من الجزائر… إفريقيا على موعد مع إقامة تكامل اقتصادي

انطلقت اليوم الخميس فعاليات الطبعة الرابعة من المعرض التجاري البيني الإفريقي بالجزائر العاصمة، حاملةً معها العديد من الفرص والرهانات الاقتصادية، بما يعزّز مسار التكامل الاقتصادي القاري.

ويأتي هذا الحدث في توقيت بالغ الأهمية، وفي مكان ذي وزن استراتيجي ثقيل على مستوى القارة الإفريقية؛ إذ تنعقد هذه الطبعة في ظرف عالمي يشهد استقطاباً حاداً وتكتلات اقتصادية تفرز تحديات جيواقتصادية معقّدة. وهو ما يتطلب إرادة سياسية قوية من الدول المشاركة للنهوض بالاقتصاد الإفريقي، وبناء شراكات مستدامة تُعزّز من حجم التبادل التجاري بين الدول الإفريقية، وتفسح المجال لإقامة تكامل اقتصادي حقيقي بدفعٍ قوي من الجزائر.

وبحسب العديد من الخبراء، فإن المعرض لا يقتصر على كونه فضاءً لعرض مختلف المنتوجات أو الشركات الناشطة في مجالات اقتصادية متنوّعة، بل يُمثّل منصة استراتيجية لإطلاق مشاريع كبرى تمتد آثارها إلى قطاعات النقل والطاقة والزراعة والبنى التحتية. ومن المرتقب أن يشهد المعرض توقيع اتفاقيات نوعية بين عدد من الفاعلين الاقتصاديين من مختلف الدول الإفريقية.

كما يُرتقب أن يُسهم هذا الحدث في تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية الجزائرية، وفتح آفاق جديدة أمام الفاعلين المحليين لاكتشاف السوق الإفريقية خارج الأطر التقليدية، بما ينعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي الوطني ويضع الجزائر في قلب دينامية إفريقيا المتحوّلة.

إن الجزائر، بما تمتلكه من موقع جغرافي استراتيجي وقدرات اقتصادية واعدة، تقف اليوم على موعد مع تجسيد رؤيتها الاقتصادية، ودفع مسار إقامة تكتل اقتصادي إفريقي يكون جسراً نحو تكامل حقيقي يجعل القارة الإفريقية القلب النابض للاقتصاد العالمي.