وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تبرز عمق الهوية الدينية في جناحها بمعرض الكتاب الدولي
شرف الدين عبد النور

يشكّل جناح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الطبعة الثامنة والعشرين من المعرض الدولي للكتاب محطة متميزة تجمع بين التاريخ والدين والثقافة، إذ يعرض للزوار ثراء التجربة الدينية الجزائرية في بعدها الوطني والروحي، مقدّماً رؤية شاملة لمسار الهوية الدينية للشعب الجزائري عبر مختلف العصور.
ويضم الجناح عرضاً متنوعاً من مطبوعات الوزارة والمركز الثقافي الإسلامي، التي تجسد رسالة القطاع في نشر الفكر الوسطي وتعزيز الوعي الديني والمرجعية الوطنية، فضلاً عن التعريف بالمؤسسات التابعة للوزارة وأدوارها العلمية والتربوية في خدمة المجتمع، على غرار الديوان الوطني للحج والعمرة، والديوان الوطني للأوقاف والزكاة، ومؤسسة العصر للمنشورات الإسلامية.
وبمناسبة الذكرى السبعين لثورة التحرير المباركة، كشفت الوزارة عن إصدارين جديدين يثريان المكتبة الدينية والتاريخية الوطنية، أولهما “وثائق مختارة من الأرشيف الديني والتاريخي خلال الفترة الاستعمارية”، وثانيهما “الحياة الروحية في الثورة التحريرية المباركة” لمؤلفه محمد زروال، وهما عملان يوثّقان عمق الارتباط بين الدين والوطن ويكشفان عن البعد الإيماني الذي ألهم رجال الثورة في كفاحهم من أجل الحرية.
ويبرز الجناح أيضاً البعد التاريخي للموروث الديني الجزائري من خلال إعادة طباعة مصحف رودوسي التاريخي في حلة جديدة برعاية سامية من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وهو أول مصحف يُطبع في الجزائر خلال ثلاثينيات القرن الماضي تحت الاحتلال الفرنسي، ليبقى شاهداً على تمسّك الجزائريين بدينهم وهويتهم رغم محاولات الطمس الثقافي.
كما يحتضن الجناح معرضاً لأرشيف الحج في العهد الاستعماري، يعرض بالصورة والوثيقة تفاصيل معاناة الحجاج الجزائريين وما واجهوه من عراقيل فرضتها السلطات الاستعمارية، غير أن عزيمتهم الراسخة وإيمانهم العميق جعلا من شعيرة الحج رمزاً للثبات والهوية الوطنية.
ويواصل جناح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف استقبال زواره طيلة أيام المعرض من خلال توزيع نسخ من المصحف الشريف وتقديم شروحات حول جهود الوزارة في خدمة القرآن الكريم والعناية بالجانب الديني والثقافي للأمة.
ويجسد حضور الوزارة في هذا الحدث الثقافي الدولي التلاحم بين الأصالة الدينية والوطنية الجزائرية، ويعكس رسالة متجددة مفادها أن الإسلام والوطنية في الجزائر وجهان لهوية واحدة تمتد جذورها في التاريخ وتتطلع بثقة إلى المستقبل.
