أبدوا استعدادهم للصعود على منصة التتويج: ثلاثي القفاز الجزائري يتنقل إلى أوروبا لإنهاء تحضيراتهم للأولمبياد

تنقّل ثلاثي التشكيلة الوطنية للملاكمة، صبيحة الأربعاء، إلى إنجلترا وفرنسا لإنهاء المرحلة الأخيرة من تحضيراتهم الخاصة بأولمبياد باريس المقرر إجراؤه من 26 جويلية إلى 11 أوت المقبلين، ويعني الأمر كل من آيت بقة يوغورطة، روميساء بوعلام، وحجيلة خليف.
وكان ثلاثي القفاز الجزائري قد أنهوا مساء، الثلاثاء، تربصهم الأخير بفندق “زفالتاس” بالجزائر العاصمة، وهذا بقيادة مدربي منتخبي الرجال والسيدات، أحمد دين و كنزي عبد الغني، حيث التحق، اليوم، آيت بقة يوغورطة بزميله مراد قاضي بإنجلترا، و روميساء بوعلام، وحجيلة خليف، بزميلتهم إيمان خليف بإيطاليا، والذين سيحلون بفرنسان بتاريخ 20 جويلية الداخل للمشاركة في الأولمبياد.
وعرف هذا المران حضور رئيس الاتحادية الجزائرية للملاكمة، “يوسف خليف”، كخطوة تشجيعية للملاكمين، حيث صرح لشرشال نيوز: “نمتلك خمس ملاكمين ونحن نثق فيهم ونقف وراءهم حيث وفّرنا لهم كل الإمكانيات بمعية الوزارة واللجنة الأولمبية ونتمنى لهم التوفيق، كما سنواصل عملنا من من أجل تكوين منتخب قوي حيث ستكون البطولة الوطنية هي من يحدّد عناصر المنتخب بعد الأولمبياد من أجل منح الفرصة للجميع”.
وكانت الملاكمة الجزائرية قد ضمنت 05 بطاقات في موعد باريس، حيث انطلقت مباشرة في التحضيرات، وفي هذا الصدد يشرح المدير الفني الوطني “مراد مزيان” البرناج الكامل لهم قائلا “استطعنا تأهيل 05 ملاكمين من مجموع 13 وزنا، أي بنسبة 40 بالمائة وهي نسبة مهمة وجيدة ومعقولة بالمقارنة بدول كبرى لها باع كبير في الملاكمة، على غرار دولة كوبا الغنية عن أي تعريف، والتي لم تتمكن من تأهيل سوى 05 ملاكمين لأولمبياد باربيس، وهذا يعود لعدة أسباب أهمها تغير نظام المنافسة الخاص بالتصفيات المؤهلة الذي أضر بقارة أفريقيا، وحصتها من البطاقات المؤهلة للأولمبياد، والتي تم تقليصها من 56 تأشيرة إلى 18 تأشيرة، وهذا بسبب تأهيل بطل إفريقيا في كل وزن عكس ما كان معمول عليه بتأهيل الثلاثة المركز الأولى، وهذا إجحاف في حق القارة السمراء، وليس له تبرير”.
وأضاف: “لقد حاولنا تأهيل أربع ملاكمين في الدورة التأهيلية في بانكوك التايلندية، شهر ماي الماضي لكن لم نتمكن خاصة مع التحكيم الذي كان مجحفا في حق “أسامة مرجان” أمام منفسه الكوري جنوبي.”
واستطرد “لقد وضعنا برنامجا تحضيريا دقيقا ومضبوطا للملاكمين الخمسة، وهذا حسب امكانيات كل واحد منهم، حيث استفاد الثنائي “مراد خليف” و “إيمان خليف” من تربص مطول بأمريكا، فيما استفادت “روميساء” و”حجيلة خليف” و”آيت بقة يوغورطة” من التربص بصربيا وفرنسا وإيطاليا، ركزنا من خلاله على كل الجوانب خاصة منها الذهني والنفسي في هذا الشهر الأخير، والأولمبياد لن يكون سهلا والمنافسة ستكون شرسة وملاكمونا بإمكانهم حصد الميداليات، ونحن ندعوا الجميع لمساندة الملاكمين والرياضيين الذين يمثلون الجزائر في هذا المحفل العالمي”.
