيّا على أحد أنّ هؤلاء هم حركى جُدُد بما يَلُفُّ الكلمةَ من خيانة، لكنّهم حركى أقذر في الخيانة من حركى ثورة التحرير، فحين يطلّ أحدهم من قناة تلفزيونية للكيان الصه..ي.وني ليصبّ عداءه على الأرض التي أنجبته.. ويرقص آخر في أراضي الصحراء الغربية المحتلة على نخب المحتل الغاصب، فلم يعد مجالا للتحليل أو تقديم أدلّة عن الخيانة العظمى والانبطاح للأعداء.

راهنت القوى المعادية للجزائر، بعد فشل مخططاتها لإدراج البلد في حركية الربيع العربي، على هؤلاء الحركى الجُدد لإنتاج محتوى على منصات التواصل الاجتماعي، بإمكانه أن يشعل فتيل الفوضى ويؤجّج الأوضاع، فانصاع هؤلاء وحاولوا الاجتهاد في صناعة الأكاذيب والدعايات وتسويقها بمنطق الدعاية الحربية التي تعتمد على تكرار الأكذوبة وتصديقها لتصل غايتها، كما عملوا على استغلال بعض المشاكل الاجتماعية كالندرة المفتعلة في بعض المواد الغذائية الأساسية، فحاولوا تحويل كل مشكل إلى بؤرة توتّر، إلى أن حسبوا أنّ مشاهديهم سينهضون فجرا لحرق البلد، غير مدركين درجة الوعي التي وصل إليها الشعب الجزائري، خصوصا الشباب الذي راهنوا عليه.

فلم يتمكّن هؤلاء الحركى الجُدد من قياس درجة الوعي الذي بلغها الشعب الجزائري بعد سنة 2019، ولم يتمكّنوا من ضبط عودة النخوة الوطنية وعزّة الانتماء للجزائر لدى الشباب الذي راهنوا عليه، لكنّه أدرك خيانتهم وولاءهم لدوائر أجنبية ودول أخرى معادية للجزائر، على رأسها النظام المغربي ومخزنه الموالي للصه..اي.نة، بحيث يعمل معظم خونة الجزائر تحت مظلّته، ويقتاتون من عائدات المخدّرات والدّعارة التي أصبحت تشكّل جزءا هاما من ميزانية دولته الآيِلة إلى الانهيار. ولم يعد يخفي هؤلاء الخونة دعمهم للمخزن وأطروحاته بخصوص قضية الصحراء الغربية.

ومن جهتها، لم تَغُض مصالح الدولة الجزائرية طرْفَها عن عملاء الداخل الذين حاولوا استغلال منابر إعلامية غير قانونية لتمرير رسائل الخونة والمنظمات المصنّفة قانونا بالإرهابية، ومحاولة الايقاع بين أطياف المجتمع والتعتيم المُمنهج لكلّ الانجازات والحطّ من قيمتها، تحت غطاء الإعلام الحرّ الذي ثبت تمويله من جهات أجنبية.

تتقاطع رؤى هؤلاء وهؤلاء مع دوائر ودول أجنبية لا تزال توهِم نفسها بإعادة الجزائر إلى نقطة الصفر التي تجاوزتها بعمر الاستقلال، وإدراك هؤلاء وهؤلاء أنّ هذه الأطروحات لم تَعُد سوى وهم قديم، روّجوا لآخر شعاره (يتنحاو ڨع) بعدما ركبوا الحراك حتى بحّت حناجرهم دون إقناع أحد، حتى السُذَّج الذين اتّبعوهم بضع خطوات تبرّوا منهم، ما جعلهم في الآونة الأخيرة يحاولون ملأ منصات التواصل الاجتماعي بصراخ الأكاذيب والدعايات التي تُنسَج لهم، مقابل دراهم معدودات.

والرأي العام أدرك أنّ أمرهم صار كالمنعكس الشَّرطي، فكلّما زاد نجاح الجزائر على الصعيد الديبلوماسي، زاد صراخهم، وكلّما ارتفع علم الجزائر اشتدّ تكالبهم، خصوصا وأنّ هذه النجاحات التي تُحقّقها الجزائر، تُقابلها هزائم متتالية وفضائح دولية مشينة لرُعاتهم في المخزن، وبلغ جنونهم مرحلة “الهبال” بالتحام الشعب مع سلطته وجيشه واضعين جميعا الجزائر خطّا أحمر، ليتحوّل الحركى الجُدُد إلى خنازير مجروحة فاقدة الاتجّاهات فلا وطن يأويهم ولا مَوْطِن الخيانة يحميهم..

حسان خروبي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى