وزارة الصحة تعزز المراقبة الوبائية وتؤكد نجاح برنامج التلقيح الوطني ضد الأمراض المتنقلة

عقد المدير العام للوقاية وترقية الصحة جمال فورار ندوة صحفية خصصها لاستعراض الوضعية الوبائية الراهنة والتدابير الوقائية المتخذة لمكافحة الأمراض المتنقلة، وذلك بحضور المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية عبد الرزاق بوعمرة، والمدير العام لمعهد باستور الجزائر فوزي درار، والبروفيسور إلياس أخاموخ رئيس مصلحة الأمراض المعدية بولاية تمنراست، وممثلة الوكالة الوطنية للأمن الصحي فلة أوجيدة.

وأكد فورار أن الأمراض المتنقلة ما تزال تشكل تحديًا حقيقيًا للصحة العمومية رغم حالة الاستقرار المسجلة، مشيرًا إلى تسجيل حالات متفرقة من داءي الدفتيريا والملاريا، ما يستدعي استمرار الجهود الوقائية المكثفة.

وأوضح أن وزارة الصحة وضعت استراتيجية وطنية شاملة للوقاية من الأمراض المتنقلة بمشاركة مختلف القطاعات المعنية، وتشمل تطوير أنظمة المراقبة والإنذار والاستجابة السريعة، وتقييم المخاطر من قبل اللجان والخبراء المختصين، إلى جانب نشر تعليمات تقنية محدثة تتعلق بالتشخيص والمراقبة ومكافحة الأوبئة.

وتعمل الوزارة على تعزيز قدرات التشخيص والاستجابة الميدانية من خلال تكوين فرق طبية متخصصة وضمان وجود مخزون احتياطي آمن من الأدوية واللقاحات، بما يضمن فعالية وسرعة التدخل في حال ظهور أي بؤر وبائية.

وشدد فورار على أن المراقبة الوبائية تمثل ركيزة أساسية في منظومة الوقاية الصحية الوطنية، إذ تعتمد على قائمة محدثة للأمراض الواجب التبليغ عنها، ويشرف عليها المعهد الوطني للصحة العمومية والمديرية العامة للوقاية وترقية الصحة، لضمان ردٍّ سريع وفعّال في مواجهة الأخطار الوبائية.

وأشار إلى أن الكشف المبكر والتحليل الآني والاستجابة السريعة تشكل عوامل النجاح الأساسية لأي استراتيجية فعالة لمكافحة الأمراض المتنقلة، مؤكدًا أن الوقاية تظل الوسيلة الأنجع للحماية، من خلال التلقيح والتثقيف الصحي ومكافحة النواقل.

وزارة الصحة تسجل نتائج إيجابية لبرنامج التلقيح الوطني

سجّل برنامج التلقيح الوطني نتائج إيجابية عكست نجاح الاستراتيجية الوقائية المنتهجة من طرف وزارة الصحة، حيث بلغت نسبة التغطية ضد شلل الأطفال والدفتيريا مستويات مرتفعة على الصعيد الوطني.

وكشف فورار أنه خلال الفترة الممتدة من 2023 إلى 2024 تم تلقيح 2.287.901 طفل ضد شلل الأطفال ضمن حملتين شملتا 19 ولاية من الجنوب، في حين تم تلقيح 84.370 شخصًا بولاية سكيكدة ضد الدفتيريا، و43.197 شخصًا بولاية عين الدفلى، إلى غاية 11 نوفمبر 2025. وتواصل فرق الطب الوقائي والوبائي جهودها في المراقبة والكشف المبكر عن الأمراض.

تمنراست تفعّل جهاز اليقظة وتعزز التكوين الطبي

وأكد البروفيسور إلياس أخاموخ، رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى تمنراست، أن مصالح الصحة فعلت جهاز اليقظة الوبائية تحسبًا لأي طارئ، رغم عدم تسجيل أي حالة كوليرا إلى حد الآن، مشيرًا إلى تكوين جميع أطباء الولاية في كيفية التعامل مع الحالات الوبائية المحتملة.

وأوضح أخاموخ أن تمنراست تُعد الولاية الأولى وطنيًا من حيث عدد حالات الملاريا والدفتيريا، نظرًا لكونها بوابة عبور رئيسية للأجانب، مما يجعلها ضمن المناطق ذات الأولوية في المراقبة الصحية.

وكشف في هذا الإطار عن تلقيح 33.000 شخص من جنسيات أجنبية خلال الفترة الممتدة من 2023 إلى 2025، في إطار حملات وقائية موجهة لحماية المقيمين والزوار على حد سواء من الأمراض المعدية.