الجزائر تدعو المجموعة الدولية لتكريس وعودها تجاه الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة
أكد وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم، خلال مداخلته، في أشغال الدورة الثالثة لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان، بالدوحة، أن الوقت قد حان، لتقف المجموعة الدولية وقفة حازمة على مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني. لترفع المظالم والمآسي المسلطة عليه، ولتكرس وعودها تجاهه. ولتعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة.
كحل عادل ودائم ونهائي-يضيف الوزير- للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وكرافد من الروافد الأساسية لاستتباب السلم والأمن والأمان في سائر الشرق الأوسط.
شرف الدين عبد النور
النص الكامل لكلمة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، خلال أشغال الدورة الثالثة لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان
“بسم الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين
شكرا سيدي الرئيس.
يطيب لي في مستهل الكلمة هاته أن نعبر عن الشكر الجزيل للأشقاء في دولة قطر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وسخاء العناية التي غمرنا بها. منذ أن نزلنا سهلا وحللنا أهلا في أحضان هذه الأرض المضيافة الطيبة. كما لا يفوت ان اهنئكم على التنظيم المحكم. لأشغال هذه الثالثة لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول أسيا الوسطى وجمهورية دربجان.
وهي الدورة التي نطلع بأن تسهم في اعطاء دفع اكبر وزخم اقوى للعلاقات التي تربط بين دول وشعوب هذين الفضائيين. لاسيما واننا نحتفي هذا العام بانقضاء عشرة اعوام كاملة على تأسيس هذا المنتدى.
هذا المنتدى الذي نريده اولا منبرا لتعزيز التنسيق السياسي. وهذا المنتدى الذي نريده ثانيا منصة لتكثيف التعاون الاقتصادي. وهذا المنتدى الذي نريده ثالثا واخيرا محفلا لتشجيع وترقية التفاعلات الثقافية. بل الحضارية بين دولنا وشعوبنا.
ففيما يخص أولا الجانب السياسي لمداولاتنا. فاننا نرى ضرورة توجيه جهودنا المشتركة. على وجه أولي وأولوي صوب نصرة الفلسطينية. أعدل قضية على وجه المعمورة. وأقدم قضية في تاريخ منظمتنا الأممية. و أبرز قضية تستدعي تصدر أولويات المجموعة الدولية. في المرحلة المفصلية الراهنة.
إن هذه القضية أحوج ما تكون اليوم لأصواتنا ومواقفنا ومساعينا الفردية منها والجماعية. بهدف الضغط لوضع حد للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وبهدف تمكين جهود الاغاثة الانسانية من بلوغ مقاصدها كاملة وبهدف وقف ما يطال أشقائنا الفلسطينيين من قتل وتدمير وتهجير وتجويع.
لقد آن الأوان لتقف المجموعة الدولية وقفة حازمة على مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني. لترفع المظالم والمآسي المسلطة عليه. ولتكرس وعودها تجاهه. ولتعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة. كحل عادل ودائم ونهائي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وكرافد من الروافد الأساسية لاستتباب السلم والأمن والأمان في سائر الشرق الاوسط.
وفيما يتعلق ثانيا بالمجال الاقتصادي. فهو أصلا المجال الذي خصته دولنا مجتمعة هذا الفضاء بمكانة بارزة تعكسها تسمية منتدانا هذا في حد ذاته وصيغة المشاركة فيه. ولذا فاننا نصبو إلى أن نوفق في توسيع علاقاتنا علاقات التعاون ترقيتها إلى افاق تستجيب تمام الاستجابة لآمال وتطلعات شعوبنا وتوظف احسن توظيف للامكانيات الكبيرة والقدرات الهائلة التي تحوز عليها دولنا وتستخدم افضل استخدام مقومات التكامل التي تؤسس لشراكة بناءة وهادفة ولتعاون مثمر ومربح للجميع.
ومن هذا المنظور حري بنا ان نضع نصب اعيننا تذليل العقبات و المعوقات التي تحد من حجم المبادلات التجارية وتضعف من مستوى الاستثمارات البينية فالتجارة والاستثمار ركنان اساسيان لبناء علاقة مستدامة تعود بالنفع والفائدة على كل الاطراف المعنية والمتمسكة بها.
وفيما يخص ثالثا وأخيرا البعد الانساني. فاننا نعتز أيما اعتزاز بما يجمعنا من قواسم ثقافية ودينية وحضارية اصيلة ومتأصلة. ينبغي البناء عليها والاستثمار فيها لتذويب الفوارق وطي المسافات ونشر القيم والمبادئ والمثل التي نتشارك الايمان بها ونتقاسم الالتزام بتكريسها في خدمة منظومة دولية يسودها العدل والانصاف. منظومة يحتكم فيها الجميع للحق والقانون منظومة تطلع فيها كل دولة من دولنا بمسؤولياتها تجاهها ومنظومة تملي علينا شغلا شاغلا ألا وهو ضمان الأمن والأمان والتنمية والرفاه للجميع دون استثناء.
وفي الختام لا يسعني أن أؤكد لكم التزام الجزائر بالانخراط بكل امانة واخلاص في هذا الجهد الجماعي وفي هذا الاطار الفريد والمتفرد الذي يشكل نموذجا واعدة للحوار المثمر والتشاور البناء والتنسيق الهادف والتعاون الاكيد والمفيد.
وشكرا سيادة الرئيس“.