آخر الأخبار

جيلالي: التصحر تهديد متعدد الأبعاد والجزائر تواجهه باستراتيجية شاملة

أشرفت وزيرة البيئة وجودة الحياة، نجيبة جيلالي، يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، على لقاء وطني نُظم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يُحتفى به هذه السنة تحت شعار: “استصلح الأرض وأطلق العنان للفرص”، في رسالة تحمل الأمل والإصرار على مجابهة التحديات البيئية وتعزيز التنمية المستدامة.

وأكدت جيلالي، في كلمتها الافتتاحية، أن التصحر لا يُعد مجرد قضية بيئية، بل يمثل تحدياً شاملاً يمس الأمن الغذائي والمائي، ويهدد استقرار المجتمعات، ويضع عراقيل أمام تحقيق التنمية المستدامة. وشددت على أن الجزائر تدرك تماماً انعكاسات هذه الظاهرة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لذلك أدرجت مكافحة التصحر ضمن أولوياتها البيئية، من خلال اعتماد استراتيجية وطنية شاملة تركز على الوقاية، الحماية، التأهيل، والتكيف.

وفي السياق، أبرزت الوزيرة أهمية مشروع السد الأخضر الذي أعيد بعثه كمشروع وطني، يمتد على مساحة 4.7 مليون هكتار، والذي من المنتظر أن يكون له أثر بيئي واقتصادي مباشر على حياة المواطنين، من خلال زراعة الأشجار المثمرة، إنتاج الخشب، وتنمية المناطق الداخلية. كما ذكّرت بالتعليمات الصادرة عن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بخصوص استحداث شركات شبانية ناشئة متخصصة في مجالات التشجير والري، وهو ما من شأنه خلق فرص عمل وتشجيع الابتكار.

واستعرضت جيلالي جهود القطاع في عمليات إعادة تأهيل النظم البيئية للغابات التي التهمتها الحرائق، وإطلاق مشاريع لتعزيز مرونة النظم البيئية السهبية في ولايات مثل البيض، بالإضافة إلى تسجيل دراسات لإنشاء واحات نموذجية جديدة في ولايتي عين صالح وتمنراست، بهدف تعويض تدهور الواحات التقليدية.

وفيما يخص التغيرات المناخية، تم إعداد خطط محلية للتكيف في عدد من الولايات الأكثر عرضة للخطر، منها سيدي بلعباس، تمنراست، البيض، والمسيلة، مع التحضير لإطلاق المرحلة الثانية في ولايات أخرى.

وأشارت الوزيرة إلى أن الجزائر تُعد من أكثر الدول الإفريقية تهديداً بالتصحر، حيث تتأثر أكثر من 200 مليون هكتار من الصحراء و32 مليون هكتار من السهوب، و4.1 مليون هكتار من الغابات، مؤكدة أن الدولة تواصل اتخاذ الإجراءات القانونية والمؤسساتية للتخفيف من حدة الظاهرة واستعادة الأراضي المتدهورة.

وختمت جيلالي كلمتها بالتأكيد على ضرورة تعبئة جميع الجهود، من قطاعات حكومية وخاصة ومجتمع مدني، للاستثمار في الحلول البيئية المستدامة، وتمكين المرأة الريفية، ودعم البحث العلمي والتقنيات المبتكرة، مؤكدة التزام وزارة البيئة بالاستمرار في العمل لحماية الأراضي وتحقيق جودة حياة أفضل لجميع المواطنين.

شرف الدين عبد النور

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى