الجزائر تُسقِط أجندة الخيانة من الاتحاد الافريقي

لم يُخيّب الحضور الوازن لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بأديس أبابا آمال الديبلوماسية الجزائرية، وأثبت أنّ الجزائر هي محور العُمق الإفريقي ومآل العمل القاري للتخلّص الحقيقي من عبودية الاستعمار والتبعية التي فرضها على الدّول الإفريقية كإفراز لعشرات السنين من الاحتلال الغاشم والسيطرة على مُقدّرات القارة.

إنّ افتكاك الجزائر لمنصب نائب رئيس مُفوضية الاتحاد الافريقي لم يكن سهلا أمام خصم يمارس الديبلوماسية بانحطاط سياسي تلفظه كلّ الأعراف والأخلاق، يسعى لأجل تحقيق أهدافه الخسيسة بالرشاوى والعِرْض وما تبقى من شرف، غير أنّ الأفارقة عرفوا توجيه بوصلتهم نحو قِبلَة يرضونها، ولا ترضى لهم إلا الخير والازدهار.

الانتصار الذي حقّقته سلمى مليكة حدادي، سفيرة الجزائر لدى إثيوبيا وممثلتها الدائمة لدى الإتحاد الإفريقي،  حيث تمكّنت من افتكاك منصب نائب رئيس مُفوضية الاتحاد الافريقي على حساب مرشحة المغرب، لطيفة آخرباش، يُعدّ انتصارا للمسار الذي تخوضه الجزائر نحو تعزيز مبادئ الحوكمة الرشيدة والتنمية المستدامة لإفريقيا، كما أشار إليه الرئيس تبون في كلمته عند ترأسه أشغال القمة الـ34 لرؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، مؤكّدا أن هذه القمة تشكل “محطة أساسية لتعزيز العمل المشترك وتعميق أسس الاستقرار والازدهار في قارتنا”.

هذا الانتصار الذي حقّقته الجزائر هو فشل ذريع لأجندة الخيانة التي بحوزة ممثلّة المخزن، فلا شكّ أنّ الكيان الصهيوني، في خيبة أمل كبيرة، بحيث كان من أولويات المرشّحة آخرباش أن تعمل على إعادة بعث طموح الكيان في التواجد بالاتحاد الإفريقي كعضو مراقب، الأمر الذي أسقطته الجزائر بكلّ قواها وطردت الكيان الصهيوني من الاتحاد الإفريقي.

كما كان للمخزن أن يجد فرصة سانحة لتكريس استعماره للصحراء الغربية، ومحاولة تغيير موقف الاتحاد الإفريقي الذي يعتبر قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار، من أجل تجميد عضوية الصحراء الغربية بالاتحاد التي تعتبر عضوا مؤسسا له، إلا أنّ الانتصار الذي حقّقته الجزائر سيكبح جماحه للعل بالطرق المشروعة والرسمية لتحقيق مآربه المزعومة، كما من شأن هذا الانتصار أيضا أن يعطي نَفَسا لقضية الصحراء الغربية، ويكشف الألاعيب التي يمارسها المخزن والطرق الفجّة التي يستعملها للتأثير على بعض المسؤولين الأفارقة.

وفي الختام كما في البدء، يبقى دور الجزائر على الصعيد الإفريقي، دورا محوريا لنزاهة ما تقوم به من أجل مصلحة القارة، بعيدا عن أيّة مآرب غبر مشروعة، فالجزائر تعمل على استقرار الدول الإفريقية ومحاربة استغلال مواردها ومُقدّراتها من طرف القوى الاستعمارية السابق ، وتعزيز العمل المشترك وتعميق أسس الاستقرار والازدهار في القارة.

حسان خروبي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى