محمد المأمون القاسمي الحسني يدعو إلى جعل المسجد منارة للهداية والأمن الروحي
شرف الدين عبد النور

أكد محمد المأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر، اليوم، أن رسالة المسجد تتجاوز حدود الزمان والمكان، لتغدو مشروعًا حضاريًّا متكاملًا، يربط العلم بالدّين، والدّنيا بالآخرة. داعيًا إلى جعل المسجد منارةً للهداية، ومركزًا للوحدة، ومصدرًا للأمن الرّوحيّ والاجتماعيّ.
وجاء ذلك في محاضرته، الّتي ألقاها ضمن فعاليات النّدوة الدّوريّة “يوم المعرفة”، بجامعة الشّهيد حمّه الأخضر، بولاية الوادي، وحملت عنوان: “الخطاب المسجديّ الرّسالي، في ضوء التّغيّرات الفكريّة المعاصرة”.
وحضر الملتقى والي الولاية العربي بهلول، إلى جانب السلطات المحلّية، المدنية والعسكريّة، ونخبة من أساتذة الجامعة، وأئمة المساجد، وجمع غفير من طلبة الجامعة.
وقد أوضح عميد جامع الجزائر، في مستهلّ كلمته، أنَّ الأمم لا تنهض بثرائها أو عددها، بل بقدر ارتكازها على مرجعيّتها الفكريّة والرّوحيّة؛ مشدّدًا على أنَّ المرجعيّة الوطنيّة الجامعة في الجزائر قامت على ركائز: الإسلام دينًا، والعربيّة لسانًا، والوطن إطارًا جامعًا؛ وينبغي أن تكون بوصلة الوعي وميزان الحكم على الأشياء؛ لتضع بذلك حدود التّفاعل المتوازن مع العالم، دون ذوبانٍ في قطبيه.
كما أشار إلى أنَّ المرجعيّة الدّينيّة الجامعة تُعدُّ حصانةً ذاتيّةً للمجتمع الجزائريّ من الغلوّ والتّطرّف، ومثالًا للتّمسك بالوسطيّة والاعتدال، الّذي أثمر فضائل الرّفق والتّسامح والإحسان، في إطار وحدةً روحيّةً ووطنيّةً جامعة.
ووجه القاسميّ رسالةً أبويةً إلى طلبة العلم، مُؤكّدًا أنّهم رصيد الوطن، وعماد نهضته. مؤكّدا أنّ التّفوّق الحقيقيّ لا يُقاس بالدّرجات وحدها، بل بما يُقدّمونه لوطنهم من علمٍ نافع، وعملٍ صالح، وفكرٍ سديد، وسلوكٍ مستقيم؛ داعيًا إيّاهم إلى أن يكونوا جيل الأمّة المنشود، الّذي يبني بالعلم، ويُشيّد بالعمل، ويُصلح بالأخلاق والقيم.
وفي ختام المحاضرة، جرى نقاش مفتوح بين عميد جامع الجزائر، والأساتذة، والأئمة، والطلبة، تناول عدّة زوايا متعلّقة بالموضوع. وتقديراً لجهوده وإسهامه الفعّال في إنجاح الندوة، كرّمت الجامعة القاسمي، وشارك في مبادرة من إدارة الجامعة، بغرس شجيرات في مستوى ساحتها.
