أردوغان يعلن دعما متواصلا لسوريا.. هل هو بداية لعهد جديد أم مجرد كلام سياسي؟

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب متلفز عقب اجتماع حكومي في أنقرة، عن دعم متواصل للشعب السوري، مشيرا إلى دخول مرحلة جديدة من التعاون والمساندة لإعادة بناء سوريا بعد سنوات من الصراع. هذا الإعلان أثار جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض، حيث اعتبر البعض أن هذه الخطوة تعكس رغبة حقيقية في الاستقرار، فيما نظر آخرون إليها بشيء من الشك والريبة.

 الوحدة الوطنية صمام الامان لحماية سوريا من التنظيمات الارهابية

أردوغان شدّد على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية السورية، مؤكدا أن سوريا يجب أن تكون للسوريين فقط، وأن لا مكان فيها للمنظمات الإرهابية. كما أشار إلى أن النظام السابق كان “ديكتاتورية قمعية” استمرت لأكثر من ستين عاما، معبرا عن خيبة أمله من محاولات الحوار مع نظام الأسد التي لم تثمر.

كما أعلن الرئيس التركي عن عودة المدن الكبرى مثل حلب وحمص ودمشق إلى “أصحابها الأصليين”، مما يعكس رؤية تركيا لإعادة هيكلة السلطة في سوريا.

وأكّد أن دعم تركيا لسوريا ينبع من حرصها على أمنها القومي، مشيرا إلى أن بلاده تسعى لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.

 شكوك ومخاوف

رغم التصريحات الإيجابية، لا تزال هناك شكوك تحيط بنوايا تركيا. فبينما رحّب بعض المراقبين بالتأكيد على الوحدة الوطنية، أعرب آخرون عن قلقهم بشأن مدى التزام تركيا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية. فتركيا لعبت دورا معقدا في الصراع منذ بداية الأزمة سنة 2011 بدعمها أحد اطراف الصراع وهي المعارضة السورية على حساب قوات النظام السوري، واحتلت أجزاء من الأراضي السورية تحت ذريعة حماية الأمن القومي التركي.

 تأزم الأوضاع الأمنية في الداخل السوري

تتزايد التعقيدات في المشهد السوري بسبب الوضع الأمني المتأزم، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف البنية التحتية للجيش السوري. عمليات قصف مطار القامشلي والفوج العسكري في منطقة طرطب تشير إلى استمرار التوترات في المنطقة، مما يثير المخاوف بشأن مستقبل سوريا في ظل سقوط النظام.

ويبقى التساؤل مطروحا وقائم هل تمثل تصريحات أردوغان بداية لعهد جديد من التعاون البناء بين تركيا وسوريا، أم أنها مجرد تصريحات سياسية؟ الإجابة عن هذا السؤال لا تزال غامضة، لكن الواقع المعقد والأحداث المتسارعة تشير إلى أن الطريق نحو الاستقرار في سوريا لا يزال طويلا وشاقا.

مهدي الباز

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى