الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية تؤكّد على اعتبار جرائم الاستعمار الفرنسي جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم

أعرب المشاركون في الملتقى الدولي “أصحاب الجبب السوداء والثورة الجزائرية: مرافعات محاميي الحرية لا تزال موضوع الساعة” عن إدانتهم الشديدة للجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وخاصة في قطاع غزة، من جرائم إبادة جماعية، وتطهير عرقي، وحصار ظالم، وانتهاك ممنهج للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، وخرق فاضح للقانون الإنساني الدولي، في ظل صمت دولي مشين وانحياز مفضوح لقوى الهيمنة. كما يُدين الملتقى بشدة الاعتداءات المتكررة للكيان الصهيوني على سيادة الدول، وانتهاكها الصارخ لأحكام ميثاق الأمم المتحدة.
كما شدّد المشاركون في هذا الملتقى الذي نظّمته، الأربعاء، الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية، على اعتبار جرائم الاستعمار الفرنسي جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وضرورة مواصلة توثيقها والترويج لها دوليًا. وأكّدوا على اعتبار الذاكرة فعلاً نضاليًا حيًّا ومقاومة ضد النسيان.
وشارك في الملتقى الذي نظّمته الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية، برعاية وزير المجاهدين وذوي الحقوق الذي حضر الملتقى، مجموعة من المجاهدين والمحامون وأصدقاء الثورة التحريرية الوافدين من عدّة دول، حيث تناول دور أصحاب الجبب السوداء إبان ثورة التحرير.
وفي كلمة افتتاحية أكّد رئيس الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية ” نور الدين جودي ” على أهمية هذا اللقاء في استحضار ضمير العدالة كصوت لم يخفت ولم يتقادم ولم يرضخ لصمت السياسة او نسيان التاريخ، فضلا عن كونه تجديد لميثاق الحق الذي لا يسقط بالتقادم ومع العدالة التي لا يفرغها الزمن من معناها.
وأوضح جودي في ذات الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام للجمعية نصر الدين بلقاسم، أن أصحاب الجبة السوداء لا يلبسون الزي المهني للتباهي فقط ، بل هو رمز للدفاع عن الحق والعدالة المغتصبة ليكونوا شهداء على الجرائم التي ارتكبت بغطاء قانوني زائف، خاصة إبان الثورة اين كان المستعمر يريد أن يغطي على أفعال القتل والتعذيب والتهجير ويتخذ منها غلافا قانونيا لكن صوت الجبة السوداء فضح هذا الزيف وقلب المعادلة على الجلاد ، فكان المحامي الحر في قاعة المحكمة بمثابه الثائر الذي يحمل القانون في وجه الطغيان والعدالة الحقة في وجه الاستعمار الجائر.
وأوصى المشاركون في الملتقى الدولي “أصحاب الجبب السوداء والثورة الجزائرية: مرافعات محاميي الحرية لا تزال موضوع الساعة”، الذي أدارت جلساته المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، على ضرورة إطلاق منصة رقمية دولية باسم “محامو الحرية” هدفها إنشاء أرشيف رقمي متعدد اللغات (العربية الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية) يوثق المرافعات، والسير الذاتية والوثائق التاريخية لمحامي الحرية الذين دافعوا عن القضية الجزائرية العادلة، ليكون مرجعًا أكاديميًا وقانونيًا مفتوحا أمام الباحثين ومؤسسات الدفاع عن حقوق الإنسان.
كما أوصى المشاركون بالتحرك لدى منظمة اليونسكو والمحاكم الدولية للاعتراف بالمرافعات التاريخية لمحامى الثورة الجزائرية كذاكرة قضائية عالمية معادية للاستعمار، وتعزيز حضورها في المنتديات القانونية الدولية وهذا من أجل إدراج مرافعات محامي الحرية” ضمن التراث الإنساني العالمي.
ش.ن

