ماذا تحتاج يا عريان؟ الهوكي يا مولاي”… الشارع المغربي يعود إلى الغليان
مهدي الباز

تجدّدت، السبت، في مختلف المدن المغربية مظاهرات حركة جيل “زاد” المغربية،بعد توقف دام أسبوعًا، في مشهد أعاد الزخم إلى الشارع المغربي الذي يواصل التعبير عن رفضه لسياسة المخزن وما نجم عنها من تفشي الفساد وتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
ورغم التضييق الأمني وحملات الاعتقال الوحشية التي طالت عددًا من النشطاء منذ بداية الحراك السلمي، خرج مئات المتظاهرين إلى الشوارع في مسيرات سلمية رفعوا خلالها شعارات تعبّر عن وعيٍ شعبي متنامٍ وإصرارٍ على تغير النظام.
صدح اليوم الشارع المغربي بشعارات تعبّر عن غضبٍ عميقٍ ضد سياسة المخزن المنتهجة، ورغبةٍ في الكرامة والعدالة، منها:
“ماذا تحتاج يا عريان؟ الهوكي يا مولاي”
“اشتقنا لإحساس الكرامة والحرية”
شعاراتٌ لخصت حالة الغضب الشعبي المتزايد من واقعٍ متعفّنًا نتيجة سياسات نظامٍ متآكلٍ عفى عليه الزمن، علاوةً على الخطابات الرسمية التي تحاول امتصاص الغضب الشعبي بمشاريع لا تمتّ بصلةٍ لمطالب المواطن المغربي، الذي يبحث عن الحرية والكرامة.
ويرى متابعون أن حراك جيل زاد المغربي، يمثل جيلًا جديدًا من الوعي السياسي في المغرب، جيلًا لم يعد يؤمن بالخطابات الخشبية البعيدة عن واقعهم، بل يسعى إلى فرض واقعه على السلطة عبر سلمية مواقفه ووضوح مطالبه.
وفي مقابل توسّع رقعة المظاهرات، يواصل الإعلام الرسمي تجاهل تغطية الأحداث، مكتفيًا بنشر روايات تُتهم بمحاولة تشويه الحراك عبر الإيحاء بوجود “انقسامات” داخل صفوف المحتجين.
غير أن الواقع الميداني، كما تؤكده صور وشهادات حية من الشارع، تظهر تماسكًا واضحًا وإصرارًا جماعيًا على إيصال الرسالة بطرق سلمية وحضارية.
وبين صوت الشارع الغاضب وصمت المؤسسات الرسمية لنظام المخزن، يبدو أن جيل “زاد” المغربي قد فتح فصلًا جديدًا في مسار الوعي الشعبي والمطالبة بالكرامة والعدالة والحرية ، مؤكدًا أن التغيير في المغرب لم يعد مجرد شعار، بل مطلبًا شعبيًا.
