آخر الأخبار

افتتاح الاجتماعات السنوية للمجموعة.. إشادة بعمق الشراكة التنموية بين الجزائر والبنك الإسلامي للتنمية

أكّد، الثلاثاء، الدكتور محمد سليمان الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، على عمق الشراكة التنموية بين الجزائر والمجموعة، والتي تمتد لأكثر من خمسة عقود. فمنذ تأسيس البنك عام 1974، كانت الجزائر من بين الدول الأعضاء الأكثر فاعلية، حيث ساهمت في دعم رؤية البنك لتعزيز التنمية المستدامة عبر مشاريع ملموسة بلغت قيمتها الإجمالية 3 مليارات دولار.

في كلمته الافتتاحية، للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية لعام 2025 تحت شعار “تنويع الاقتصاد، إثراء للحياة”، المنعقدة بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العصامة، استحضر رئيس البنك الإرث النضالي للجزائر، من مقاومة الاستعمار إلى بناء دولة حديثة، مشيراً إلى أن روح التضحية التي جسّدها أبطال مثل الأمير عبد القادر والعالم عبد الحميد بن باديس ما زالت تُلهم مسيرة التنمية اليوم. وأوضح أن الجزائر، بفضل سعيها لتنويع الاقتصاد، أصبحت نموذجاً للتحوّل من الاعتماد على الموارد النفطية إلى تبني رؤية شاملة ترتكز على الزراعة المستدامة، والطاقات المتجددة، والبنية التحتية.

كشف الدكتور محمد سليمان الجاسر في خطابه، عن إطلاق إطار التعاون القطري 2025-2027، الذي يهدف إلى دعم أولويات الجزائر في الأمن الغذائي عبر تمويل مشاريع الري الحديث وتطوير الزراعة الذكية. الطاقة الخضراء وهذا بدعم محطات الطاقة الشمسية والرياح. والتكامل الإقليمي بتمويل شبكات النقل لربط الأسواق الأفريقية.

كما أشاد رئيس البنك بتمويل مشاريع سابقة مثل الطريق السريع شرق-غرب، الذي عزّز الربط بين دول المغرب العربي، وبرامج تدريب الشباب في المجالات التقنية.

في ظلّ الأزمات الاقتصادية العالمية، التي أثّرت على نمو دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (بانخفاض النمو إلى 1.5% في 2023)، شدّد رئيس المجموعة على ضرورة التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء. وأبرز دور البنك في تقديم حلول سريعة، حيث بلغت اعتمادات البنك عام 2024 13 مليار دولار، مع تركيز خاص على تمويل التجارة البينية (7 مليارات دولار عبر المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة) ودعم القطاع الخاص (663 مليون دولار للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص). وكذا التأمين ضد المخاطر (13 مليار دولار من مؤسسة التأمين).

اختتم الدكتور محمد سليمان الجاسر كلمته الافتتاحية بالتأكيد على أن الجزائر، باستضافتها للاجتماعات للمرة الثالثة، تؤكد دورها كقاطرة للتنمية في أفريقيا. ودعا إلى تعزيز الشراكة في مجالات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، تماشياً مع الإطار الاستراتيجي الجديد للبنك (2026-2035)، الذي يهدف إلى تحويل البنك إلى شريك تنموي “من الجنوب وللجنوب”.

بكلمات الشاعر أحمد المقري التلمساني، الذي تغنّى بحب الجزائر، اختُتم رئيس المجموعة كلمته بتجديد العهد بمواصلة المسيرة التنموية، مؤكّدا أن الجزائر تبقى شريكاً لا غنى عنه في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً للأمة الإسلامية.

ش.ن

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى