آخر الأخبار

محمد مخازني يتمسك بمشروع التكوين ويشترط بيئة عمل مستقرة لمواصلة المشوار مع المولودية

تصدّر اسم محمد مخازني النقاشات الحامية حول مستقبل الفئات الشبانية في نادي مولودية الجزائر، باعتباره أحد أبرز الفاعلين في مشروع التكوين الذي أسهم في عودة “العميد” إلى منصة التتويجات، ليس فقط من حيث النتائج، بل عبر إعادة الاعتبار للعمل القاعدي الذي يُعد أساس نجاح أي نادٍ كبير.

وعبّر المدير الفني للفئات الشبانية عن رغبته في مواصلة المشوار رفقة المولودية، رغم اقتراب نهاية عقده في 31 أوت المقبل. وأوضح أن استمراره مرهون بتوفير بيئة عمل مستقرة تسمح بتطوير قاعدة التكوين، بعيدًا عن التدخلات والضغوط التي تعرقل المشروع.

وشدد مخازني على أن القرار النهائي بيد إدارة النادي، مؤكداً في الوقت ذاته أنه، سواء استمر أم لا، سيبقى وفيًا لهذا الفريق الذي مثله لاعبًا ومدربًا لسنوات.

ورغم خيبة أمل عدم التتويج بلقب فئة أقل من 21 سنة، اعتبر أن الإنجاز الأهم يتمثل في تصعيد لاعبين شبان إلى الفريق الأول، على غرار الحارس عبد اللطيف رمضان، بوشريط ومنزالة، الذين أصبحوا من ركائز التشكيلة الأساسية. كما أشار إلى أن فئة أقل من 19 سنة حققت نتائج باهرة، تُوّجت بتمثيل 12 لاعبًا من المولودية في آخر تربص للمنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، في سابقة تاريخية تُبرز القفزة النوعية التي شهدها قطاع التكوين.

في المقابل، يجد مخازني نفسه وسط حملة انتقادات إعلامية وُصفت من طرف مناصري النادي بـ”غير البريئة”، وسط حديث عن تعيين مدرب أجنبي على رأس الفئات الشبانية. ويرى هؤلاء أن الحملة تهدف لتحميله مسؤولية إخفاق ظرفي، دون مراعاة الصعوبات الميدانية التي تعانيها الفئات السنية، من أجور متأخرة، وعتاد غير ملائم، إلى غياب الدعم الإداري.

ويؤكد مناصرو “العميد” أن مخازني ليس مجرد اسم في تاريخ مولودية الجزائر، بل هو من أبرز مهندسي مشروع التكوين في البلاد خلال العقدين الأخيرين. فقد أشرف على تكوين لاعبين أمثال كودري، حشود، بدبودة، بوشامة، وبن سالم، الذين ساهموا في التتويج بلقب البطولة سنة 2010، ثم مجددًا في موسم 2023-2024، الذي يُعد من أفضل المواسم الحديثة للنادي بفضل الاعتماد على أبناء المدرسة.

اليوم، وأمام مفترق طرق حاسم، يتفق كثيرون من داخل النادي وخارجه على أن الحفاظ على استقرار مشروع التكوين هو مفتاح المستقبل، وأن تهميش الكفاءات الوطنية مثل محمد مخازني يُعد تراجعًا خطيرًا في مسار منظومة التكوين. فالرجل لا يُقاس بنتيجة موسم، بل بمسار حافل بالإنجازات، والتاريخ وحده يشهد على بصمته.

في النهاية، مشروع الفئات الشبانية ليس ترفًا أو عبئًا، بل استثمار استراتيجي يتطلب رؤية، صبرًا، ودعمًا. وكلها قيم جسّدها محمد مخازني، ولا يزال مستعدًا لمواصلتها إن فُتحت له الأبواب بدل أن تُغلق في وجهه.

شرف الدين عبد النور

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى