افتراءات فريدريك باولتون وموقعه “الساحل أنتليجنس”
زكرياء حبيبي

يجعل موقع الدعاية المغربية الصهيونية “الساحل إنتليجنس” من الجزائر نقطة محورية لإشباع كراهيته وإتمام مُهمته في تشويه صورة بلد بات دفاعه عن القانون الدولي يُزعج من يُريدون فرض قواعد هيمنتهم ونظام قائم على الاستعمار الجديد والخضوع، كما هو الحال بالنسبة للكيان الصهيوني الذي يُواصل سياسته في إبادة الشعب الفلسطيني والذي تجاوز للتو الخطوط الحمراء بمهاجمة دولة عضو في الأمم المتحدة.
لقد تجاوز موقع “الساحل إنتليجنس” لتوه كل أشكال الموضوعية والاحترافية والمهنية، من خلال مقال نشره فريديريك باولتون المعروف بأنه ناشط في خدمة الموساد، والذي لم يعد من الضروري إثبات كراهيته الشديدة للجزائر وشعبها ومؤسساتها مثله مثل مُشغله صموئيل بن شمعون، المحلل السابق في الجيش الصهيوني، المسؤول عن الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
واليوم، جعل الصراع الإيراني الصهيوني، من فريدريك باولتون، مًخرجا هوليووديا فاشلا، يروي لنا سيناريو سيء الإخراج من إنتاج رُعاته المخزنيون والصهاينة، وراح يتحدث عن نقل الجزائر بشكل سري لكمية كبيرة من النفايات الطبية المعاد استخدامها في عمليات معينة “للتخصيب النووي”.
خرجة فريدريك باولتون، الرديئة والمثيرة للسخرية، جاءت تنفيذا لتعليمات مُشغليه لاستفزاز الجزائر وتشويه سمعتها، بعد أن دعا مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، إلى ضرورة إرسال مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى فلسطين المحتلة لتفقد المواقع النووية الصهيونية التي لا تزال خارج سيطرة وإشراف الوكالة الدولية.
وللتذكير، فإن الموقع المذكور، وهو أيضا موقع دعائي، كان قد أعلن كذبا في نوفمبر 2021 عن عقد لقاء بين نائب المدير العام للمخابرات الجزائرية وإياد أغ غالي، زعيم الجماعة الإرهابية GSIM (جماعة نصرة الإسلام والمسلمين)، الفرع المحلي لتنظيم القاعدة في مدينة تينزاواتن، وهي بلدة مالية تقع على الحدود مع الجزائر. وكان الهدف من هذا التضليل في المقام الأول، هو نسف عملية المصالحة بين الماليين حول اتفاقيات الجزائر الموقعة في عام 2015 وزرع الشكوك بين الماليين الراغبين في إعادة بناء بلدهم بعيدًا عن التدخل الأجنبي.
كما هاجمت صحيفة “الساحل إنتليجنس” الجزائر في ديسمبر 2024 عبر مقالٍ مُضلّل بعنوان “الجزائر: نحو مصيرٍ مُشابه لمصير سوريا؟”، ولم يكن كاتبه سوى فريدريك باولتون، الكاتب المُثير للجدل والخادم الوفي للحلف الصهيومغربي. إلا أن إجراء مقارنة بين الوضع السياسي في الجزائر وسوريا يعني أن فريدريك باولتون ومُشغله الصهيوني صموئيل بن شمعون لا يُتقنان سوى الدعاية الرخيصة، وهم بعيدان كل البعد عن فهم الجيوسياسة.
تجدر الإشارة إلى أن شركة “الساحل إنتليجنس” تصدر عن شركة “جي آي سي كونساي” الباريسية. أسسها عام 2001 صموئيل بن شمعون، المحلل السابق في جيش الدفاع الإسرائيلي، جيش الإبادة الجماعية للكيان الصهيوني، حيث عمل لمدة 20 عامًا قبل أن يغادر برتبة مقدم عام 1999.
وعلى الصعيد التحريري، يعد فريديريك باولتون حارس الخط التحريري المعادي للجزائر، والذي سبق له العمل في البنك الدولي من عام 1994 إلى عام 1996 وفي مجموعة النفط السعودية أرامكو من عام 1997 إلى عام 2003 قبل أن ينضم إلى شركة GIC Conseil في عام 2007.
لقراءة المقال بالفرنسية:
https://algerie54.dz/les-affabulations-de-frederic-powelton-et-son-sahel-intelligence/
