أستاذ العلوم السياسية: الحرب في أوكرانيا سببها سعي الغرب لجعل العالم كتلة واحدة
أكد اليوم الأحد الأستاذ بالمدرسة العليا للعلوم السياسية، حمزة حسام، أن سبب منشأ الحرب الجارية في أوكرانيا، يعود الى سعي الغرب إلى نمذجة العالم وجعله كتلة واحدة، مبرزا أن هذا الأمر ترفضه روسيا من الأساس فضلا عن أنه يتناقض مع الواقع
واعتبر حسام لدى حلوله ضيفا على الإذاعة الوطنية، أن المشهد يتجه أكثر لطول أمد العملية العسكرية وتتفوق فيه روسيا بشكل كبير.
وفي هذا الصدد قال ذات المتحدث :”إلى غاية اليوم التفوق العسكري يبدو لروسيا ، والمشهد يتجه أكثر لطول أمد العملية العسكرية بعد أن كان الروس تحدثوا في البداية عن عملية خاصة وليس حرب شاملة، لكن التغيرات التي حصلت يوم السبت من خلال الحشد الأوربي الكبير يبدو أننا نتجه أكثر نحو طول أمد هذه المواجهة العسكرية “.
ويرى الأستاذ في العلوم السياسية أن السبب الرئيسي في اندلاع هذه الحرب يكمن أساسا في أن روسيا لا تقبل بوضع يكون فيه حلف الشمال الأطلسي على حدودها.
وقال حسام :”الفكرة التي أثارت العداء الأساسي بين روسيا وأوكرانيا هي أن الأخيرة كان يمكن أن تكون عضوا بالناتو ، ومن الواضح أن اي دولة أو أي طرف لا يمكن أن يقبل أن يكون عدوها المجاور لها فما بالك إذا كان الجاران قريبين في كل شيء”.
وتابع ذات المتحدث قائلا :”ان أوكرانيا من الناحية التاريخية والدينية واللغوية كانت دائما أقرب لروسيا منها للغرب، لذلك عندما نلاحظ أن الغرب يتجه دائما إلى انتزاع أوكرانيا من وعائها الحضاري والجغرافي والسياسي ليجعلها جزءا من الغرب فهذا أكيد سيثير حفيظة الغرب، وأعتقد أن الشرارة الأولى كانت في 2014 حين اُسقطت الحكومة الأوكرانية وحلت محلها حكومة موالية للغرب”.
كما اعتبر أن مشكلة هذا الصراع تكمن في سعي الغرب إلى فرض هيمنته ومحاصرة كل من لديه نزعة للحفاظ على خصوصيته مضيفا بالقول :” الواضح أنه منذ نشأة النظام العالمي الجديد منذ نهاية الحرب الباردة اتجه الغرب، من خلال نزعته المهيمنة، إلى جعل العالم وحدة استراتيجية ومحاصرة كل من لديه نزعة للحفاظ على خصوصيته وتميزه وطموحا ليكون قوة في هذه المنظومة العالمية مثل روسيا نفسها”.
و استطرد المحلل السياسي قائلا: ” فضلا عن أن هذا الأمر يتناقض مع معطيات الواقع، فإنه عندما وصل إلى اوكرانيا حدث هذا التماس القوي جدا بين قوة سابقة والغرب الذي يسعى إلى نمذجة العالم وجعله كتلة واحدة الأمر الذي لا تقبله موسكو أبدا مهما كان الحال “.
رمزي أحمد توميات