أطماع المخزن التوسّعية تفتح شهية الكيان الصهيوني لنهب الثروات الطبيعية للصحراء الغربية

كشف الموقع الإخباري الأمريكي (MintPress News – MPN) تورّط الكيان الصهيوني في نهب الثروات الطبيعية للصحراء الغربية المحتلة، حيث تعزّز تواجد الشركات الصهيونية في الصحراء الغربية منذ تطبيع الكيان مع نظام المخزن، لا سيما من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات بين الشركات الصهيونية والمغربية في مجال المحروقات ، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وأشار الموقع الأمريكي إلى أن هذا التعاون الثنائي يغذي سرقة الأراضي بين الطرفين.
وحسب ما ذهب إليه موقع MPN فإنّ العديد من الشركات الصهيونية تنشط فعليا مع المغرب في الصحراء الغربية على رأسها NewMed Energy و Ratio Petroleum و Selina Group و Halman-Aldubi Technologie ، إضافة إلى شركة مختصة في تربية المائيات، رغم أنّ دولة الكيان الصهيوني لم تعترف رسميا بالطرح المغربي للاستيلاء على الصحراء الغربية.
وأبرز الموقع الإخباري الامريكي MPN وفقا للمرصد الدولي لمراقبة موارد الصحراء الغربية WSRW فإن الشركات الوحيدة التي تسعى للتنقيب عن النفط والغاز في الصحراء الغربية هي الصهاينة – NewMed Energy و Ratio Petroleum. كما أورد الموقع تصريحا هاما لعضو مجلس إدارة المرصد الدولي لمراقبة موارد الصحراء الغربية WSRW ، إريك هاجن، حيث قال الأخير: “هذه موارد سوف تُستنفد وتختفي في ظل الاحتلال قبل أن يتم حل النزاع ، وهذا أمر مقلق للغاية بالنسبة للشعب الصحراوي”. “لذا فإن الأشياء التي تقوم بها الشركات الإسرائيلية الآن هي نوع من أسوأ الأسوأ.”
وشبّه تحقيق الموقع الامريكي MPN ما يقوم به الكيان الصهيوني لتعزيز فرصه الاقتصادية في الصحراء الغربية بمشروعه الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة
على غرار مشروع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، تعمل إسرائيل الآن على تعزيز فرصها الاقتصادية في الصحراء الغربية، ففي سبتمبر 2021 ، وقع المكتب الوطني المغربي للهيدروكربونات والمناجم (ONHYM) اتفاقية مع شركة Ratio Gibraltar ، وهي شركة تابعة لشركة النفط الصهيونية Ratio Petroleum ، للبحث عن النفط والغاز قبالة ساحل الداخلة المحتلة، نمت الشراكة التجارية الناشئة من هناك. وفي ديسمبر من العام الماضي ، دخلت NewMed Energy في صفقة تجارية مع المكتب المغربي ONHYM و Adarco Energy ومقرها جبل طارق للتنقيب عن الغاز والنفط في منطقة بوجدور على الأطلسي بالصحراء الغربية. NewMed Energy هي شركة تابعة لشركة Delek Group الصهيونية. وفقًا لـ WSRW ، فإن Delek Group مدعومة من قبل عدد من المستثمرين الأوروبيين والأمريكيين.
وكشف الموقع الأمريكي MPN في تحقيقه أنّ المرصد الدولي لمراقبة موارد الصحراء الغربية WSRW اتّصل بشركة NewMed Energy في ديسمبر الماضي بشأن ترخيص الحفر البحري في الصحراء الغربية وتلقى رد صادما من نائب الرئيس للشؤون التنظيمية والعامة لذات الشركة، حيث جاء في ردّه “أودّ أن أوضح أن جميع أفعالنا في الماضي والحاضر تتم وفقًا للقانون الدولي والقانون الإسرائيلي والقوانين النافذة وتخضع لها. بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أننا نتصرف وفقًا للسياسة المعلنة للحكومة الإسرائيلية ونعتزم الاستمرار في ذلك“.
وردّ المرصد الدولي لمراقبة موارد الصحراء الغربية مطالبا توضيح القوانين التي تتبعها ولكن لم يتلق إجابة، حيث تنامت هذا الربيع الشركات الصهيونية العاملة بالصحراء الغربية، اذ افتتحت شهر أفريل شركة فندقة صهيونية فندقا جديدا في مدينة الداخلة، كما أعلنت مجموعة من الشركات الصهيونية الناشئة أنّها ستتعاون مع جامعة محمد السادس للفنون التطبيقية المغربية لتطوير حلول غذائية مستدامة في الصحراء الغربية، حسب ما أورد ذات التحقيق لموقع MPN.
ويفضح ردّ الشركة الصهيونية دور نظام المخزن الذي لا يعدو أن يكون سوى بيدق في سياسة حكومة الكيان الصهيوني، يسعى من خلاله انتزاع اعتراف صهيوني بوهمه الاستعماري لأراضي الصحراء الغربية.
وقال مدير منطقة شمال أفريقيا لدى مجموعة الأزمات الدولية (ICG ) ريكاردو فابياني نقلا عن ذات الموقع الأمريكي إن الحصول على استثمارات أجنبية في الصحراء الغربية جزء من استراتيجية المغرب لإثبات الأمر الواقع. فمن من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية في الصحراء الغربية ، فإنك تخلق فعليًا اعترافًا وقبولًا دوليًا للسيطرة المغربية على الصحراء الغربية“. ومع زيادة إسرائيل لعملياتها التجارية في الصحراء الغربية ، “أنت تشير إلى الشركات الأجنبية الأخرى بأنه من الجيد الاستثمار في الصحراء الغربية” أضاف مدير منطقة شمال أفريقيا لدى مجموعة الأزمات الدولية.
للتنويه، اعتمد الموقع الإخباري الأمريكي (MintPress News – MPN) على استعمال لفظ الصحراء الغربية المحتلة من طرف المغرب، مؤكّدا على نهب ثروات الشعب الصحراوي من طرف شركات الكيان الصهيوني، وخلص في تحقيقه إلى كشف نظام المخزن، الذي أصبح يستبيح كل الوسائل من أجل إثبات وهم أحقيته المزعومة على أراضي الصحراء الغربية المحتلة، ففي وقت تلاشت فيه سلطات الملك، أصبح الكيان الصهيوني يتحكّم في دواليب حكم المملكة وينفذ فيها سياسة حكومته، ما يكشف أنّ مصير المغرب أصبح في يد تل أبيب دون اكتراث لواقع الشعب المغربي الرافض فريقٌ عريض منه لهذا التطبيع الذي أذاقه مزيدا من الفقر والآفات أخرجته إلى الشارع في احتجاجات متتالية مسّت معظم مدن المملكة الآيلة للزوال.
حسان خروبي