الجزائر تسترجع جماجم 24 مقاوما ضد الاحتلال الفرنسي
سترجعت الجزائر يوم الجمعة رفات 24 مقاوما جزائريا ضد الاحتلال الفرنسي تم اعدامهم و ارسال جماجمهم إلى فرنسا منذ أكثر من قرن و نصف قرن من الزمن.
حطت اليوم الجمعة بمطار هواري بومدين الدولي طائرة على متنها رفات 24 مقاوما جزائريا للاستعمار الفرنسي التي كانت متواجدة منذ ازيد من قرن و نصف في متحف التاريخ الطبيعي بباريس ليتم نقلهم بعد ذلك إلى قصر الثقافة لتمكين المواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة والترحم على أرواحهم الطاهرة.
وتشمل المجموعة الأولى من رفات شهداء المقاومة الشعبية كل من الشريف بوبغلة , عيسى الحمادي , الشيخ أحمد بوزيان, زعيمِ انتفاضة الزعاطشة, سي موسى والشريف بوعمار بن قديدة ومختار بن قويدر التيطراوي.
و ستجري مراسيم دفنهم يوم الأحد 5 جويلية بمربع الشهداء في مقبرة العالية بمناسبة الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال و الشباب.
و ترأس رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, السيد عبد المجيد تبون مراسيم استقبال رفات 24 شهيدا من المقاومة الشعبية بحضور رئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح كوجيل و رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين و الوزير الاول عبد العزيز جراد والفريق السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي و الفريق الاول علي بن علي و كذا اعضاء من الحكومة حيث قرأ فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء ال24.
و حطت الطائرة العسكرية ج-130, التي كانت تنقل رفات 24 مقاوما جزائريا للاستعمار الفرنسي و التي كانت مرفقة بطائرات حربية قادمة من فرنسا, بعد ظهر يوم الجمعة بمطار هواري بومدين الدولي كما “أُقيمت لهم التشريفات العسكرية تليق بتضحياتهم الجسام, والتي رافقتها إطلاق (21) واحد وعشرون طلقة مدفعية وتحية من السفن الحربية التابعة للقوات البحرية وإنزال جوي للمظليين المغاوير بالرايات الوطنية”.
و كان رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون قد أعلن امس الخميس عن اعادة 24 رفات من قادة المقاومة الشعبية ورفاقهم إلى أرض الوطن على متن طائرة عسكرية من القوات الجوية الجزائرية قادمة من فرنسا, مؤكدا انه سيلتحق بهذه المجموعة الأُولى باقي رفات الشهداء المنفيين أمواتا, لأن الدولة “عازمة على إتمامِ هذه العملية حتى يلتئم شمل جميعِ شهدائنا فوق الأرض التي أَحبوها وضحوا من أجلها بأعز ما يملكون”.
من جهته نوه في هذا المقام ب”الجهود المخلصة المضنية التي بذلها السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حتى نصل الى هذه النتيجة الملموسة والحاسمة”, واصفا هذا اليوم ب”المميز”.
كما أشاد بجهود كل الخيرين الذين عملوا في صمت واصرار وصبر ليعود هؤلاء الأبطال إلى أرضهم أرض أجدادهم وأرض أحفادهم جيلا بعد جيل منددا بذات المناسبة ب”الوجه القبيح للاستعمار”.
و وصفت الرئاسة الفرنسية اليوم الجمعة استرجاع الجزائر لجماجم 24 من قادة المقاومة الشعبية للاستعمار الفرنسي والتي كانت محفوظة لأكثر من قرن ونصف بمتحف الإنسان بباريس بمبادرة “صداقة وتبصر”.
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن “هذا هو معنى العمل الذي باشره رئيس الجمهورية (الفرنسي) مع الجزائر والذي سيتواصل في كنف احترام الجميع من أجل مصالحة ذاكرتي الشعبين الفرنسي والجزائري”.
وكانت إعادة جماجم هؤلاء المقاومين موضوع طلب رسمي تقدمت به الجزائر لفرنسا حيث تم طرح المسألة خلال مباحثات بين السلطات العليا للبلدين. وقد تم تأسيس لجنة مكونة من خبراء جزائريين للقيام بتحديد رفات هؤلاء المقاومين الجزائريين.
و تم استحداث لجنة تقنية مشكلة من خبراء جزائريين للشروع في تحديد هويات جماجم المقاومين الجزائريين.
و حسب احصاء ابريل 2018 فان عدد جماجم الجزائريين المحفوظة في المتحف بلغ 536 جمجمة من مختلق مناطق الوطن.
و صرح الباحث علي فريد بلقاضي انه “من بين 536 جمجمة و رفاة هناك منها من تعود لإنسان ما قبل التاريخ و التي لا داعي لتواجدها بفرنسا”.