الجزائر تشدد على الابتكار والتمويل الذكي في دعم اقتصادات الدول الإسلامية
أشرف الوزير الأول نذير العرباوي، مساء الثلاثاء، على افتتاح الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، التي تحتضنها الجزائر للمرة الثالثة، وذلك بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، بتكليف من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وتحت رعايته السامية.
وأكد العرباوي في كلمته الافتتاحية دعم الجزائر الثابت لجهود البنك الإسلامي للتنمية في تعزيز التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن احتضان الجزائر لهذا الحدث يعكس إيمانها العميق بأهمية التعاون والتضامن الإسلامي.
وشدّد على أهمية الظرف الدولي الذي تنعقد فيه هذه الاجتماعات، في ظل تغيرات جيوسياسية متسارعة وتوترات اقتصادية غير مسبوقة، داعياً إلى تفعيل التعاون جنوب-جنوب وتكثيف الجهود الجماعية من أجل تمكين اقتصادات الدول الأعضاء من مجابهة التحولات العالمية.
وأكد الوزير الأول على ضرورة أن تضطلع المؤسسات المالية متعددة الأطراف، وعلى رأسها مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، بدور أكبر في تمويل المشاريع القارية الكبرى، خصوصاً تلك المتعلقة بالبنى التحتية والتحول الصناعي، مشيراً إلى الحاجة الملحة لاعتماد آليات تمويل مبتكرة تدعم مجالات التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والبحث العلمي.
كما استعرض أبرز ملامح مشروع الإصلاح الوطني الشامل الذي يقوده رئيس الجمهورية، والذي يرتكز على تنويع الاقتصاد الجزائري وتحريره من التبعية للمحروقات، من خلال ترقية الاستثمار، تطوير الصادرات، وتحسين البنى التحتية. وأبرز في هذا السياق الإصلاحات القانونية والمؤسساتية الهادفة إلى تعزيز جاذبية مناخ الأعمال وتشجيع المبادرات المقاولاتية.
وأشار أيضاً إلى إنشاء وكالة للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، الهادفة إلى دعم الدول الشقيقة، لا سيما بلدان الجوار الجنوبي، وتطوير قدراتها التنموية.
ولم يغفل العرباوي عن القضية الفلسطينية، إذ أدان بشدة ما وصفه بـ”حرب الإبادة” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، داعياً إلى تسخير آليات البنك الإسلامي للتنمية لدعمه، خصوصاً في مجالات الصحة والتعليم والغذاء.
وتتواصل الاجتماعات السنوية للبنك الإسلامي للتنمية إلى غاية 22 ماي الجاري، حيث يناقش المشاركون عدداً من القضايا المرتبطة بدور المجموعة في تمويل التنمية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء.
شرف الدين عبد النور