من جانبه أكّد مدرب المنتخب الوطني رجال “أحمد دين” على أهمية المرحلة الأخيرة حيث صرح لشرشال نيوز “لم يتبقَ لنا إلا تربص أخير بإنجلترا، وهو جد حساس، حيث سيكون هناك عالمي لكل ملاكمي العالم المشاركين في الأولمبياد، وهي فرصة لنا لمتابعة منافسي ملاكمينا عن قرب، ومنحهم الثقة قبل انطلاق الحدث، ونحن نمتلك ملاكمين قويين عملنا معهما بجد، ننتظر المنافسة بحماس، ونشكر اللجنة الأولمبية والوزارة على كل دعمهما لنا”.
وفي ذات السياق أكّد مدرب منتخب السيدات “كنزي عبد الغني” على جاهزية الملاكمات، وصرح “الأولمبياد منافسة لها معايير مختلفة، والجانب النفسي مهم للغاية وهو ما نركز عليه خاصة في هذه المرحلة الأخيرة، ونحن واعون بأن المهة لن تكون سهلة، في هذا العرس عالمي الذي ستحضره أفضل الملاكمات.. نمتلك ثلاث ملاكمات قويات وصاحبات خبرة، بداية بـ “إيمان خليف” نائبة بطلة العالم و”حجيلة خليف” صاحبة المركز الخامس عالميا، “وروميساء بوعلام” بطلة إفريقية لأربعة مرات متتالية .. لقد تمّ توفير كل الامكانيات لنا من قبل الدولة لتشريف الجزائر، ونحن نثق في ملاكماتنا ومعولون على رفع العلم والنشيد الوطني هناك بفرنسا مع الجالية الجزائرية التي نراهن عليها لتشجيعها لنا بقوة”.
بدورهم أبدى الملاكمون الثلاثة لشرشال نيوز استعدادهم ووعيهم بالمهمة التي تنتظرهم بباريس، حيث أبدى الملاكم “آيت بقة يوغورطة” تحمسه واستعداده في أول مشاركة له في الأولمبياد وصرح ” تمكنت من التأهل بجدارة لأول مرة لي في الأولمبياد، وشخصيا أرى حظوظ جميع المنافسين شبه متساوية، وهو ما سأحارب لأجله بشراسة، خاصة وأن المنافسة ستكون بفرنسا التي نريد جميعا رفع علم الجزائر على أرضها بالنشيد الوطني”.
فيما أكّدت صاحب المشاركة الثانية لها على التوالي في الأولمبياد “رميساء بوعلام”، على أن “البوديوم” هو هدفها قائلة: “هذه مشاركتي الثانية على التوالي والأخيرة لي في الأولمبياد، وهدفي الصعود على منصة التتويج لا غير في هذا المحفل العالمي والدولي.. صحيح أن الأولمبياد منافسة لها معاييرها الخاصة لكنني أمتلك الخبرة، وسأحارب داخل الحلبة لرفع الراية الوطنية”.
أما “حجيلة خليف” فأكدت على حلمها في تحقيق ميديالية “هذه مشاركتي الأولى في الأولمبياد وهدفي هو تحقيق ميدالية.. نعم التحضيرات تسير بشكل جيد منذ سنة ووفق برنامج محكم وكل الظروف والإمكانات وفرت لنا، ولم تتبقى إلا أيام قليلة عن موعد الأولمبياد، وسأعمل بكل ما بوسعي من أجل الصعود على منصة التتويج وإسماع نشيد قسما في باريس”.
يذكر أنّ الملاكمة هي أول رياضة أهدت للجزائر ميدالية في الأولمبياد، والتي كانت في طبعة لوس أنجلس في 1984م، بفضل برونزيتي الثنائي “مصطفى موسى” (81كلغ) و”محمد زاوي” (75كلغ)، حيث تلتها برونزية وذهبية الراحل “سلطاني حسين” (57كلغ) في دورتي برشلونة 1992 و أطلنطا 1996م، وبرونزية “محمد بحاري” (75كلغ) في أطلنطا 1996م، حيث كانت آخر ميدالية للقفاز الجزائري في الألعاب الأولمبية بسيدني 2000م بفضل بفضل برونزية الملاكم “محمد علالو” (64كلغ).
أبدوا ستعدادهم للصعود على منصة التتويج ثلاثي القفاز الجزائري يتنقل إلى أوروبا لإنهاء تحضيراتهم للأولمبياد.
محمد حسام مروش