آخر الأخبار

أثبتت قدرتها في الدفاع عن القضايا العادلة… الجزائر تقف شامخة بمادئها الراسخة أمام مجلس الأمن

عشية إحياء الذكرى الحادية والسبعين لانطلاق شرارة ثورة التحرير المجيدة، تمكنت الدبلوماسية الجزائرية من حفر انتصار جديد في جدار الصمود، بتعديلها مسودة القرار الأممي الجائر الذي تقدمت به الولايات المتحدة بشأن القضية العادلة للصحراء الغربية. ففي لحظة تاريخية تذكر بأيام الكفاح ضد الاستعمار، وقفت الجزائر كالطود الشامخ تدافع عن مبادئها بثبات نادر في زمن انحسرت فيه القيم.

لقد كانت معركة الدبلوماسية الجزائرية في أروقة مجلس الأمن معركة وجود ومبدأ، حيث نجحت في تمديد مهمة بعثة المينورسو إلى سنة كاملة، محققة بذلك انتصاراً للشرعية الدولية. ورغم أن المسودة الأمريكية التي تبنت منطق فرض الأمر الواقع قد حظيت بتأييد غالبية الأعضاء، إلا أن الموقف المشرّف للجزائر – التي امتنعت عن التصويت برفقة كل من الصين وروسيا وباكستان – يشكل رسالة واضحة بأن بعض المبادئ لا تقبل المساومة.

إن هذا الموقف ليس غريباً على دولة عاشت ثورة تحررية دامت سبع سنوات، وتعلمت أن حرية الشعوب لا تقدر بثمن. فالجزائر التي قدمت مليون ونصف المليون شهيد من أجل الحرية، لا يمكن أن تتخلى عن دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. إنها معادلة إنسانية وسياسية واضحة: كما ناضل الجزائريون من أجل استقلالهم، يقفون اليوم مع إخوتهم الصحراويين في نضالهم العادل.

لقد أثبتت الجزائر مرة أخرى أنها لم تنسَ دروس التاريخ، فكما وقف العالم يوماً متفرجاً على معاناة الشعب الجزائري تحت نير الاستعمار، تقف الجزائر اليوم شامخة في وجه محاولات طمس حق شعب شقيق في الوجود والحرية. إنها دبلوماسية تحمل في طياتها روح أول نوفمبر، وتنضح بقيم الثورة التي لا تقبل بأنصاف الحلول ولا ترضخ لضغوط القوى العظمى.

إن القضية الصحراوية، رغم كل المحاولات لطمس معالمها، تبقى قضية تصر فيها إرادة الشعب على انتزاع حقه المشروع. والجزائر، بموقفها النبيل، تثبت أن المبادئ ليست مجرد شعارات ترفع، بل هي قيم تحيا بالعمل وتثبت بالثبات في المواقف الصعبة.

و.م

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى