أعمال الشيخ بشير الإبراهيمي في ندوة دولية بالمسجد الكبير بباريس: حياة كفاح للإسلام و الجزائر!!
الأستاذ مصطفى محمد حابس: من جينيف/ سويسرا و باريس / فرنسا
نظّم مسجد باريس الكبير بفرنسا يوما دراسيا عن حياة وأعمال الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي، رئيس جمعية العلماء المسلمين الأسبق بعد الإمام عبد الحميد بن باديس، حيث استضافت قاعة الأمير عبد القادر، الدائرة الخامسة بباريس التابعة للمسجد الكبير يومًا دراسيًا مخصصًا للشيخ بشير الإبراهيمي، أحد أعظم مفكري الإسلام في القرن العشرين في الجزائر و العالم الإسلامي عموما.
انعقد هذا اللقاء تحت شعار “الشيخ بشير الإبراهيمي: حياة للإسلام والجزائر”، وجمع أئمة ومؤرخين ومؤلفين وطلابا لاستكشاف فكر وإرث هذا العالم.
وينحدر الشيخ الإبراهيمي من عائلة علمية، وُلد عام 1889، وهو العام الذي شهد ولادة العديد من عمالقة المثقفين الذين شكلوا القرن التالي بشكل لا يمحى، بما في ذلك الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس رفيقه في النضال وشخصية رمزية أخرى للإصلاح والتجديد.وقد لعب الشيخ الإبراهيمي، أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، دورًا حاسمًا في النهضة الثقافية والدينية بالجزائر في بداية القرن العشرين. وكان لأفكاره الإصلاحية، التي تدعو إلى العودة إلى المصادر الأصيلة للإسلام مع الانفتاح على العلوم الحديثة، تأثير عميق على الحركة الوطنية الجزائرية، الأمر الذي جعل المناضل الوطني القدير فرحات عباس، يقول عنه أنه يستلهم جهاده و نضاله من معلمه العلامة الإبراهيمي..
تمّ افتتاح الرسمي لهذا اللقاء الجزائري الأوروبي الإسلامي الودي – الذي حضرته جاليتنا من مدن أوروبية عديدة -، من طرف عميد مسجد باريس الكبير، الأستاذ المحامي الجزائري شمس الدين حافيظ، نهار يوم الخميس، من الساعة 9:30 صباحًا حتى 5:00 مساءً، حيث كانت كل التدخلات باللغة الفرنسية مع إشارات خفيفة بالعربية.
وفي كلمته الافتتاحية، قال الأستاذ شمس الدين حفيظ، ” نجتمع اليوم معًا ليس فقط لإعادة النظر في إرث الامام الابراهيمي، ولكن أيضًا للتفكير في كيف يمكن لأفكاره أن تستمر في توجيه جهودنا من أجل مستقبل أفضل.” داعيا “جميع الحاضرين إلى التعمق في العالم الفكري للبشير الإبراهيمي، لاكتشاف ثراء فكره والاعتراف بأهمية تعاليمه في عصرنا”.
وأضاف عميد مسجد باريس الكبير ” أن العظمة الحقيقية للفكر الإصلاحي تكمن في قدرته على تجاوز العصور والسياقات، وتقديم حلول دائمة وإلهام الأجيال القادمة”. و أكد على أن فكر الإبراهيمي مصدر إلهام لا ينضب، ليس فقط لفهم ماضينا، ولكن أيضا لإنارة طريقنا نحو المستقبل. ويظل عمله وجهاده بالقلم، الذي يتميز بالالتزام العميق بالتعليم والنهضة الثقافية، ذا أهمية عالمية.
بعد هذه الكلمة الترحيبية للعميد، تناولت الكلمة شخصيات إسلامية جزائرية و غربية معتبرة، وفق برنامج ثري منوع بحضور عائلات جزائرية منها عائلة الابراهيمي خصوصا و شخصيات جزائرية و إسلامية من جهات مختلفة من فرنسا و ما جاورها،
نشط الندوة المسلم الفرنسي طوماس سيبيل بلال، الذي قدم تعريفا عن البرنامج في الفترة الصباحية و المسائية، ومن خلال استكشاف أفكار وإنتاج ومساهمات بشير الإبراهيمي المكتوبة، سلط المتحدثون الضوء على رحلته وتأثير تفكيره على التعليم، مؤكدين على كفاحه ضد الجهل والتزامه بتوفير التعليم في متناول الجميع، على أساس القيم الإسلامية. واللغة العربية. كما ركزت المناقشات الحية على معارضته للاستعمار الفرنسي ودعوته إلى التعبئة السلمية من أجل استقلال الجزائر.
حيث أبرز المتدخل الأول، الأستاذ كمال شكات القادم من الجزائر، المهتم بعلم الأديان ومترجم القرآن بالفرنسية، وعضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والعضو المؤسس لرابطة العلماء والأئمة في بلدان الساحل، قدم السيرة الذاتية في محطات مفصلية من حياة الشيخ الابراهيمي، بلغة فرنسية راقية.
كما، قدذم بعده الشيخ خالد العربي، إمام المسجد الكبير بباريس، كلمة عن الشيخ الابراهيمي، الشخصية الاستثنائية في تاريخ العلماء. كما شهدت جلسة ما بعد منتصف النهار عرضًا لترجمة أعمال الشيخ الإبراهيمي باللغة الفرنسية قدمها استاذنا الدكتور العربي كشاط، شهادته عن الشيخ الابراهيمي، المعرفة والبلاغة والالتزام، في شخص العلامة الإبراهيمي.
و عن سيرة وحياة العلامة الابراهيمي و تنويرا للأجيال الجديدة من الشباب، قدم الدكتور الياس شكال، دكتور في الدراسات والحضارة العربية، مؤلف ومحرر، وتوماس سيبيل، مؤلف وناشر فرنسي. و بعدهم قدم أستاذ التاريخ نجيب عاشور عرضا لجمعية العلماء ودور الشيخ البشير الابراهيمي فيها..
لتفاصيل أكثر عن تدخلات المحاضرين و الحضور ترقبوها مفصلة في تغطية موسّعة تنشر في عدد قادم بحول الله
الأستاذ مصطفى محمد حابس