الجزائر والكاميرون تتفقان على 3 خطوات رئيسية لفتح آفاق جديدة للعلاقات الثنائية

كشف وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، اليوم، في تصريح صحفي بمقر الوزارة، عن تفاصيل جلسة العمل الموسعة التي أجراها مع وزير العلاقات الخارجية لجمهورية الكاميرون، لوجون مبيلا مبيلا، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر.

وقال عطاف في هذا السياق، أنه اتفق مع نظيره الكاميروني، على ثلاث خطوات رئيسية من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات الجزائرية-الكاميرونية، وتتمثل حسب الوزير عطاف في، أولا، تقوية الإطار القانوني للعلاقات الثنائية، عبر تسريع المفاوضات حول النصوص القانونية المطروحة حالياً على تقدير الطرفين، والتي يتعدى عددها السبعة بحيث تشكل فرصة لتنويع الشراكة بين البلدين، كاشفا أن الطرفين وقعا اليوم على الاتفاق المتعلق بالإعفاء المتبادل من التأشـيرة لحـاملي جـوازات السفـر الدبلـوماسية وجوازت السفر لمهمة تسهيلا لتنقل الوفود الرسمية بين البلدين.

وتتمثل الخطوة الثانية حسب أحمد عطاف في، تفعيل الآليات المؤسساتية للتعاون الثنائي، وذلك عبر الإسراع في تنظيم الدورة المقبلة للجنة الحكومية المشتركة، وتفعيل آلية التشاور السياسي بين البلدين، وكذا تنشيط مجلس رجال الأعمال الجزائري- الكاميروني الذي تم تأسيسه شهر جانفي 2023.

كما تتجلى ثالث الخطوات، وفقا للوزير، في تحديد وتحديث أولويات التعاون الثنائي، وذلك عبر العمل، من جهة، على تثمين النتائج المحققة في المجالات التقليدية، على غرار المجالات العسكرية، ومجالات التعليم العالي والتكوين المهني، وكذا النقل البيني بكافة أبعاده ووسائله، ومن جهة أخرى، توسيع أولويات التعاون لتشمل المجالات التي تندرج في صلب اهتمامات جهود التنمية الوطنية في البلدين، على غرار تلك المتعلقة بالطاقة والمناجم، والصناعة الصيدلانية، والفلاحة، والصيد البحري، فضلا عن مضاعفة الجهود من أجل ترقية التجارة البينية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية.

شرف الدين عبد النور

النص الكامل للتصريح الصحفي لوزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف عقب استقباله وزير العلاقات الخارجية لجمهورية الكاميرون، لوجون مبيلا مبيلا

“بسم الله الرحمن الرحيم

أود بدايةً أن أجدد الترحيب بمعالي الوزير والأخ العزيز، السيد MBELLA MBELLA ، وأُثْنِيَ أيما ثناء على الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى الجزائر، وهي الزيارة التي تندرج في إطار مساعينا المشتركة والهادفة لتدعيم وتعزيز العلاقات التي تربط بين الجزائر والكاميرون.

وبقدر اعتزازنا بهذه الزيارة الهامة، فإننا:

نعتزُّ كذلك بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين بَلَدَيْنَا لأكثر من ستة عقود من الزمن، علاقات كانت ولا تزال مبنية على التعاون والتضامن والتفاهم وتبادل الدعم في كل الأوقات وتحت كل الظروف،

ونعتزُّ كذلك بالحركية الإيجابية التي تشهدها علاقات التعاون الجزائرية-الكاميرونية في السنوات الأخيرة، لاسيما في مجالات الدفاع، والتكوين، والتجارة، وكذا في ميدان النقل الجوي الذي شَهِدَ تفعيل الخط المباشر بين الجزائر العاصمة ومدينة “دوالا” الكاميرونية منذ أكتوبر 2023،

ونعتز أخيراً وليس آخراً بانتمائنا الإفريقي الأصيل والمتأصل، وبالتزامنا المشترك والدائم بالمساهمة في توحيد الصف الإفريقي وفي تعزيز دورِ منظمتِنا القارية في سبيل رفع التحديات التي تواجهها الدول والشعوب الإفريقية والدفع بالأجندة القارية للسلم والأمن والتنمية المستدامة.

على ضوء هذه المعطيات، فقد شَكَّلَ اجتماعُنا اليوم فرصةً لاستعراضِ وبحثِ سُبل وآفاق تحقيق المزيد من المُكتسبات على درب توطيد هذه العلاقات والانتقال بها إلى المراتب الاستراتيجية التي تليق بمكانَتِها، والتي تتماشى مع التوجيهات السامية لقيادتي بلدينا الشقيقين، الرئيس عبد المجيد تبون وأخيه الرئيس Paul Biya.

وقد أكدتُ اليوم لمعالي الوزير وأخي العزيز على الأهمية الخاصة التي تُوليها الجزائر للعلاقات التي تربطها مع الكاميرون. فالكاميرون، كانت ولاتزال بالنسبة لنا، دولةً محورية في منطقة وسط غرب إفريقيا بصفة خاصة، وفي قارتنا الإفريقية بصفة عامة، وهي تستحق فعلاً اللقب اللصيق بها، ألا وهو لقب “إفريقيا المصغرة” « l’Afrique en miniature ». فالكاميرون يستحق هذا اللقب، ليس فقط بالنظر لما يتميز به من تنوعٍ جيولوجي وتعدُّدٍ ثقافي، وإنما أيضاً لما يُجسدُه مسارُه التاريخي من قيمٍ ومُثل ومَبادئَ، ساهمت ولا تزال تساهم في دعم الوحدة الإفريقية وفي تعزيز العمل الإفريقي المشترك.

من هذا المنظور، فقد اتفقنا اليوم على ثلاث خطوات رئيسية من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات الجزائرية-الكاميرونية. ويتعلق الأمر:

أولاً، بتقوية الإطار القانوني للعلاقات الثنائية، عبر تسريع المفاوضات حول النصوص القانونية المطروحة حالياً على تقدير الطرفين، وهي النصوص التي يتعدى عددها السبعة والتي تشكل فرصة لتنويع الشراكة بين بلدينا. وقد وَقَّعْنا اليوم على الاتفاق المتعلق بالإعفاء المتبادل من التأشـيرة لحـاملي جـوازات السفـر الدبلـوماسية وجوازت السفر لمهمة، وهو الاتفاق الذي من شأنه تشجيع وتسهيل تنقل الوفود الرسمية بين البلدين.

ثانياً، تفعيل الآليات المؤسساتية للتعاون الثنائي، وذلك عبر الإسراع في تنظيم الدورة المقبلة للجنة الحكومية المشتركة، وتفعيل آلية التشاور السياسي بين البلدين، وكذا تنشيط مجلس رجال الأعمال الجزائري- الكاميروني الذي تم تأسيسه شهر جانفي 2023.

ثالثاً وأخيراً، تحديد وتحديث أولويات التعاون الثنائي، وذلك عبر العمل، من جهة، على تثمين النتائج المحققة في المجالات التقليدية، على غرار المجالات العسكرية، ومجالات التعليم العالي والتكوين المهني، وكذا النقل البيني بكافة أبعاده ووسائله، ومن جهة أخرى، توسيع أولويات التعاون لتشمل المجالات التي تندرج في صلب اهتمامات جهود التنمية الوطنية في البلدين، على غرار تلك المتعلقة بالطاقة والمناجم، والصناعة الصيدلانية، والفلاحة، والصيد البحري، فضلا عن مضاعفة الجهود من أجل ترقية التجارة البينية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية.

وبقدرِ حِرصنا على تعزيز علاقات التعاون الثنائي، فإننا نحرص كذلك على توطيد تقاليد التشاور البيني والتنسيق السياسي بين بلدينا، سواء تعلق الأمر بتطورات الأوضاع في فَضَاءَيْ انتماءِ بلدَيْنا، أو بقضايا السلم والأمن والتنمية في قارتنا الإفريقية، أو بالمُستجدات المُتسارعة والمُقلقة على الساحة الدولية والتي مافتئَت تُلقي بتداعياتِها وتَبِعَاتِها على دول وشعوب قارتنا.

والأكيد أن مثل هذه التطورات تؤكد على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل تعزيز التوافقات القائمة بين بلدينا على أكثر من صعيد:

أولاً، على المستوى الثنائي، لأن الجزائر والكاميرون تَسْعَيَان على الدوام لنشر الأمن والاستقرار في فَضَاءَيْ انتمائِهما المُضْطَرِبَيْن،

ثانياً، على المستوى القاري، لأن الجزائر والكاميرون مُلتزمَتَان تمام الالتزام بالمشروع الوحدوي الإفريقي وبتقوية دور الاتحاد الإفريقي للنأي بقارتنا عن التجاذبات والاستقطابات المشهودة في عالمنا اليوم،

ثالثاً وأخيراً، على المستوى الدولي، لأن الجزائر، من موقعها كعضوٍ غير دائم بمجلس الأمن، والكاميرون، من موقعها في رئاسة الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في دورتها الحالية، تُساهمان بصفة مباشرة في المرافعة من أجل قيام نظام دولي أكثرَ عدلاً، وأكثرَ إنصافاً، وأكثرَ اتزاناً، عالمٌ يكون فيه لقارتِنا الإفريقية صوتُها المسموع، ودورُها البارز، ومكانَتُها الطبيعية كشريك مُحترم، وكشريك موثوق، وكشريك مُلتزم أيما التزام بتقديم مساهمة أكيدة ونوعية في معالجة كبريات التحديات الإقليمية والدولية.

مرةً أخرى، أتوجه إليكم معالي الوزير والأخ العزيز لأشكركم على هذه الزيارة الناجحة، وعلى المباحثات الثرية التي أجريناها معاً، وعلى التزامكم بالإسهام في ترقية الآفاق الواعدة للعلاقات الجزائرية-الكاميرونية، وهو الإلتزام الذي نتقاسَمُه معكم بكل ثقة وبكل إخلاص وبكل وفاءٍ لما يجمع بلدينا وشعبينا الشقيقين من روابط قوية ومتجذرة وراسخة.

شكراً، والكلمة لكم معالي الوزير والأخ العزيز”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى