من غرداية..ابتسام حملاوي تؤكد: “المجتمع المدني جدار الصد الأول في حماية الوطن وتعزيز تماسكه”

أكدت ابتسام حملاوي، رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني، خلال إشرافها على اللقاء التفاعلي مع فعاليات المجتمع المدني بولاية غرداية، أن المجتمع المدني اليوم هو شريك رئيسي في بناء الوطن، وعليه تقع مسؤوليات جسيمة في ظل ما تمرّ به البلاد من تحديات إقليمية ودولية.
وقالت حملاوي في كلمتها الافتتاحية أمام ممثلي الجمعيات والأعيان والشخصيات الفاعلة في المجتمع المدني:
“يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم في هذه الولاية العزيزة، التي كانت ولا تزال حصنًا منيعًا في وجه الاستعمار، ودعامة قوية في مسيرة الوحدة الوطنية.”
وأضافت أن هذا اللقاء يأتي ضمن مسار تفعيل الحوار البنّاء مع المجتمع المدني، وترقية أدوات التواصل بينه وبين المرصد، الذي أنشأه رئيس الجمهورية من أجل دعم العمل المدني، وترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية التشاركية.
تعزيز التلاحم المجتمعي والوعي الوطني
وشددت رئيسة المرصد على أن المجتمع المدني مطالب اليوم بالانتقال من الدور التقليدي إلى الفعل الاستباقي، من خلال المساهمة في إيجاد حلول مبتكرة لمشكلات المجتمع، وتقديم رؤى استشرافية تُمكّن السلطات العمومية من فهم أعمق لانشغالات المواطنين.
وأكدت حملاوي أن تعزيز اللحمة الوطنية ودعم التماسك الاجتماعي هما من المهام الأساسية للمجتمع المدني، مشيرة إلى أن التصدي لمحاولات ضرب الاستقرار الوطني يتطلب وعيًا جماعيًا ويقظة دائمة.
“نحن في مرحلة حساسة تتطلب تجنيد كل القوى الحية، ومرافقة الدولة في سياساتها العادلة، والدفاع عن مواقفها ودبلوماسيتها التي تعبّر عن سيادتنا وحقوقنا.”
الرد على المغالطات بخطاب مدني مسؤول
كما أبرزت أهمية إشراك الجمعيات والأعيان والنخب في الرد على حملات التضليل والمغالطات التي تروّج لها بعض الجهات المعادية، عبر تعزيز الخطاب المدني الرصين، والاستثمار في وسائل الإعلام والاتصال الحديثة.
“على المجتمع المدني أن يرتقي بخطابه، ويستثمر المنصات الرقمية للتواصل مع الداخل والخارج، وأن يقدّم صورة مشرقة عن الجزائر.”
التزام المرصد بالمرافقة والتفعيل
وأكدت رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني أن هيئتها الدستورية ستواصل مرافقة المبادرات والمشاريع المجتمعية الهادفة، وفتح قنوات الحوار المباشر والرقمي مع كل الفاعلين، مشيرة إلى إطلاق منصة إلكترونية لتسهيل التواصل ومتابعة انشغالات الجمعيات.
نحو نقاش مثمر وشراكة مجتمعية فعالة
وختمت ابتسام حملاوي كلمتها بالدعوة إلى التفاعل الإيجابي والمبادرة من قبل جميع الحاضرين، من أجل الوصول إلى نقاش ثري يخدم المواطن ويعزز مكانة المجتمع المدني في الجزائر الجديدة.
“جئت اليوم للاستماع إلى آرائكم، لا لإلقاء خطاب. نؤمن أنكم أنتم صوت الميدان ونبض المواطن، ومراهنة الدولة عليكم ليست عبثًا، بل ثقة نابعة من دوركم الحيوي في بناء الحاضر واستشراف المستقبل.”
شرف الدين عبد النور
